ترجمات عبرية

يديعوت: بدأ التمرد

يديعوت 26-3-2023، بقلم ناحوم برنياع: بدأ التمرد

انتظرت كتلة الليكود، وربما كتل أخرى داخل الائتلاف، الرجل الأول الذي سيتجرأ على القفز في المياه، فقد أخذ يوآف غالنت هذه المهمة على عاتقه، وفعل ذلك حسب طريقته، وحيداً، دون أن يعتمد على آخرين أو يدعي الضحية. في غضون دقائق، رحب بفعله ثلاثة أعضاء آخرون في كتلة الليكود، هم: يولي أدلشتاين، ودافيد بيتان، وآفي ديختر. ليس صدفة أن قال غالنت: “لن أعطي يدي (للتصويت على القانون هذا الأسبوع)”. إذا كنت أقدر على نحو سليم، فهذا يعني أن غالنت سيصوت ضد أو يمتنع. إذا سار ديختر وأدلشتاين وبيتان في أعقابه، فمشكوك أن يكون لمشروع القانون 61 صوتاً في الكنيست. سيتعين على نتنياهو أن يعيد احتساب المسار أو يستخدم ضغطاً استثنائياً، على حدود الابتزاز، على الأربعة وربما أيضاً على آخرين.

أربعة مقابل أربعة – نتنياهو ولفين وروتمن ودرعي ومقابلهم غالنت وديختر وبيتان وأدلشتاين. لكل واحد في هذه الدراما دوافع خاصة به، لكن السطر الأخير واضح: انطلق التمرد– الجبهة الموحدة التي عرضها الائتلاف تحطمت. لا يحصل هذا بسبب انعطافة أيديولوجية بل بسبب المدى غير المسبوق للاحتجاج وتأثير المواجهة الداخلية على الأمن والاقتصاد والمجتمع.

لغالنت، بحكم منصبه، أسباب وجيهة للخروج ضد التشريع بطريقة لفين وروتمن، تشريع على محفزات، تشريع في الإكراه. دخل جيش الاحتياط في أزمة معنوية خطيرة، وتنتقل إلى الجيش الدائم. تفكك وحدات نخبة في الجيش و”الشاباك” وفي أذرع أمنية أخرى على الطريق، ما كان يمكنه أن يسلم بإمكانية في حصول الخراب في ورديته.

وعليه، لم أفكر أنه قد “تأرنب” بتأجيله خطابه يوم الخميس. لقد أتاح لنتنياهو إلقاء خطابه، وبعد أن تبين للجميع أن نتنياهو يواصل السير في الطريق الهدام الذي اختاره، ألقى خطاب الصد خاصته، خطاب الراشد المسؤول. ما قاله لنتنياهو في حديثهما في الأسبوعين الأخيرين قاله أمس للجمهور.

في الحكومة وزير آخر كان يتعين عليه بحكم منصبه أن يدعو إلى وقف تسونامي لفين وروتمن: وزير المالية. استمرار الثورة النظامية يجبي، بل وسيجبي أثماناً اقتصادية باهظة للغاية. التهديد الكبير هو تهديد مالي: المال الذي سيهرب من هنا، بل وأكثر من هذا الاستثمارات التي لا تأتي ولن تأتي. الصناديق التي تحتفظ بالمال تنتظر هذه اللحظة على الجدار. وإن إقرار القوانين سيطرد الاستثمارات.

لكن سموتريتش هو سموتريتش. هو ليس وزير مالية، بل مشعل نيران.

كانت المظاهرة التي جرت في تل أبيب أمس تشبه في حجمها وحماسة المتظاهرين المظاهرات السابقة، ولعلها فاقتها. يخيل أن الاحتجاج ينتقل مرحلة – من أقوال معظمها سلبية إلى أقوال تشدد على ما تؤيده. يقول المتظاهرون في واقع الأمر: نحن دولة إسرائيل الحقيقية؛ نحن الكمية، والنوعية، والتراث، واللباب. هم يتبنون بن غوريون، وبيغن، ورابين، وشامير، والسلام، والحروب، والشرق والغرب. لسنا أقلية قليلة، نحن أغلبية مهددة. مجموعة من الجنود المتقاعدين أجرت داخل المظاهرة مسيرة حمالات خاصة بها، رمز إسرائيل كلاسيكي. لا أعتقد أن هذه الرسائل تمر بسهولة لدى مؤيدي الحكومة القائمة، لكنها تعبر بإخلاص عن أجواء التفاؤل والقوة التي في المظاهرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى