ترجمات عبرية

يديعوت: اليوم الذي تغيرت فيه دولة إسرائيل

يديعوت 2023-02-22، بقلم: ناحوم برنياعاليوم الذي تغيرت فيه دولة إسرائيل

أجواء الكرنفال، حول الكنيست وفي داخله، مضللة. يوم الاثنين، 20 شباط 2023، جدير بأن يسجل بأنه اليوم الذي تغيرت فيه دولة إسرائيل. الـ 75 سنة الأولى انتهت. وأمس بدأ عهد جديد، دولة جديدة، صهيونية جديدة. أنت تبالغ، سيقول القارئ المرتاح – في النهاية هذا بيبي إياه الذي عرفناه، رقصة الـ “تشح تشح تشح” إياها بين ميول متناقضة، خطوة إلى الأمام، خطوة إلى الوراء وعودة رائعة إلى المكان ذاته. إذن هذا هو، لا.

في 75 سنة أولى من حياتها، بما فيها سنوات نتنياهو كرئيس وزراء، سعت دولة إسرائيل لأن تشبه أكثر الدول تطورا، أن تتثبت، مثلما كتب في وثيقة الاستقلال على “أساسات الحرية، العدالة والسلام؛ وان تقيم مساواة حقوق اجتماعية وسياسية تامة لكل مواطنيها دون فرق في الدين، العرق والجنس. هذه الالتزامات الجميلة لم تتحقق بكاملها في أي مرة، لكن هذا كان النموذج للاقتداء، كان هذا أمنية. دولة إسرائيل الجديدة ليست ملتزمة إلا لحكومتها.

لا يدور الحديث هنا بالتالي فقط عن ثورة قضائية أو تغيير فني لعلاقات القوى بين سلطات الحكم الثلاث. الرؤية هي التي انقلبت. في أثناء الشهرين الماضيين بين الانتخابات وإقامة الحكومة شرح نتنياهو للسفراء الأجانب أنه لا داعي للقلق. كل المطالب المجنونة للجهات المتطرفة في كتلته ستختفي في اليوم الذي تقوم فيه الحكومة. أما الحكومة فقد قامت وتبين أن المتطرفين يتحكمون بها. كل أحلامهم تحققت في الاتفاقات الائتلافية. والآن هو يشرح لهم ولنا، وربما أيضا لنفسه، أنه في اللحظة التي تقر فيها رزمة القوانين الحالية، فإن كل شيء سيهدأ، والحكومة ستعود لتؤدي مهامها كحكومة. هذا كذب، تضليل ذاتي. فقد فتح السد وليس لديه القوة لإغلاقه. هو رهينة في ايدي سموتريتش وبن غفير، روتمن ونتنياهو الابن، كل الأشخاص الجميلين الذين يدفعون الحكومة ويدفعونه إلى الهوة.

عندما تصطدم الرؤية بالرؤية فلا معنى للمفاوضات. من الأفضل الصراع والخسارة من إدخال بعض التعديلات التجميلية والتعرض للإهانة. الرئيس هرتسوغ يتمسك بحوار زائف، عمل المحامين. وفي السياق من شأنه أن يجد نفسه وحده، مكروها من معارضي الثورة، مهانا من مؤيديها.

لعله ليس متأخراً تذكيره بما فعله الرئيس الخامس إسحق نافون في أيلول 1982، بعد المذبحة في بيروت.

المتظاهرون طالبوا بإقامة لجنة تحقيق. الحكومة برئاسة بيغن تملصت. نافون قرر الظهور في التلفزيون. “واجبنا هو أن نستوضح”، قال، “في أقرب وقت وبشكل دقيق من أناس مصداقين وغير منحازين، كل ما وقع في هذه القضية البائسة وإذا ما استوجب الأمر، أن نستخلص الاستنتاجات بكاملها”.

نافون كتب في سيرته الذاتية أن الوزير زبولون هامر قال إن تدخله رجح الكفة: بيغن والحكومة قبلا بالحكم وتشكلت لجنة التحقيق. حكم هرتسوغ لن يقبلوا به – طالما يسعى لأن يرضي الجميع. أحد قادة المتظاهرين قال لي أمس إنه توجد قطيعة بين قيادة الاحتجاج ويائير لابيد.

بخلاف الانطباع الناشئ، لا يوجد تنسيق، لا يوجد انصات، لا توجد حتى لقاءات.

“هذا سخيف”، قال لي أمس أساف أغمون، من قدامى الكفاح في بلفور. “فنحن نعمل من أجله”. في معسكر المتظاهرين، وأساسا في الجناح الكفاحي، يرون بغضب محاولة لابيد وغانتس بث أعمال كالمعتاد.

لابيد شارك أمس في اطلاع أمني إلى جانب نتنياهو. عندما أغلق المتظاهرون شقة النائبة تالي غوتليف سارع لابيد لأن يغرد بالتنديد. عندي طفلة متوحدة، صرخت غوتليف. فتذكر المتظاهرون أن للابيد أيضا توجد ابنة متوحدة، وهذا لم يمنع غوتليف من أن تهاجمه بانفلات.

من ناحية المتظاهرين لا توجد أعمال كالمعتاد. وهم يعتزمون الصعود إلى المرحلة التالية في ردود فعلهم. أن يغلقوا على كبار رجالات الائتلاف في بيوتهم. أن يشلوا الحركة على الطرق. لا، هم ليسوا مصلحيين، لكنهم لا يعتزمون طي إعلام الدولة والعودة إلى شؤونهم. الناس اليائسون يمكنهم أن يصلوا بعيداً، بعيداً جداً.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى