ترجمات عبرية

يديعوت – الهدف : جباية ثمن دون المس بالتسوية

يديعوت – بقلم  يوسي يهوشع – 2/1/2022

” في القيادة الامنية والسياسية يتفقون على ضرورة العمل حيال حماس في اعقاب نار الصواريخ الى غوش دان ولكنهم على علم بانه على طرفي الحدود لا تزال توجد رغبة في الوصول الى تسوية “.

اطلاق الصواريخ باتجاه غوش دان صباح امس وان كان لم يلحق ضررا لكنه أكد جيدا مفهوما آخذا بالتبلور منذ زمن ما: الهدوء النسبي القائم منذ حملة حارس الاسوار في شهر ايار الماضي، ذاك الهدوء الذي توجوه بتيجان كـ “الفترة الاهدأ منذ حملة عسكرية في غزة”، آخذ بالذوبان.

في اسرائيل معنيون بمواصلة التسوية مع غزة، ويبذلون الجهود للحفاظ عليها رغم النار. اضافة الى ذلك، فان التقديرات في هيئة الاركان هي ان حماس ايضا تريد ان تواصل التحرك في مسار التسوية اياه. عمليا، ووفقا لذلك، يقدرون بان الحدثين في الاسبوع الاخير – الصاروخين اللذين اطلقا على غوش دان واطلاق النار قرب الحدود – هما على الاطلاق شارة لعدم رضى حماس من وتيرة تقدم المباحثات للتسوية ولا سيما مع المصريين.

لكن هذا لا يعني ان هذه الاعداد ستمر بصمت: ففي ختام تقويمات الوضع التي جرت في اوساط كبار رجالات جهاز الامن والقيادة السياسية يوجد توافق في الرأي على أنه لا يمكن ابقاء الوضع كما هو – والنار ستستجاب برد. المعضلة الوحيدة هي كيف الرد بشكل يجبي من حماس ثمنا لمنع تكرار احداث كهذه، ولكن الى جانب ذلك عدم تفجير الاتصالات للتسوية.

لاجل فهم الوضع كما هو، بعد نحو سبعة اشهر من حارس الاسوار، ينبغي النظر الى خرقي الهدوء الاخيرين بشكل منفرد ايضا. أمس، كان هذا صاروخين بعيدي المدى لحماس اطلقا من غزة وسقطا في البحر امام شواطيء غوش دان. تجري حماس تجارب عديدة في اطلاق الصواريخ نحو البحر ولكن هذه التجارب لا تصل الى محطم الامواج في تل ابيب، وليس صدفة. من اطلقها هذه المرة، في صباح السنة الجديدة قد يكون اسمها “تجربة” ولكن لا شك انه قصد نقل رسالة واضحة جدا.

الحادثة السابقة وقعت قبل بضعة ايام من ذلك، في منطقة ناحل عوز، عندما تسببت نار من جهة غزة باصابة عامل اسرائيلي بجراح طفيفة كنتيجة لاصابة شظايا في ساقه. وردا على ذلك، هاجمت دبابات من الجيش الاسرائيلي خمسة مواقع لحماس في شمال القطاع مما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين بجراح متوسطة وطفيفة. في الجيش الاسرائيلي قدروا بعد الحادثة بعد هذه كانت عملية مارقة وليست مقصودة من اي من منظمات الارهاب في قطاع غزة. اضافة الى ذلك، هكذا حسب التقدير، فان من فتح  النار تأثر بالتصريحات الكفاحية لحماس ضد اسرائيل في الفترة الاخيرة. وهكذا حتى لو لم يكن تغير بشكل رسمي اي شيء في سياسة اللجم لدى حماس في قطاع غزة، فان التغيير في الخطاب هو الذي ادى الى الحادثة.

ما يحرك حماس هذه الايام هو التطلع الى التسهيلات. ولعله بخلاف ما تتوقعه اسرائيل، في حماس متحمسون اقل من خطوة مثل زيادة عدد العمال الذين يمكنهم ان يدخلوا للعمل في اسرائيل – ضمن امور اخرى، لان رجال المنظمة يشكون من ان هؤلاء العمال يتحولون في اعقاب ذلك الى عملاء للشباك الاسرائيلي. وعلى الرغم من ذلك، في جهاز الامن يؤيدون زيادة عدد العمال ليتجاوز العدد الحالي الذي يبلغ عشرة الاف، انطلاقا من الفهم بان مثل هذه الخطوة تحسن الوضع الاقتصادي في القطاع. كل عامل كهذا يكسب في اسرائيل بين 6 الاف و 10 الاف شيكل في الشهر – وهو مبلغ ضخم مقارنة بالرواتب في غزة.

الى هذا ينبغي أن يضاف ايضا عدم رضى حماس من تقدم الخطوات لاعمار القطاع، الى جانب الاتصالات للتسوية مع اسرائيل والتي لا تتقدم. كانت في المنظمة ايضا محافل جعلت هذا الاحباط انذارا صريحا: تسريع الاعمال والاتصالات حتى نهاية السنة، التي في هذه الاثناء انتهت، او ان تكون اسرائيل هي التي ستدفع الثمن.

وبعد كل هذا، يجدر بالذكر ان كل ما قيل اعلاه لا يتناول الا  العلاقات بين اسرائيل وحماس، ولكن المنظمة ليست هي الجهة الوحيدة التي تملي النبرة في غزة. وللتوتر الحالي ساهم ايضا اعلان زعيم الجهاد الاسلامي زياد نخالة في نهاية الاسبوع، حتى قبل اطلاق النار، حول  السجين الاداري هشام ابو هواش المضرب عن الطعام منذ اكثر من مئة يوم. اذا توفي ابو هواش في السجن الاسرائيلي، اعلن النخالة، فان الجهاد الاسلامي سيتعاطي مع ذلك بعملية تصفية – وسيعمل بموجب تعهده بالرد عسكريا على كل عملية تصفية اسرائيلية. هكذا بحيث أنه اذا توفي السجين في المستشفى سيتعاظم التوتر – وفترة الهدوء من شأنها ان تصل الى منتهاها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى