ترجمات عبرية

يديعوت: المعضلة الايرانية

يديعوت 14-4-2024، بقلم: آفي يسسخروف: المعضلة الايرانية

لم يعد هذا فقط المراوحة في القتال في غزة، او الإرهاب الفلسطيني في الضفة والإرهاب اليهودي هناك. ولا حتى هجوم الرد الإيراني. ولا حتى حقيقة أن سكان الشمال لا يمكن ان يعودوا الى بيوتهم المحاذية للحدود. درة التاج في فشل “سيد الامن”، بنيامين نتنياهو، ترتبط بالذات بما سوقه المرة تلو الأخرى كمشروع حياته وكاد يختفي عن الرادار الإعلامي: منع ايران من الوصول الى قنبلة نووية. 

صحيح ان ليس لطهران قنبلة نووية بعد، لكن كل ما يتعلق باليورانيوم المخصب، فان الانباء التي نشرت الأسبوع الماضي توضح كم هي إسرائيل فشلت هي أيضا بالنسبة لسياسة منع النووي الإيراني. كلنا نذكر خطاب نتنياهو الشهير في الأمم المتحدة قبل نحو 12 سنة، حين عرض رسمة مع قنبلة والخط الأحمر حول تخصيب اليورانيوم الى مستوى عسكري (90 في المئة). وها هي “الواشنطن بوست” نشرت قبل أربعة أيام تقريرا لمراسلها في فيينا بان زيارة مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشأة النووية في فوردو في شهر شباط أظهرت مؤشرات مقلقة على نحو خاص. “عتاد جديد ركب، ينتج اليورانيوم المخصب حتى بسرعة اعلى واوسع مما هو مخطط ما سيزيد انتاج المشروع. ومقلق اكثر من هذا، رفعت فوردو مستوى انتاج نوع اخطر من الوقود النووي – نوع من اليورانيوم المخصب على نحو خاص يكاد يكون في مستوى سلاح نووي”.

عمليا، رغم ان ايران تدعي بان ليس لها نية لانتاج سلاح نووي، يعتقد المراقبون الدوليون بانه يوجد تحت تصرفها منذ الان ما يكفي من اليورانيوم المخصب بمستوى عالٍ يمكنه ان يكفي لانتاج ثلاث قنابل نووية على الأقل، في فترة زمنية تتراوح بين “بضعة أيام وبضعة أسابيع”. هذا التطور المقلق وان كان يبقي ظاهرا مساحة زمنية من نحو سنتين حتى انتاج الرأس النووي المتفجر الذي يمكن تركيبه على صاروخ. الا ان إسرائيل تحت نتنياهو التي جعلت احباط التهديد النووي الإيراني هدفها الأول في سموه، تجد نفسها تتصدى لجملة تهديدات أخرى – مثل حماس، حزب الله وتهديد إيراني تكتيكي – بينما تواصل إيران بكل النشاط تخصيب اليورانيوم الذي سيوفر لها في المستقبل القنبلة النووية. 

ومن هنا أيضا في واقع الامر المعضلة الإيرانية: هل بالفعل ايران مستعدة لان تخاطر بالفعل بمشروعها النووي في حالة تصعيد شامل مع اسرائيل اذا كان ردها على تصفية الجنرال مهداوي حاد جدا. حسب التقديرات، معقول الافتراض أن لا ويمكن التقدير بان طهران سترد بشكل يخلق ردا في الجانب الإسرائيلي لكنه ليس ردا يحطم الاواني. 

في هذه الاثناء لا تحتاج إيراني لان تبذل جهدا كبيرا على نحو خاص. أولا، الإرهاب في الضفة الغربية مرة أخرى يرفع رأسه، ولإيران يوجد نصيب وفير في ذلك. صحيح أنه يحتمل ألا يكون قتل الفتى بنيامين احيمئير يرتبط على الاطلاق بايران أو وكلائها، لكن ضعضعة الوضع الأمني في الضفة يخدم بلا شك الإيرانيين. هكذا أيضا رد أولئك المشاغبين ونشطاء الإرهاب اليهود الذين قتلوا امس فلسطينيا في قرية المغير، احرقوا مركبات وبيوت بل ومسوا بيهود أيضا، مثل مصور “يديعوت احرونوت” و “واي نت” شاؤول غولان الذي كانت خطيئته الكبرى هو أنه وثق افعالهم. هذه الاعمال من الجانب اليهودي ستخدم جدا أعداء إسرائيل في الساحة الدولية، مثل ايران، حماس وحزب الله وبالطبع ستضعضع اكثر فأكثر الوضع الأمني المتهالك في الضفة وهو تماما الحلم الوردي للايرانيين. 

وبالتوازي، لا يمكن الا نتطرق مرة أخرى لمسيرة السخافة في قطاع غزة. حكومة إسرائيل، التي ترفض لاعتبارات سياسية البحث في خطة لـ “اليوم التالي” ولامكانية أن فتح أو السلطة الفلسطينية معا الى جانب جهات عربية ودولية تدير الشؤون المدنية في القطاع، تخلد عمليا حكم حماس هناك. نتنياهو، الذي قال انه سيؤدي الى تقويض حكم حماس هو الذي بكتي يديه يتأكد من نجاته.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى