ترجمات عبرية

يديعوت – الكنيست “تنتصر” لأوكرانيا.. بالـ”زووم”!

يديعوت ٢٢-٣-٢٠٢٢م – بقلم سيفر بلوتسكر

شعور غير صحيح بالإهانة. هل أهانكم زيلينسكي؟ الشعور بالإهانة معناه التملص من المسؤولية. وبدلاً من الغضب، توقفوا واسألوا ما الذي فعلته إسرائيل الرسمية في صالح أوكرانيا التي تتعرض لقصف بالمدفعية والطائرات، والتي اقتلع ربع سكانها من بيوتهم؟ لم تنضم إلى العقوبات ضد روسيا، ولم تبع لأوكرانيا أي عتاد دفاعي، ولم تبعث حتى ولو ببعثة رمزية لإخلاء المصابين من تحت الأنقاض. أصيبت إسرائيل برعب من روسيا، أمام المصيبة الأوكرانية.

صحيح، حرصنا على نحو جميل على إخراج اليهود من أوكرانيا وأعطينا ملجأ مؤقتاً لبضعة آلاف من اللاجئين. أما المساعدات الأخرى فكانت بتقنين وبخل وعلى مستوى منظمات تطوعية فقط. أطلق وزير الخارجية لبيد كلمات تأييد معدودة ومحسوبة. لم تلتئم الكنيست في القدس للاستماع للرئيس زيلينسكي، واكتفت ببث عبر “زووم”. طار رئيس الوزراء بينيت إلى موسكو، تجاوز كييف، وبعد ذلك تكبد عناء رفع الهاتف في اقتراحات للوساطة. فليكن واضحاً: التقدم في الوساطة الروسية الأوكرانية نتيجة حصرية لنجاحات أوكرانيا في ميدان المعركة، ليس عبر الهواتف. وهذا هو ما فعلناه “من أجل أوكرانيا”.

في أقواله الأليمة، التي لم تكن معفية من المقارنات الإشكالية، عرض رئيس أوكرانيا مرآة سوداء أمامنا. والصورة التي انعكست لم تكن تطيب لنا، ولهذا قررنا بأن المرآة مشوهة وكاذبة. لسنا معتادين على حساب النفس، بل على المحاسبة مع الآخرين فقط.

هامس بوتين ألقى المحاضرات الأولية وجلس على منصة الشرف في المؤتمرات التي عقدت من 2012 في إيران تحت عنوان “آفاق جديدة”: اجتماعات مغطاة إعلامياً للاساميين من كل العالم، وناكري الكارثة، ناكري عمليات 11/9، نشطاء اليمين النازيين الجدد المؤمنين بالتفوق الأبيض من الولايات المتحدة وقوميين متطرفين أوروبيين. اسم الرجل – الكسندر دوغين، وهو كاتب رأي روسي، صب في سنوات كتاباته العديدة الأساسات الفكرية لترميم الإمبراطورية الروسية الكبرى، إمبراطورية يجب أن يقف على رأسها –برأيه- زعيم سلطوي فوق الشعب: فلاديمير بوتين العظيم. منذ انحلال الاتحاد السوفياتي وهو يساعد على نشر المفهوم الذي تشكل الديمقراطية الليبرالية بموجبه التهديد المركزي على الإنسانية وعلى روسيا بخاصة، ومرغوب فيه أن تنهار قريباً. كتاباته مليئة بالترهات؛ هذا مؤرخ – فيلسوف مزعوم يمتلئ بالكلمات المتفجرة. ومع ذلك، فهي مهمة لأنه يهمس بانتظام بها في أذن بوتين وزملائه في الكرملين. وها هي رسائله بإيجاز:

– غزو أوكرانيا هو جبهة حرجة في حرب السيطرة على العالم. الصراع بين الحضارة الغربية التي تقدس حقوق الإنسان وبين حضارات أخرى روسية وصينية وإسلامية، تقدس الهوية الجماعية والصلاحيات المطلقة للزعماء الذين فوق الشعب. في هذا الصراع، الجانب الليبرالي هو المعتدي والعنصري و”النازي الجديد”.

– لا يوجد شعب أوكراني ولا مكان لكيان مصطنع يسمى دولة أوكرانيا.

– اليهود ليسوا أمة بل، جماعة دينية فقط. اليهودية “روح” تتعارض جوهرياً مع “الروح” الآرية، الروسية والإسلامية. عندما يعلن بوتين بأن الغرب يعدّ للروس “مصير اليهود”، فإنه لا يستخدم فقط التكتيك المعروف المتعلق بتبادل الوظائف، بل ويتأثر بأيديولوجيا دوغين وأمثاله. مخيف؛ المصائب الفظيعة أوقعها على البشرية واعظون كاذبون وزعماء اشتروا أكاذيبهم وتبنوها واستوعبوها.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى