ترجمات عبرية

يديعوت – الصوت العربي ، السد يتحطم

يديعوت– بقلم  دانييل فريدمان – 5/4/2021

” الاحزاب العربية التي تحظى باهتمام اعلامي هائل كفيلة بان تشكل لسان الميزان في الكنيست. لهذا قد يكون تأثير دراماتيكي للمدى البعيد “.

        في إطار الثورة القضائية اقرت المحكمة العليا للاحزاب العربية، التي تتبنى الاجندة الوطنية الفلسطينية، التنافس في الانتخابات للكنيست. الاحزاب العربية التي انتخبت، بما فيها حزب التجمع وزعيمه عزمي بشارة، وضعت في المكان الاول المصلحة الوطنية الفلسطينية، وفي اعقاب ذلك بقيت خارج اللعبة السياسية في الكنيست، وكان متفقا عليه عمليا بين كل الاحزاب الصهيونية بانه لا ينبغي اخذها بالحسبان في  كل ما يتعلق بتشكيل الحكومة والمسائل الاساس التي تقف اسرائيل امامها. الجمهور العربي في البلاد شعر بذلك وبقي اهتمامه بالانتخابات للكنيست متدنية.

تغيرت الصورة في اعقاب التسويغ الذي منحه بنيامين نتنياهو لحزب راعم وزعيمه منصور عباس الذي اختار أن يضع مصلحة عرب اسرائيل في رأس اهتمامه. والان فان الاحزاب العربية التي تحظى باهتمام اعلامي هائل كفيلة بان تشكل لسان الميزان في الكنيست. لهذا قد يكون تأثير دراماتيكي للمدى البعيد.

احدى الامكانيات هي أن يزداد الان اهتمام عرب اسرائيل بالانتخابات للكنيست ويطرأ ارتفاع في نسبة تصويتهم. واذا ما تساوت نسبة التصويت لدى الجمهور العربي بتلك لدى الجمهور اليهودي، فان الاحزاب العربية قد تحظى بنحو 20 مقعدا، وربما اكثر من هذا. لمثل هذا التطور يوجد ايضا جانب ايجابي، سيتعزز اذا ما طرأ اعتدال في مواقف منتخبي الجمهور العربي من دولة اسرائيل كدولة يهودية. ومع ذلك، يمكن فقط ان نتصور ماذا ستكون تداعيات مثل هذا التغيير في تركيبة الكنيست على الحكومة وعلى التشريعات في الكنيست.

وهكذا سيزداد ايضا الاحتمال في أن تشكل الاحزاب العربية لسان الميزان في المستقبل ايضا. فتطور الاحزاب الحريدية والارتفاع في قوتها السياسية، منذ اصبحت لسان الميزان مع صعود بيغن الى الحكم في العام 1977، يفيدنا بغير قليل من الدروس. أذكر أنه في تلك الايام كانت للاحزاب الحريدية خمسة مقاعد في الكنيست. ومنذئذ ارتفع عدد مقاعدها فبلغ اليوم 16. وبالتوازي طرأ ارتفاع في عدد طلاب الدين والدعم للمؤسسات الحريدية. والان، كفيلة الاحزاب العربية بان تحتل مكان الحريديم كلسان الميزان، والمعنى واضح.

فضلا عن ذلك، بعد حرب الايام الستة ضمت اسرائيل شرقي القدس. يسكن فيها مئات الاف الفلسطينيين، الكثيرون منهم في مكانة مقيمين دائمين في اسرائيل. وهم يستحقون المشاركة في الانتخابات لبلدية القدس، ولكن حتى اليوم غالبيتهم الساحقة لم تفعل ذلك. فما هو الاحتمال في أن يقرر عرب شرقي القدس الان، في اعقاب منصور عباس المشاركة في انتخابات البلدية؟ اذا حصل هذا، فسيكون للصوت العربي وزن هائل، وربما حاسم، وربما حتى ينتخب واحد منهم لرئاسة البلدية. مرة اخرى يمكن أن نرى جانبا ايجابيا في مثل هذا التطور، ولكن واضح أن طابع الدولة كفيل بان يتغير.

وموضوع آخر. عرب شرقي القدس امتنعوا في الماضي عن طلب المواطنة الاسرائيلية. ولكن مؤخرا توجد مؤشرات على التغيير وفي السنة الاخيرة تلقى اكثر من الف منهم الجنسية الاسرائيلية. يحتمل أن يتعزز هذا الميل ويحتمل أن تستغل الاحزاب العربية قوتها السياسية وتمارس الضغط كي تمنح الجنسية الاسرائيلية بسهولة اكبر لعرب شرقي القدس.

وأخيرا، في اليمين يسعون لضم الضفة او على الاقل اجزاء كبيرة منها. وعلى اي حال تصعد مسألة منح الجنسية الاسرائيلية للسكان الفلسطينيين في الارض المضمومة. أنا اشك في أن يكون وضعنا على المستوى الدولي يسمح على الاطلاق بضم من طرف واحد، وبرأيي انه لن يكون ممكنا عمل ذلك دون منح الجنسية للفلسطينيين. والان ينضم الى المسألة الدولية ايضا موقف الاحزاب العربية التي منحها نتنياهو الشرعية الكاملة، ولصوتها على المستوى الداخلي سيكون، في هذا الموضوع ايضا، وزن مختلف عما كان في الماضي.

وهكذا، في داخل بحر التضاربات التي نعيش فيها، يتبين، في ضوء هذه الامور، الحاجة ايضا  لان نفحص من جهة كيف ندمج ونطور، في اطار الدولة، الجمهور العربي الذي يعيش في داخلنا، ومن الجهة الاخرى نحافظ على طابع الدولة كيهودية وديمقراطية من خلال اتفاقات سلام وفصل  عن الفلسطينيين الذين خارج حدود الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى