ترجمات عبرية

يديعوت: الصفقة: الكل مقابل الكل

يديعوت 2023-11-01، بقلم: شمعون شيفر: الصفقة: الكل مقابل الكل

لشدة الأسف، لا توجد سابقة يمكن أن نتعلم منها ونعمل بموجبها في محاولة لتحرير المخطوفين في غزة. لقد دفعت إسرائيل أثماناً باهظة في الماضي لقاء جنود احتجزوا لدى منظمات إرهاب. رابين لم يسامح نفسه حتى يومه الأخير حين وافق على تحرير مئات المخربين. نتنياهو هو الآخر استسلم لمطالب “حماس” وحرر 1.027 محرراً لقاء جلعاد شاليت، بعد أن بنى على مدى السنين حياة مهنية على أساس الوعود بعدم الاستسلام للارهاب. في حينه أيضاً، مثلما هو الحال اليوم، عرفت “حماس” بأن الرأي العام في إسرائيل سيتجند دون أي تردد في صالح التحرير وسيرفض كل محاولة من أصحاب القرار لابداء ضبط للنفس هدفه تخفيف الثمن لقائه.

الوضع الحالي مأساوي، لكنه غير مسبوق. 238 إسرائيلياً وعاملاً أجنبياً اختطفوا وبدفعة واحدة أصبحوا أداة في خدمة حماس ومنحوها فرصة لأن تفحص بعمق معنى الجملة التي نستطيب جميعنا قولها “كل إسرائيلي كفيل الواحد للآخر”. وعليه فمطلوب الآن اتخاذ موقف واضح من جانب كل الإسرائيليين، بمن فيهم أعضاء الحكومة: السعي الى صفقة “الكل مقابل الكل”، كل السجناء الأمنيين مقابل كل المخطوفين. ان دور الدولة هو حماية الرفاه الأساس لمواطنيها، والمخطوفون المحتجزون في غزة هم دليل على خيانتها لهذا الدور في 7 أكتوبر. وعليه فلا يوجد هنا أي مكان للتفكر حتى مع العلم ان مثل هذه الصفقة ستعرضنا للخطر في المستقبل، إذ ان الفلسطينيين سيحصلون على تشجيع لمواصلة محاولة اختطاف إسرائيليين.

هدفان حددتهما الحكومة منذ بداية المعركة: في البداية القضاء على حماس وفقط بعد ذلك، بتأخير ما تحرير المخطوفين. لكن لا يمكن أن نتصور إمكانية ان يقضي الجيش الإسرائيلي أولاً على حماس وفقط عندها يتفرغ لتحرير المخطوفين. ان واجبنا الأخلاقي، التكافل المتبادل بيننا، يستوجب عقد صفقة في اقرب وقت ممكن حتى لو كان المعنى هو هدنة في المعركة.

الى جانب ذلك يجدر أيضا الإشارة الى المصاعب التي ستثور في الطريق الى الصفقة. فحماس لن تستجيب أغلب الظن للاقتراح الإسرائيلي “الكل مقابل الكل”، والذي يجب أن يأتي بصوت نتنياهو وعلنا. فهؤلاء القتلة من شأنهم ان يستخدموا المخطوفين لاجل حماية أنفسهم. إضافة الى ذلك فانهم سيضيفون مطالب كأن يعود السجناء من الضفة الى بيوتهم والعرب الإسرائيليين الى بيوتهم.

وعلى الرغم من ذلك، ورغم المخاوف، لا مفر. فالمهمة الأعلى والأسمى للحكومة هي تحرير كل المخطوفين. أما من يتردد فليتذكر صور المخطوفين – رضع، أطفال، آباء وأمهات، اجداد وجدات – ويحاول التفكير كيف كان سيرد لو كان هذا حصل لأقربائه.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى