ترجمات عبرية

يديعوت: التجربة لم تفشل

يديعوت 2022-06-15، بقلم: بن – درور يميني

«التجربة فشلت»، صرخ النائب نير أورباخ الأسبوع الماضي بعد خسارة الائتلاف في التصويت على أنظمة المناطق. وامس اتخذ خطوة إضافية نحو أولئك الذين كانوا يريدون بالفعل إفشاله. فقصة الأقلية القومية في دولة هو تحدٍ مستمر. وأساساً حين يدور الحديث عن أقلية تشعر، عن حق او عن غير حق، بأنها أقلية مضطهدة ومميز بحقها. في الهند توجد في هذه الأيام موجة أخرى من الاضطرابات، في إطار الاحتكاكات التي لا تتوقف مع الأقلية الإسلامية، التي تشكل اكثر من 13 في المئة من سكان الدولة. في مقدونيا الشمالية، مع نحو 25 في المئة السكان مسلمين، التوترات توجد في ارتفاع وفي هبوط، احيانا مع عنف مسلح. والائتلاف هناك عالق أحياناً على مدى السنين. في العالم العربي والإسلامي ليس مجدياً للمرء أن يكون جزءاً من أقلية. فقسم كبير من الدول العربية توجد في هذه المرحلة أو تلك من الحرب الأهلية او التفكك بسبب صراعات إثنية ودينية.
بالنسبة للحي الذي نعيش فيه، فان الأقلية العربية في إسرائيل هي قصة نجاح. نعم، توجد انفجارات، مثل اضطرابات ايلول 2000، ومثل اضطرابات حارس الأسوار قبل سنة. لكن منذ 1948 لا يوجد صراع مسلح بين الأغلبية والأقلية. ورغم 18 باصاً محروقاً في نهاية الاسبوع الاخير، او عصابات الجريمة في الشمال وفي الجنوب، نحن لسنا الصومال، لسنا سورية ولسنا ليبيا.
كما أن المعطيات تثبت بأن الحديث يدور عن قصة نجاح. حسب مكتب الاحصاء المركزي، ففي اوساط ابناء 55 – 69 فان الفجوة بين خريجي الثانوية و/او الحاصلين على البجروت هو 17 في المئة في صالح اليهود. في اعمار 35 – 44 تنخفض الفجوة الى 0.7 في المئة. وفي اعمار 25 – 34، تنقلب الفجوة، في صالح العرب. 54 في المئة من اليهود، مقابل 54.9 في المئة في اوساط العرب. والمزيد حسب مكتب الإحصاء المركزي: «بين العام 10/2009 والعام 20/2019 ارتفعت نسبة الطلاب العرب بشكل كبير: في اللقب الاول – من 13.1 في المئة الى 19.2 في المئة. في اللقب الثاني – من 7.4 في المئة الى 14.6 في المئة وفي اللقب الثالث من 5.2 في المئة الى 7.2 في المئة». وحسب بحث المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: متوسط التعليم العالي (في أوساط عرب إسرائيل) ارتفع عشرة أضعاف من 2.1 في بداية الستينيات الى 12.0 في العام 2017. أما المتوسط في أوساط اليهود فارتفع في الفترة أياها من 4.8 الى 13. 46 في المئة من الأطباء الذين نالوا الإجازة في 2020 هم عرب او دروز – اكثر بكثير من نسبتهم بين السكان. في كل ما يتعلق بالمداخيل – توجد فوارق. لكن في جدول النفقات، الاهم بكثير، الفوارق تختفي. فحسب استطلاع النفقات الاخير لمكتب الاحصاء المركزي (معطيات 2018) فان العائلة العربية تنفق 15.935 شيكلا في الشهر، مقابل 16.748 شيكلا في العائلة اليهودية.
ويمكن ان نواصل. توجد معطيات مشجعة اخرى. الى أن نصل الى السياسة. عندها يتبين ان لعرب اسرائيل قيادة تثير أساساً الشقاق. هذه قيادة تريد النزاع وليس الاندماج. عزمي بشارة تماثل مع حزب الله. حنين الزعبي انضمت الى أسطول الدعم لحماس. هذه القيادة تصر على التشكيك بحق وجود إسرائيل في الوجود كدولة يهودية وديمقراطية، ربما كي نصبح دولة منهارة اخرى. مثلما في العالم العربي.
وعندها، فجأة، أطل لنا منصور عباس. بدأ يتحدث باسلوب مختلف. الشراكة وليس الاغتراب. صحيح، هو يأتي من الحركة الاسلامية. صحيح، دوما يمكن الادعاء بان الحديث يدور عن «التقية» (الخداع). السنوات تمر، والرجل على حاله. وهذا ليس بسيطاً. في حزب ايضا حاله صعبة. هذا لم يكن اليسار هو الذي «اكتشف» عباس. الاستقبال جاء بالذات من اليمين، من اللحظة التي حظي بها عباس بالتسويغ من بنيامين نتنياهو. «عباس يخرج اليسار والإعلام عن طورهما»، كتب شمعون ريكلين، «جاء احد ما متدين يحرص على المجتمع العربي ويريد أن يدفع به الى الأمام في ظل الحفاظ على القانون». وسارت بعيداً غليت ديستل أتربيان التي كتبت: «منصور عباس هو صوت جديد يبعث على أمل عظيم… لا يقاطع الاحزاب الصهيونية. يمد اليد لنتنياهو، وخيرٌ أن عاد نتنياهو فمد اليد له». كما أنها وبّخت اليسار الذي أناسه «صدموا حتى العظام. بعضهم هزئوا بجهل، من الاستعداد «المفاجئ» لعناق العرب، وآخرون شرحوا، بجدية كاسحة بأن عباس هو إسلامي متطرف لا يجب التعاون معه».
في اللحظة التي حطم فيها اليمين المتطرف النية لاقامة ائتلاف مع الموحدة قام مع نفتالي بينيت ويئير لبيد. لم تكن هذه «تجربة». لأنه الى جانب عصابات عنيفة ونماذج تبث السم مثل رائد صلاح ومؤخرا أيمن عودة أيضا «تتثبت طبقة وسطى عربية ذات حضور ووزن في التعليم العالي، في الثقافة وفي الاقتصاد في إسرائيل». هكذا كتبت ديستل اتربيان. وهنا أيضاً كانت محقة. وهذا الجمهور لم يختفِ بسبب متمردين مثل عيديت سيلمان، غيداء ريناوي الزعبي، مازن غنايم او أورباخ. هم يثبتون فقط بأن الطريق طويلة. والعرب الراغبون في الاندماج لم يختفوا في اللحظة التي قامت فيها الحكومة الجديدة، رغم أن اليمين أعاد عباس الى مكانه القديم بصفته (إسلامياً متطرفاً). استقامة فكرية؟ نزاهة؟ أضحكتموني.
هكذا بحيث ان على الناس ان تختار. هل نحن نقبل موقف الأغلبية، بما فيها اليمين، كما عبر عنه نتنياهو، ريكلين، ديستل اتربيان وكثيرون آخرون حتى إقامة حكومة بينيت – لابيد أم أننا نستسلم لأعداء الاندماج من عودة والقائمة المشتركة وحتى بتسلئيل سموتريتش. يحتمل للائتلاف ان يسقط بعد يومين أو اسبوعين أو شهرين. لكن هذه «التجربة» ليست موضوعاً سياسياً. هو امر قومي. كي لا نصبح لا سورية ولا اليمن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى