ترجمات عبرية

يديعوت – الاضطرابات في القدس، هذه مجرد الشرارة

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين – 25/4/2021

” التوتر في القدس ينخرط مع بؤر توتر اخرى في الساحة الفلسطينية واللقاء فيما بينها من شأنه ان يولد تصعيدا واسعا”.

ما يجري في القدس لا يبقى ابدا في القدس فقط، والتصعيد في الساحة الفلسطينية في الايام الاخيرة يعكس هذا جيدا. ما بدأ بـ “انتفاضة التك توك” الموجهة ضد اليهود في المدينة، سرعان ما انتقل الى مواجهات عنف واسعة بين اليهود والعرب ومن هناك الى تصعيد أمني في قطاع غزة. لقد اثبتت القدس نفسها  مرة اخرى كاحدى المسائل القليلة التي تنجح في اخراج جموع الفلسطينيين الى الشوارع، ما لم يحصل على مدى اكثر من عقد رغم انه كانت جملة من الازمات بين السلطة واسرائيل.

ينخرط التوتر في القدس مع بؤر توتر اخرى في الساحة الفلسطينية واللقاء فيما بينها من شأنه أن يولد تصعيدا واسعا في الساحة الفلسطينية يترافق واحتكاك مع عناصر  في المجتمع العربي في اسرائيل، في العالم العربي وفي الاسرة الدولية، والذين يطلقون منذ الان اصوات النقد ضد اسرائيل. في هذا السياق تبرز أزمة الكورونا – التي تضرب سواء في الضفة ام في القطاع – على تداعياتها الاقتصادية، شهر رمضان الذي يترافق واجواء دينية مشحونة، وكذا توتر فلسطيني داخلي متصاعد في ضوء امكانية ان يعلن ابو مازن قريبا عن تأجيل الانتخابات في السلطة، والتي من المقرر أن تجرى في 22 ايار.

للتوتر الفلسطيني الداخلي دور مركزي في تغذية التصعيد الحالي. يخاف ابو مازن من خسارة فتح المنقسمة والضعيفة لحماس ويحاول العثور على سلم يتيح له النزول عن شجرة الانتخابات. وهو يعرض انعدام القدرة على اجرائها في القدس كـ “مبرر”، والتصعيد الاخير يمكنه أن يسمح له بالادعاء بان الوقت الحالي  يجعل من الصعب اجراء الانتخابات. حماس بالمقابل تتطلع لان تجري الانتخابات وتشدد على أن التصعيد الحالي يشكل “معركة وطنية على القدس”، وان معنى تأجيل الانتخابات هو تراجع وهزيمة أمام اسرائيل. و “تتبل” حماس اعلاناتها بتهديد مبطن تجاه السلطة في أن تأجيل الانتخابات سيؤدي الى  توجيه الحماسة الجماهيرية التي ستتفجر الى نحو رام الله.

تنطوي الاسابيع القريبة القادمة على امكانية تواصل بل وتوسع التصعيد في الساحة الفلسطينية. وفي خلفية ذلك خليط من استمرار رمضان الذي سينتهي في منتصف ايام، والازمة السياسية التي من شأنها أن تنشب في السلطة اذا ما وعندما يعلن فيها عن تأجيل الانتخابات، الخطوة التي من شأن السلطة ان تجعلها صرف النقد الداخلي عنها من خلال  اشعال الاحتجاج ضد اسرائيل الذي سيتركز في القدس.

لانزال مستوى اللهيب ومنع احتدام التصعيد مطالبة اسرائيل بعدة اجراءات واعية وسريعة. اولا عليها ان تعمل بنشاط على منع الاحتكاك بين اليهود والعرب في القدس والذي يشكل مصدرا مركزيا للتوتر في الساحة الفلسطينية. ثانيا، من الحيوي حماية نسيح الحياة المدني في القدس وفي الضفة. الامر الذي ثبت كصيغة ناجحة لضمان هدوء استراتيجي في العقد القادم.

فضلا عن ذلك على اسرائيل ان تعمل بنشاط كي توضح للسلطة بان التصعيد الحالي  ينطوي على تهديدات اكثر مما ينطوي على فرص من ناحيتها. ما يبدو في هذه اللحظة كمعركة وطنية في موضوع القدس يمكنه أن يسمح لابو مازن برص صفوف الجمهور الفلسطيني حوله ويساعده على تأجيل الانتخابات من شأن أن يتحول بسرعة الى موجة احتجاج تقودها حماس، تعزز مكانتها في الشارع الفلسطيني وتشكل اداة مناكفة ضد السلطة.

لا يوجد في الساحة الفلسطينية من يفهم اكثر من ابو مازن هذه الالية الهدامة، وذلك على اساس تجربته الشخصية من الانتفاضة الثانية، من انتصار حماس في انتخابات 2006 ومن سيطرة الحركة بالقوة على غزة في 2007. من المهم لابو مازن ان يفهم بان “انتفاضة رمضان” – الاسم الذين يعنون به التصعيد الحالي – من شأنها أن تشكل سهما مرتدا وربما سجل نهاية من ناحيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى