ترجمات عبرية

يديعوت – اخفاق نتنياهو ، مطلوب قيادة بالحاح

يديعوت– بقلم  عاموس جلعاد – 28/4/2021

” قيادة الدولة  لا تؤدي مهامها. الاخفاق آخذ في الاحتدام ولا يوجد مخلص. يمكن التوقع ان يكون الخير من هذا الشر والازمة الخطيرة ستحرك مسيرة تسمح بالعودة الى المسار الصحيح “.

       دولة اسرائيل توجد في وضع مقلق جدا  يجد تعبيره في سلسلة طويلة من المجالات التي تحتاج فيها الى قيادة واستراتيجية تأسيسية، وبغيابها بانتظار الدولة اضرار قاسية في المدى القريب والبعيد. تتباهى الدولة ورئيس  الوزراء عن حق بالانجاز الهام  للحصول على اللقاحات، ولكن يبدو على نحو ظاهر ان  جهود رئيس الوزراء لا تنصب على وضع استراتيجية صحيحة لدولة اسرائيل. فالاخفاق القيادي الآخذ بالاحتدام يجد تعبيره الملموس الخطير في عدة مجالات.

       يُعرف رئيس الوزراء النظام الايراني الحالي وعن حق، وباسناد مكثف من جهاز الامن والاستخبارات، كالتهديد المركزي على دولة اسرائيل. فعل استخباري وعملياتي جدير بالاشارة يميز رد اسرائيل على هذا التهديد. وبالمقابل، فان القرار للصدام مع الولايات المتحدة بهدف منع الاتفاق يثبت نفسه كفاشل وخطير. في نهاية فترة رئاسة اوباما تحت الاتفاق السيء، تجمد مشروع النووي العسكري الايراني واتاح للجيش الاسرائيلي التركيز على اضعاف التهديد الاقليمي لايران، اساسا في سوريا وبشكل غير مباشر في لبنان. وبالمقابل، فان الغاء الرئيس ترامب احادي الجانب انتهى بان ايران تتقدم بشكل كبير الى خشبة قفز تسمح لها، تبعا لقرار سياسي ان تنتج بنية تحتية تسمح بتطوير وانتاج سلاح نووي. ادارة بايدن مصممة على تحقيق اتفاق جديد. ونتنياهو أعلن بان مثل هذا الاتفاق لا يلزمنا.

       هذا نهج استفزازي تجاه الرئيس الامريكي. فهل يمكن لاسرائيل ان تهاجم وحدها ايران دون اسناد من الولايات المتحدة أو بخلاف رأيها؟ الجواب هو: اسرائيل وحدها، دون صلة بقدراتها، لا يمكنها عمل ذلك.

       ارسلت ثلاثة وفود مختلفة للاعراب عن المعارضة  امام اذرع مختلفة من الادارة الامريكية؛ وقالت الناطقة بلسان البيت الابيض في بيان رسمي انه لن يكون لذلك اي تأثير على سياسة الولايات  المتحدة. ومن أجل التأثير مطلوب حوار مباشر بين رئيس  الوزراء والرئيس الامريكي، وهذا لا يحصل. وبغياب مثل هذا الحوار من شأن اسرائيل أن تعد منعزلة، وايرن تصلب منذ الان موقفها بهدف تعظيم انجازاتها بشكل اتفاق يحتمل أن يوقع. هذا اخفاق خطير لا سابقة له. فهل هذا الاخفاق هو نتيجة مداولات؟ اين تجرى هذه؟ الكابينت مشلول، الحكومة لا تؤدي مهامها.  نحن نوجد في وضع مقلق يستوجب اصلاحا فوريا.

       حيال الفلسطينيين – النظرية التي تقول انه يمكن اقامة سلام يتجاوز النزاع تتبين كوهم. العلاقات المشوشة على السلطة الفلسطينية التي تقيم علاقات تنسيق امني هامة مع اسرائيل توجد في حالة افول متواصل. وقوة الفائزة الفورية، حماس، توجد في حالة صعود وهي تسعى لان تضرب جذورها في الضفة. ان نجاح حماس في هذا المجال هو مصيبة حقيقية، ومن الحيوي منعها.

       بين اسرائيل والفلسطينيين لا توجد استراتيجية واضحة على مستوى الزعماء – كالمعتاد كل شيء في القنوات الامنية التي هي هامة جدا ولكن ليس فيها ما يكفي. مطلوب فعل في المجال السياسي، الاقتصادي وغيره. نحن نساهم في اضعاف السلطة وتفككها الامر الذي  سيمس باحتمالية عالية في الامن القومي لاسرائيل ومن شأنه ان يجر الجيش الاسرائيلي الى مواجهات زائدة مع الفلسطينيين. الهجمات الاخيرة لحماس، بالارتباط مع الاحداث العنيفة في القدس، تثبت فقط الحاجة الى استراتيجية مرتبة. لقد تميزت شرطة اسرائيل دوما في معالجتها المهنية في القدس، ولكنها بحاجة الى توجيه استراتيجي للعمل بمهنية فقط والا تسمح لعناصر متطرفة العمل كما تشاء. والسبب الذي يكرر نفسه هو الاخفاق القيادي.

       وحيال الاردن ايضا، الدولة التي توفر العلاقات الاستراتيجية معها على اسرائيل الكثير من الدم ومليارات الشواكل ايضا – يظهر الاخفاق. وباستثناء التعاون الامني عظيم القيمة لاسرائيل، فان كل باقي شبكات العلاقات في حالة جمود وتراجع. والعلاقات الشخصية بين الملك ورئيس الوزراء تكاد تكون غير موجودة، وهذا مس خطير بأمن الدولة.

       في المجال الداخلي – الدولة لا تؤدي مهامها، لا يوجد استخلاص للدروس واستثمار للمقدرات وفقا لسلم اولويات مرتب في مجالات الحياة المركزية:  الصحة، الاقتصاد، المواصلات، التعليم. في كل هذه المجالات الصورة متكدرة. المواطن ينظر فيندهش فقط من اجواء الفوضى والمداولات العابثة كتلك التي حصلت في مسألة تعيين وزير العدل. سلسلة طويلة  من المناصب بقيت شاغرة ويتيمة، وقسم من مخزون المناصب هي مثابة القائم بالاعمال  ولا يمكنها ان تضع خطط بعيدة المدى والقيام بمهامها كما يجب. واضافة الى ذلك فان من يتولى مناصب اخرى يقتربون من النهاية وليس واضحا على الاطلاق متى سيعين له بدائل.

       في السطر الاخير – قيادة الدولة  لا تؤدي مهامها. الاخفاق آخذ في الاحتدام ولا يوجد مخلص. يمكن التوقع ان يكون الخير من هذا الشر والازمة الخطيرة ستحرك مسيرة تسمح بالعودة الى المسار الصحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى