يديعوت احرونوت: يريدون صفقة، لكن دون أن ينهوا الحرب

يديعوت احرونوت – رونين بيرغمان – 29/7/2025 يريدون صفقة، لكن دون أن ينهوا الحرب
عائلات المخطوفين المحتجزين في غزة يعيشون كابوسا منذ 7 أكتوبر ويخيل أن الوضع مؤخرا يتفاقم فقط: فهل يوجد أم لا يوجد مفاوضات، هل ستكون أم لن تكون صفقة، جزئية أم كاملة، هي أسئلة تؤدي الى سطر أخير واحد – ماذا سيكون مصير اعزائهم.
مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل مطلعة على المفاوضات، ومصدر كبير من احدى الدول الوسيطة بين اسرائيل وحماس، لا يزالون متفائلين بالنسبة لاحتمالات الوصول الى صفقة جزئية في منحى ويتكوف في الزمن القريب نسبيا. هذا في الوقت الذي يمارس فيه الوسطاء ضغطا على الطرفين للموافقة على تنازلات أخرى.
مع ذلك تقول المصادر الإسرائيلية ان نتنياهو يتصرف وكأنه لا توجد له نية، مرة أخرى، للسماح بوقف النار المؤقت لان يصبح دائما وينهي الحرب في غزة.
بعض من الاتصالات المتعلقة بإمكانية الصفقة تجري في جزيرة سردينيا المجاورة لشواطيء إيطاليا. في الجزيرة جرت سلسلة من اللقاءات في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولين من قطر، إسرائيل والولايات المتحدة، ورغم أن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد ترك المكان الا انها تتواصل فيه المحادثات بين مسؤولين كبار من كل الأطراف.
في هذه اللحظة يتركز الاهتمام، النار العلنية من ترامب (“يبدو انهم يريدون ان يموتوا”)، والنار الأقل علنية للدول الوسيطة – هي على حماس. هذه المرة نجحت حماس حقا في إثارة أعصاب في اغضاب مصر وقطر، وهذا حسب المصدر الكبير في الدول الوسيطة.
حتى الأسبوع الأخير أعلنت حماس بانها لا تريد البحث في موضوع السجناء، المفاتيح وهوية المحررين، الى أن يتفق على خرائط الانسحاب الإسرائيلي، ومدى وقف النار. موضوع السجناء، كما وعدوا في حماس لن يكون مشكلة. الإحساس صحيح حتى 23 تموز كان جيدا وحسب مصدر إسرائيلي كبير: من لحظة وصول رد إيجابي من حماس، سيستغرق الامر بضعة أيام لاغلاق الزوايا”.
لكن عندها، عندما بدأ وكأنهم اتفقوا على الأمور الهامة، عادت حماس فجأة مع رد مفاجيء سلبا. وحسب المصدر من الدول الوسيطة، “فجأة طرحت مطالب بالنسبة للمفاتيح وأضافت مصاعب أخرى حول كم، متى وكيف في مجال المساعدات الإنسانية”.
وحينها بدأ الاستفزاز من خلف الكواليس بين الدول الوسيطة وحماس، فقد تبادلوا الاتهامات وسرعان ما اصبح هذا الحدث علنيا. خليل الحية الرجل الوحيد الذي بقي حيا كان يحضر جلسات مجلس الحرب ثار على الدول العربية واتهمها بالعجز.
في السطر الأخير دعا الحية الى اضطرابات في الدول العربية وهاجم المؤسسة المصرية على أنها لا تفعل ما يكفي.
أي ان حماس قررت التضحية بغزة وسكانها كي تشعل حربا إقليمية يشارك فيها أعضاء محور المقاومة حتى التحقيق التام لهدف القضاء على إسرائيل وإقامة دولة شريعة إسلامية فلسطينية على أراضيها.
ورغم ذلك، لا تزال الدول الوسيطة على الاعتقاد بانه يوجد احتمال معقول لصفقة محدودة. “الرد، كما اسلفنا لم يكن جيدا، لكن الفوارق ليست كبيرة حقا. هذا يعود أساسا لاصحاب القرار. بيبي يريد تماما صفقة ولا توجد خطة احتياطية، لكن ليس له الوجه لان يبقي هناك لاسبوعين وفدا كبيرا لا يفعل شيئا حين لا تلي حماس حقا. وبالتالي فقد استعرض العضلات واعاده”، يقول مصدر مطلع جدا على المفاوضات، استبق أن اعرب في الماضي عن اراء متشائمة عن الصفقة.
ومع ذلك هذا المصدر ومصدر كبير آخر في جهاز الامن يعتقدان ان نتنياهو يعمل بشكل لا يترك مجالا الا لاستنتاج واحد فقط: “لا يوجد أي احتمال في أنه ينوي انهاء الحرب. ينبغي أيضا ان نسأل الأمريكيين لماذا هم أيضا يوافقون على صفقة جزئية حين رأوا الى أن أدى هذا في المرة السابقة. فعلى أي حال وقف النار لستين يوما كان يفترض أن يصبح دائما، فلماذا إذن لا نبدأ بالدائم مباشرة؟
بالنسبة لنتنياهو يقول المصدر ان “كل هذه القصة في انه يصر على صفقة جزئية لانه لا يريد أن ينهي. وبالتالي فهو يحاول ما يمكن إخراجه الان في هذه الصفقة. لو كان يريد أن ينهي كل شيء لكان الوضع ابسط بكثير. فما كانت حاجة للخصام على 800 متر او 900 متر وأمور من هذا النوع”.
مصدر كبير آخر قال ان “نتنياهو يجري كل الاعمال التي معناها العودة الى القتال فور ذلك، قد لا يكون هذا قتالا قويا لكن شيئا ما يشبه ما نراه اليوم”. وبتقدير هذا المصدر ومصادر أخرى في جهاز الامن فان “نتنياهو سيجد دليلا على أن حماس خرقت في مكان ما وقف النار كي يخرقه هو نفسه ولا ينهي الامر”.