ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: هاريس تنتقل الى الوسط

يديعوت احرونوت 21/10/2024، سيفر بلوتسكر: هاريس تنتقل الى الوسط

لم يعد هذا سرا مدفونا في أرصفة واشنطن السياسية. فبعد المقابلة غير الناجحة كثيرا التي منحتها نائبة الرئيس كمالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الامريكية، لشبكة التلفزيون “فوكس” المؤيدة علنا وبحماسة لترشيح دونالد ترامب، تكتيكها بات واضحا: التوجه يمينا لاجل اجتذاب مؤيدين مترددين من الحزب الجمهوري. بالتأثير في اللحظة الأخيرة، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات على مجموعة كبيرة يمكن أن نصفها بتعابير إسرائيلية “يمين رسمي”. فهم محافظون ويمينيون لكنهم يتحفظون من الترشيح الانقسامي والفئوي لترامب المتطرف اكثر مما ينبغي، العنيد اكثر مما ينبغي، غريب الاطوار اكثر مما ينبغي برأيهم. هم جمهور الهدف الأساس لها. فهل مثل هذه المجموعة كفيلة بالفعل ان تحسم نتائج الانتخابات للرئاسة في الولايات المترددة؟ وهل برغبتها في أن تعجب “اليمين الرسمي” تخسر هاريس ليس فقط تأييد اليسار الديمقراطي بل وأيضا الصف المركزي في حزبها؟ كثيرون في العاصمة الامريكية يخشون من ان هذا من شأنه بالفعل ان يكون نتيجة التغيير الحاد في رسائل هاريس. يقول نشيط رفيع المستوى في مقر “انتخابات محلي: “هاريس بدأت حملتها للرئاسة بزخم، حين نجحت في أن تجتذب جمهور مصوتين من الشباب. اكثر راديكالية، اكثر ثورية. لكن الإحصاءات عملت ضدها. فشريحة المصوتين هذه، كما يتبين قليلة في عددها، تتركز في مناطق انتخابية مضمونة فيها على أي حال اغلبية كبيرة لمؤيدي الحزب الديمقراطي. وفي عناقها الان للناخب المتردد فانها تضغط بقوة على الجناح اليساري وتحرف كفة الرسائل يمينا. وعندما تفعل مرشحة للرئاسة هذا قبل وقت قصير من الانتخابات، فان من شأنها ان تعتبر مفزوعة وغير مصداقة. عديمة العمود الفقري”.

قلقون على نحو خاص النشطاء الميدانيون من تحفظ هاريس من سياسة الرئيس بايدن. فالتحفظ يثير أيضا السؤال الصعب اين كانت كنائبة رئيس ثلاث سنوات ونصف، ويسحب الأرض من تحت الحجة – الصحية واقعيا بـ 100 في المئة – وتقول ان عهد رئاسة بايدن حسن جدا الوضع الاقتصادي – الأمريكي. 

“مؤخرا”، كما يعترف محلل سياسي “يمكن الاستنتاج من أجوبة وخطابات كمالا بان ثمة أساس ما للاتهام الباطل الذي يوجهه المعسكر الجمهوري في أن بايدن كان كارثة لامريكا. وبدلا من التملق لكارهي بايدن كان عليها أن تتمسك بانجازاته بكل قوة الاقناع”. في نهاية الأسبوع كان اعتراف هاريس في زلة لسان غير ناجحة – في رد على سؤال ضاغط – في أن الانقطاع الجارف عن سياسة بايدن بالفعل “سيكون غير نافع”. انعطافة ما بدت أيضا في تصريحات هاريس عن إسرائيل، لفرحة مؤيديها اليهود الكثيرين الأقوياء والاغنياء. لم يختفِ تماما “التفهم” الذي ابدته في الماضي للمتظاهرين الذين يتهمون إسرائيل بابادة جماعية متواصلة، وهذا ينبع من اقوالها بين الحين والآخر حين تمتشق ردا ارتجاليا. لكنها تعرف الان كيف تقطع على الفور كل خطاب في الموضوع بقول مثل “الان انا اتحدث”، و “ليس عن هذا جئت لاتحدث”. الرسالة: ما يحصل في غزة، إسرائيل ولبنان ليس في جدول اعمالي ولن يكون موضوعا في خطاباتي. في الرد المسجل الذي اطلقته على مقتل السنوار، هاريس لم تهنيء فقط بالتصفية (“تحقق العدل”)، بل اتهمت أيضا السنوار بـ “اشعال حرب تدميرية في غزة”. 

وبالتوازي شددت النبرة تجاه ايران. ويشرح مستشار انتخابات فيقول: “تخلت هاريس عن تأييد القسم المتزمت والمناهض لإسرائيل والصاخب في الجالية الإسلامية وخير أن فعلت هذا. حسب استطلاعات عميقة، فان اغلبية المسلمين الأمريكيين يصوتون وفقا لمنظومة اعتبارات امريكية داخلية في مسائل الاقتصاد، العمل، الرفاه، الهجرة وعلى هذا ينبغي لمرشحتنا ان تركز. ان تبتعد قدر الإمكان عن الحروب الرهيبة في مكان ما هناك في الشرق الأوسط”.

وبعد كل هذا، توجد لهاريس ورقة مظفرة وفرصة طيبة للانتصار بفضلها. وهذه تسمى ترامب، المرشح للرئاسة عن المعسكر الجمهوري، رجل غريب، غارق في نظر الجميع في الاوهام والاخيلة، في الالتواءات والتلعثمات. مشكوك أن كان في تاريخ الولايات المتحدة سياسي مناسب اقل من ترامب ليتولى منصب الرئاسة وعلى خطر اكبر على مصيرها كأمة. بعد لحظة سيعلن عن نفسه كرسول على وجه الأرض. انتظروا وسترون. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى