ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: نتنياهو سيلتقي اليوم في واشنطن رئيسا أمريكيا واثقا بقوته أكثر

يديعوت احرونوت 7/7/2025، ناحوم برنياع: نتنياهو سيلتقي اليوم في واشنطن رئيسا أمريكيا واثقا بقوته أكثر

رغم الترهات التي يغرد بها كل ليلة، رغم السلوك المحرج، المبالغات والاكاذيب، فان الرئاسة الثانية لترامب هي في هذه الاثناء قصة نجاح. فقد أجاز في الأسبوع الماضي في مجلسي الكونغرس قانون يشطب اجيالا من التشريع الاجتماعي، يصفي حقوق أقليات، يغني الأغنياء، يظلم الفقراء ويقوض البرنامج الأساس للحزب الجمهوري. في الكونغرس تعجبوا لكن القانون اجيز. هو يلعب بالمساعدات العسكرية لاوكرانيا، أحيانا يعطي واحيانا يمنع. قادة الدول الأعضاء في الناتو أثابوه في خطابات تزلف. بخلاف سياسته الخارجية المعلنة نفسه وبخلاف ميول قلب معظم ناخبيه، قصف فوردو. ناخبوه ردوا بالاعجاب.

هيئات إعلامية قوية، كانت في الماضي تعرف كيف تصارع الحكم وتهزمه، تدفع الان الخاوة لجيبه الخاص. ما كان في اسرائيل يؤسس للائحة اتهام بالرشوة، الغش وخيانة الأمانة اصبح في أمريكا ترامب معيارا للسلوك، نموذا للقدوة.

أين سحره؟ قبل كل شيء بالاصالة. الناس ملت السياسيين المهندسين، الذين يتحدثون من رأس كُتاب خطاباتهم.  ترامب يتحدث اليهم من البطن، بدون فلاتر. هو آرتسي بانكر الذي رفع مستواه الى الغرفة البيضوية. الأهم هو انه يفعل ما يروق له، يعلي وينزل، يعين ويقصي، يبتز ويركل، هو ملك.

نتنياهو سيلتقي اليوم في واشنطن رئيسا أمريكيا واثقا بقوته أكثر، راض عن نفسه أكثر مما كان في لقاءاتهما السابقة. ترامب سيلتقي رئيس وزراء إسرائيلي واثق بقوته اكثر، راض عن نفسه اكثر مما كان. نشوة ستلتقي نشوة. احتفال نصر يلتقي احتفال نصر. في الإدارات السابقة دارت لقاءات رئيس الوزراء مع الرئيس وفقا لسيناريو مكتوب مسبقا. التوافقات كانت تامة، وكذا عدم التوافق. اما لدى ترامب، في ولايته الثانية من الصعب أن نعرف. الحدث امام الكاميرات يمكن له أن يكون قصيدة تمجيد ويمكنه أن يكون خازوقا. هكذا كان في اللقاء السابق، في نيسان، عندما اعلن ترامب امام عيني نتنياهو الهابطتين للعالم كله بانه قرر بدء مفاوضات مع ايران، من خلف ظهر إسرائيل.

هذا جزء من قوته: انعدام المعرفة تولد قلقا؛ والقلق يولد طاعة. نتنياهو يخاف من ترامب اكثر مما يخاف من سموتريتش.

صفقة المخطوفين ستكون في مركز اللقاء. نتنياهو سيطلب من ترامب إعطاء اسناد للمواقف التي املاها على الوفد الذي سافر الى الدوحة. بعض من التعديلات التي تطلبها حماس تتعلق بالتفاصيل: مديات الانسحاب الإسرائيلي، حجم المناطق الإنسانية، عبر توزيع المساعدات. كقاعدة، ترامب لا يهتام بالتفاصيل. المظهر هام له، الميل، العنوان.

لكن ليس كل شيء تفاصيل. مندوبو حماس يطالبون بان يكون ترامب، بصوته، بتوقيعه، هو الذي يتعهد بان في نهاية الصفقة الحرب تنتهي، والطرفان يجتمعان في وقف نار طيول، لسنوات. لقول ترامب يوجد معنى كبير. كلما كان ملزما اكثر، صريحا اكثر، هكذا يصبح وعد نتنياهو بمواصلة القتال حتى النصر المطلق بلا أساس اكثر، كذاب اكثر. كيف سيسوق التغيير لمؤيديه؛ كيف ستصدى للارث التاريخي.

ترامب ونتنياهو يرقصان الواحد مقابل الاخر، على حبل رفيع.

في السبت، في مظاهرة تمزق القلب في ميدان المخطوفين، طرح السؤال المرة تلو الأخرى: لماذا صفقة على مراحل، لماذا الفصل بين اسير واسير، بين ضحية وضحية، من سيقرر قائمة المحررين وكيف. حتىا قبل أ ن تخرج الصفقة الى حيز التنفيذ فهي تُبئس وتكسر العائلات.

اذا كنت فهمت على نحو صحيح، فان المنحى المعدل ولد في جهد للتسوية بين الطلب الحماسي لانهاء الحرب وطلب نتنياهو لمواصلة الحرب. الحل: نتوقف، لكن لا نتعهد بالتوقف. المنحى الإسرائيلي اصبح منحى ويتكوف: نقل الملكية جاء للتخفيف على الطرفين لقبوله. في الأيام الأخيرة يعرض كـ “منحى قطر”، في محاولة أخرى لابعاد الشهادة. مسيرة السخافة كانت ستكتب بربارة توخمان عن الطاقات التي بذلت في التذاكي.

نقطة المنطلق كان ينبغي لها أن تكون معاكسة. الكل، كل الخمسين، ومقابل وقف الحرب.  الكل، لان الإسرائيليين تركوا لمصيرهم من قبل حكومتهم وجيشهم والان حياتهم عرضة لمخطر فوري؛ الكل، بسبب حاجة الاسرى وعائلاتهم والمجتمع الاسرائيلي كله لاغلاق الدائرة. الكل، لان الحرب التي اصر نتنياهو على مواصلتها، حرب “عربات جدعون” كانت فشل معروفا مسبقا. الهدف الذي أملي على الجيش كان هدفا غير قابل للتحقق: الكل كان يعرف هذا. الدافع كان سياسيا. عشرات القتلى سقطوا عبثا.

في نظر نتنياهو المخطوفون لم يكونوا ابدا موضوعا بحد ذاته: على مدى كل الطريق كانوا أداة لأغراض سياسية، تارة بالتجاهل، بالكبت، تارة باستفزاز بشع ضدهم والان بعناق حار، محب، من نير عوز حتى واشنطن. كما صرخ عن حق أبناء العائلات، مصلحة المخطوفين تفترض صفقة واحدة، شاملة، فورية. حسب احدى الروايات كان يمكن الوصول الى الصفقة قبل سنة؛ حسب رواية أخرى قبل أربعة اشهر.

نتنياهو يتحدث في خطاباته عن شرق اوسط جديد. بالفعل، الإنجازات العسكرية في الحرب فتحت امام إسرائيل فرصا في سوريا وفي لبنان، في السعودية، في عُمان وفي دول إسلامية ابعد. ترامب يرى امامه سلسلة احتفالات على الساحة الجنوبية للبيت الأبيض. وهو يتوقع من رئيس وزراء إسرائيل ان يدلي بمساهمته.

طريق نتنياهو الى هناك اكثر تعقيدا، اكثر اضطرابا. هو ملزم بان يغير جدول اعمال. بداية كل صفقة تنهي قصة غزة بدون حيل واحابيل؛ بعد ذلك مسيرة سياسية. لا توجد هدايا بالمجان.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى