يديعوت احرونوت: مواجهة قبل الجحيم

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 5/8/2025 مواجهة قبل الجحيم
اليوم يفترض برئيس الأركان أن يعرض على نتنياهو ثلاثة بدائل لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة. البدائل التي سيطرحها الجيش تتحدث عن اعمال في هوامش المناطق المأهولة. هي لا تتحدث عن احتلال غزة – لا عن احتلال مدينة غزة ولا عن احتلال القطاع كله. وزير الدفاع كاتس، الذي اختفى في الأيام الأخيرة سيكون حاضرا.
في مدينة غزة يعيش اليوم نحو مليون نسمة، من مخيم اللاجئين الشاطيء وحتى الرمال. في المواصي وشمالها على طول الشاطيء يعيش 600 الف آخرون. 400 الف يعيشون في دير البلح ومخيمات الوسط. في كل هذه الأماكن يوجد مخطوفون احياء. في الجيش يقدرون بان احتلال هذه المناطق ينطوي على ثمن باهظ من حياة المقاتلين ومعدل عال من المصابين المدنيين. معنى قرار الاحتلال هائل: من شأنه أن يفكك الجيش الإسرائيلي ويحكم على إسرائيل بعزلة دولية لم تشهد لها مثلا. وعليه، فان محافل امنية تتعاطى بشك مع بشرى الاحتلال التي خرجت امس من مكتب رئيس الوزراء. نتنياهو لم يأخذ في أي مرة رهانا بمثل هذا الحجم الكبير.
اذا كان نتنياهو يعول على احد ما، فهو يعول على ترامب. مصادر في محيط نتنياهو تدعي بان ترامب أعطاه مباركته لتوسيع الحرب. لا اعرف اذا كانت توجد حقيقة في هذا الادعاء، لكن حتى لو كانت فيه حقيقة، يجدر بمكتب رئيس الوزراء ان يستخلص الدرس من قصة الغرام بين ترامب وبوتين. في بداية ولايته الحالية تجند ترامب لمساعدة بوتين في الحرب في أوكرانيا. عمليا دفع بوتين لان يوسع الحرب: فقد اضعف أوكرانيا واهان زلنسكي ففهم بوتين الإشارة.
وعندها، عندما رأى ان بوتين يرفض الصفقة، انقلب ترامب. والان هو يهدد بوتين بعقوبات وبهجوم نووي. بوتين سيصمد في هذا لكن إسرائيل ليست روسيا ونتنياهو – حتى وان كان ينسى أحيانا حجمه الحقيقي – ليس بوتين.
هل زيارة ويتكوف هنا استهدفت الايضاح لنتنياهو حدود حرية العمل لديه؟ ليس واضحا. ويتكوف هو رجل لطيف جدا، خبير عقارات. فقط في إدارة ترامب يمكن تكليف رجل كهذا ان يدير بالتوازي مفاوضات في ثلاث ساحات قتالية: أوكرانيا، اسرائيل – حماس، ايران. قصرت يداه.
نتنياهو عاد امس ووعد بانه سيحقق كل اهداف الحرب. بعد 22 شهرا من قتال دامٍ من الصعب التعاطي مع وعد كهذا بجدية. يخيل ان لنتنياهو يوجد في الحرب في غزة هدف واحد- مواصلة الحرب. عدلوني اذا كنت مخطئا، لكني لا أتذكر حربا إسرائيلية في الماضي كان هدفها مواصلة الحرب. أردنا أمنا، أردنا ردعا، أردنا حسما، أردنا نصرا، أردنا سلام. لم يكن رئيس وزراء واحد سعى الى حرب ابدية.
الرسائل من مكتب رئيس الوزراء أمس تؤكد المواجهة بين الجيش، وعلى رأسه رئيس الأركان ايال زمير، والمستوى السياسي. زمير كان يعرف ما ينتظره. النشر في صفحتي يوم الجمعة في ملحق السبت في “يديعوت احرونوت” عن ان قرار الكابنت احتلال غازة قد يدفع رئيس الأركان الى استنتاجات شخصية، أوضح للطرفين اين يقفان. الازمة هنا وطنية، وليس شخصية.
في الجيش لا يزالون يأملون بصفقة تعيد المخطوفين الى الديار وعلى الطريق تعيد الدولة الى بداية سواء عقل. مشكوك ان تكون حماس معنية الان بصفقة؛ مشكوك أن يكون نتنياهو معنيا بها. في هذه الاثناء لا يوجد ضوء في نهاية النفق.