يديعوت احرونوت: مطلوب رؤيا سياسية لقطاع غزة

يديعوت احرونوت 28/4/2025، سيفر بلوتسكر: مطلوب رؤيا سياسية لقطاع غزة
رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن طلب الأسبوع الماضي في خطاب انفعالي وغاضب من حماس في غزة ان تحرر فورا كل المخطوفين والأسرى الإسرائيليين كي “لا تعطي لإسرائيل ذريعة لقصف غزة. مئة فلسطين يقتل كل يوم!”. رد حماس كان كما هو متوقع سلبيا تماما، رفض مطلق للدعوة. حكومة إسرائيل لم تتكبد على الاطلاق عناء التعقيب على اقوال أبو مازن؛ الكابنت انعقد لمواصلة المناقشات حول تشديد القتال وتوسيعه.
لكن لنفترض، فقط لنفترض، بان المتعذر كان يتحقق حقا. لنفترض أن قيادة حماس (او ما تبقى منها ولم يتبقَ الكثير) تبنت دعوة أبو مازن، ليس فقط كي تضع إسرائيل قيد الاختبار، واساسا كي تنقذ نفسها، وأعلنت عن تحرير كل المخطوفين، 59 أسيرا وقتيلا مقابل عدد معقول – حتى في نظر إسرائيل الرسمية – من السجناء الفلسطينيين في سجون البلاد. دون اشتراطات عسكرية وسياسية ودون تسويف، في غضون أسبوع – أسبوعين.
من هنا التساؤل: ماذا ستفعل حكومة إسرائيل وماذا ستفعل المعارضة لحكومة إسرائيل في ختام الاحتفالات المبررة لعودة المخطوفين الى الديار. ما هي الخطة السياسية لليوم المنشود الذي لا يكون فيه إسرائيليون يذوون في انفاق غزة المدمرة. استمرار القتال، وقف القتال، احتلال، انسحاب، حكم عسكري، حكم مدني؟ صحيح حتى الان، الخلافات بين الحكومة والمعارضة تتركز في تحرير المخطوفين. ففي ماذا ستتركز عندما يصل موضوع المخطوفين الى نهايته الإيجابية وتنشأ الحاجة لخطة سياسية شاملة. اجتهدت لاحصل على أجوبة متفق عليها ولم اتلقى. يبدو أن قادة الائتلاف وقادة المعارضة يستخدمون، عن وعي او عن غير الوعي لمسألة تحرير المخطوفين كي “يتحرروا” من الحاجة لان يعدوا، يقترحوا او يطرحوا على بحث وطني واسع خططا لليوم التالي.
صعب بالتالي الامتناع عن الاستنتاج بانه مريح للكتلتين السياسيتين ان تقولا الان: أولا نجلب المخطوفين الى الديار وفقط بعد ذلك نبدأ ببلورة موقفنا من مستقبل قطاع غزة ومليونين من سكانه. اذا ما بدأنا بعامة فان مستقبل غزة كفيل بان يتقرر من صفقة المخطوفين ويكون جزء لا يتجزأ منها. وبالتالي فان الأفضل بالنسبة لنا – بالنسبة للأحزاب وكتل الأحزاب عندنا – ان نتحلى بالصبر لنتائج صفقة مخطوفين كهذه او تلك.
المواقف والأفكار لدى الأحزاب واضحة بعض الشيء على أي حال. الصهيونية الدينية يريد ان يضم القطاع (كمرحلة أولية مستعد بان يكتفي بحكم عسكري)، الجبهة/العربية تريد أن ترى إسرائيل تترك القطاع تماما لحكم الفلسطينيين كائنا من كانوا. والوسط، والمركز؟ اذهب لتعرف. في الخطاب الجماهيري تجذر الادعاء بان حماس كمنظمة إرهاب ستخرق في وقت مبكر اكثر من المتوقع شروط صفقة المخطوفين التي ستوقع معها وبالتالي فان الجيش الإسرائيلي سيتمكن من أن يستأنف بلا عراقيل قتاله في غزة. لهذا هناك بالتالي منطق (سياسي) للانشغال بافكار سياسية من شأنها أن تفكك سواء الائتلاف ام المعارضة. نتنياهو في ولايته الأولى كرئيس الوزراء، وبعده رؤساء الوزراء اهود باراك، أريك شارون واهود أولمرت اقترحوا خططا سياسية هامة واداروا حوارا صعبا مع الفلسطينيين؛ نتنياهو في ولاياته الثانية، الثالثة، الرابعة والحالية الخامسة كرئيس الوزراء قبل الوضع مع الفلسطينيين كما هو. في محادثات شخصية شرح ويشرح بان “ما يوجد في المناطق (الضفة وغزة) سيبقى هناك الى الابد”. المهم تفادي المفاوضات، تفادي الخطط والحلول من انتاج البلاد والاكتفاء بالاعتماد على رؤساء الولايات المتحدة. في أحزاب المعارضة الكبرى أيضا يفضلون الان اطلاق صوت صرخة (واجبة) في موضوع المخطوفين الذين يوجد حولهم على أي حال اجماع جماهيري جارف. ليست جرأة كبيرة.
يبدو إذن ان أبو مازن اخطأ لكنه كان محقا أيضا. لا، إسرائيل لا تستخدم رفض حماس لصفقة أسرى “كذريعة” لمواصلة القصف، لمواصلة الملاحقة لفلول منظمة ارهابية في متاهة انقاض قطاع غزة. لكن نعم، إسرائيل تستخدم الرفض العنيد والمأساوي لمسؤولي حماس كمبرر هاديء لدس الرأس في الرمل والهروب من القرارات السياسية – الاستراتيجية.