يديعوت احرونوت: ما لا يريد نتنياهو أن يفعله

يديعوت احرونوت – نداف ايال – 12/8/2025 ما لا يريد نتنياهو أن يفعله
لحكومة إسرائيل يوجد فقط صديق واحد في العالم. فقط زعيم واحد يفهم خطواتها في القطاع، ورغم أنه لم يعلن على الملأ موافقته على احتلال غزة، فهو يعبر عن التفهم. هذا الرجل هو بالطبع دونالد ترامب، الذي قال امس لباراك رابيد في اخبار 12 انه في شك ان تحرر حماس مخطوفين وطلب التذكير بـ 7 أكتوبر. التنسيق بين رئيس الوزراء نتنياهو وترامب غير قابل للنفي، واثبت نفسه في الحرب مع ايران. لكنه له أيضا توجد قيود. اين هي؟ احد لا يعرف. هذا قرار يتخذ بين الاذن اليسرى والاذن اليمنى للرئيس. ننهض ذات صباح ونسمع. سيكون هذا سريعا، مفاجئا وقاطعا. اذا ما لاحت الحملة في غزة ككارثة، مشكوك أن يسندها البيت الأبيض. وهذا ما لا يفهمه نتنياهو. كما انه لا يريد أن يفهمه. “هو مهووس”، قال لي وزير واحد في الكابنت، “لا يوجد ما يمكن الحديث فيه معه. كل ما يحصل في العالم يمر من فوقه. هو يرى هذا كموجة أخرى فقط”.
خذوا مثلا السياقات في لبنان ضد حزب الله. المنطقة كلها على شفا تغيير محتمل – حقا ليس مضمونا – وتاريخي أيضا. الحكومة اللبنانية تريد نزع سلاح حزب الله. أليس مرغوبا فيه في هذه اللحظة، حتى لاسبوع – أسبوعين، إسكات التصريحات المشتعلة عن احتلال مدينة غزة؟ الامتناع عن توفير مزيد من الحجج والسلاح الدعائي لمحور المقاومة؟ بالتأكيد. لكن، مثلما يقول مصدر آخر: “بيبي مغلق. هو يركز على هذا وكأنه ايران”. في هذه الاثناء يتواصل الانهيار السياسي. الفلسطينيون يشهدون الان الصيف الأفضل في تاريخهم، دبلوماسيا. استراليا وعدت امس بالاعتراف بدولة فلسطينية. وزير الدفاع الإيطالي (دولة ترفض الموضة العامة للاعتراف بالفلسطينيين) قال ان حكومة إسرائيل فقدت “المنطق والإنسانية” في خططها، وصندوق الثراء النرويجي اعلن عن مقاطعة إسرائيل.
وكل هذا على ماذا؟ احد لا يعرف بالضبط. فالكابنت لم يتخذ حقا قرار الاحتلال؛ الامر الذي اغاظ سموتريتش ونتنياهو لا يزال يحاول الإصلاح.
في مدينة غزة ومحيطها يسكن الان نحو مليون نسمة يتركزون في منطقة مدينية مكتظة مع مبان من بضعة طوابق. مشكوك أن يكون ممكنا اخلاء الجميع ببيانات الاخلاء. مشكوك اكثر ان يكون ممكنا الحفاظ على حياة المخطوفين بحملة عسكرية واسعة هناك. اخلاء مدنيين من مدينة غزة لا يكون لحماية السكان من المعارك سيعتبر جريمة حرب. المدعية العسكرية العامة حذرت هيئة الأركان في هذا الشأن، لعناية طموحات سموتريتش وشركائه. رئيس الأركان زمير شدد امس في تقويم الوضع على التصميم على حماية حياة المخطوفين، والحاجة لبناء طريقة للمرحلة الجديدة في الحرب في ظل الحفاظ على المهنية والمباديء” – قول يوضح للمستوى السياسي بان الجيش الإسرائيلي لن يكون مقاول تنفيذ لافكار مجنونة. هذه ا قوال مهفومة، لكن في جهاز الامن يوجد إحساس بالحرج وفقدان الطريق. بعد لحظة، او بضعة أسابيع، ستصدر أوامر معناها خطر حاد على حياة مخطوفين – هم على ا ي حال منذ ا لان ينازعون الحياة في الانفاق. المس المتوقع بغير المشاركين الفلسطينيين سيكون قاسيا جدا، فيما أنه يأتي أيضا في قلب أزمة إنسانية في غزة. لقد انجرفت إسرائيل منذ زمن في التيار واحد في الاسرة الدولية، مرة أخرى باستثناء ترامب في هذه المرحلة – لم يعد يستمع لادعاءاتها. حتى لو كان فيها معنى. النبذ آخذ في الازدياد وكذا أيضا أثمانه. هو سيكون ظاهرة جيل، دائمة. لإسرائيل تنشأ كلمات مرادفة لن تمحى.
والأخطر من ذلك هو الوضع الداخلي. نتنياهو لم ينجح – في ضوء مؤتمره الصحفي اول أمس بل لا يحاول حقا – تجنيد الجمهور التعب، واحيانا اليائس للخطوة الأخيرة في تصميمه. هو يعرف بان لا توجد فرصة ولهذا فهو يركز فقط وحصريا على قاعدة اليمين.
الان يحاولون الاقناع بان مدينة غزة هي رفح النهائية، الفيلادلفيا حقا، النصر المطلق حقا للحياة، الحسم التاريخي. في جهاز الامن يأملون في أنه قبل الحملة في مدينة غزة سيحصل ما حصل قبل اقتحام غربي بيروت في 1982: توصلوا الى اتفاق اجلاء م.ت.ف من لبنان. باستثناء أن هناك لم يكن مخطوفون، لم تكن حماس.
هذه “خطة السنوبر الكبيرة”. لكن أمل نتنياهو يبقى على ما يبدو اختراق لصفقة صغيرة: مثلما المح ردا على اقوال ديرمر في الكابنت، هو حقا لن يرفض هذا. في هذه الاثناء تتمتع حماس بالوضعية التي علقت فيها إسرائيل نفسها، بالشرك الذي حفرته حكومتها وتتمترس فيه. التراب يغطينا جميعا.