يديعوت احرونوت: ماذا يريد نتنياهو حقا

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 11/8/2025 ماذا يريد نتنياهو حقا
في أيار 1999 أجريت انتخابات للكنيست ولرئاسة الوزراء. في حملة الانتخابات تعهد المرشحان، بنيامين نتنياهو واهود باراك بإخراج قوات الجيش الإسرائيلي من لبنان. مثل هذا النوع من الاجماع نادر جدا في حملات الانتخابات في إسرائيل: كل مرشح لرئاسة الوزراء يعد بالسلام والامن، النمو والازدهار، لكن على تعهد مسبق بانسحاب يوجد بشكل عام محظور شبه ديني، في اليمين وحتى في الوسط – اليسار. في إسرائيل الامعات وحدهم ينسحبون. 17 سنة تمسكت إسرائيل بلبنان ثلاثة منهم تحت حكم نتنياهو.
ما حسم الامر لدى نتنياهو كان الضغط الجماهيري: الإسرائيليون تعبوا من لبنان. اذا لم يتعهد بالخروج فانهم لن يصوتوا له. فهل من الصواب ان نستنتج من نتنياهو في حينه عن نتنياهو اليوم؟ ليس مؤكدا. غزة مختلفة، الإسرائيليون مختلفون، سياسة اليمين مختلفة. واساسا، نتنياهو مختلف. هو اقل انصاتا للاصوات من الخارج واكثر بكثير للاصوات من الداخل – من الزوجة، من الابن، من احساسه الداخلي. هو الضحية الأولى لعبادة الشخصية التي تطورت حوله. الكثير جدا من القوة توجد الان تحت تصرفه. حكمة اقل بكثير. امس، ارتفع مرة أخرى مستوى التفاؤل في طاقم المفاوضات: اردوغان انضم الى الضغوط على حماس. اذا كانت صفقة والإسرائيليون العشرون المتبقون على قيد الحياة عادوا الى الديار فستنشأ مسابقة كبرى لادعاء الإنجاز. القطريون سيطالبون بنصيبهم؛ المصريون سيصرون على ما لهم؛ اردوغان سيلوح بحقه؛ ترامب سيعزو الإنجاز لنفسه ولنفسه فقط؛ نتنياهو سيقول فقط تهديدي بالسيطرة على غزة لين مواقف حماس؛ الجيش وضع ارجلا، الاعلام وسخ، العائلات اضرت، لكن أنا، فقط أنا فرضت عليهم التوقيع على الاتفاق.
لا يهم، بل فليوزعوا الحظوة على الإنجاز على الجميع. فالصفقة ليس فقط ستنقذ الحياة وتسمح لعائلات الضحايا باغلاق دائرة، بل ستسمح لإسرائيل بالبدء في مسيرة إعادة التأهيل اللازمة والوداع لحرب لم تعرف كيف تنتهي. صحيح، نهاية الحرب لا تستجيب للتوقعات التي زرعتها الحكومة في قلب الجمهور. لكن فكروا بالبديل لانهاء الحرب: هل هذا ما تريدونه؟
نتنياهو، في ظهوره امام الصحافيين امس، اتهم منتقدي خطة الاحتلال بانهم يضعفون الشعب. سمعت وصعب علي التصديق: مثل كثيرين آخرين، انا امقت حماس وغيرها من منظمات الإرهاب، اكثر من نتنياهو. صدمت حين مول حماس. حين بعث بقائد المنطقة الجنوبية الى قطر باستجداء حكامها لان يبعثوا المال الى غزة. الخروج الى الحرب بعد مذبحة 7 أكتوبر كان مبررا. فقد كانت هذه حرب اللامفر. لكننا استنفدنا: حسم حماس بات خلفنا. حملة “عربات جدعون” اثبتت باننا وصلنا الى نقطة الفائدة فيها اقل من الثمن، اقل على نحو ظاهر.
من يدعي بان حسم حماس سيتحقق فقط بالنفق الأخير، بالكلانش الأخير، بالمخرب الأخير، لم يتعلم كثيرا عن قيود الحرب ضد قوات عصابات. الا اذا كانت له مصلحة أخرى، اجندة أخرى.
حتى الخريطة التي عاد نتنياهو وعرضها بعيدة عن الدقة: كان يمكن التوقع من رئيس الوزراء ان يعرض على الجمهور خريطة اكثر توثيقا من رسم صبياني. مليون نسمة يوجدون في هذه اللحظة في كتلة غزة وفي داخلهم بعض من المخطوفين. 600 الف في المواصي؛ 400 الف في مخيمات الوسط. مساحة الكتل اكبر مما يعرض في الخريطة. غزة محفورة كلها. احد لا يعرف ماذا سيحصل في عملية الطرد والاحتلال. كم مخطوفا سيقتل؛ كم جنديا سيسقط؛ ماذا سيحصل للسكان، من بينهم مئات الاف الأطفال، النساء، الشيوخ؛ كيف ستستقبل المشاهد في العالم.
شيء واحد نحن نعرفه: انه في كل ما يتعلق بمكانة إسرائيل في العالم نحن في السحب الزائد. الدول الثلاثة المقررة في أوروبا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا لم تعد مستعدة لان تترك لترامب تحديد سياسة الغرب تجاه إسرائيل. نعم، توجد هناك لاسامية أيضا، عميقا في الوعي، ذاكرة المحرقة منعتها من التفجر. لكن الصور من غزة أخرجت الجني من القمقم. الحكومات كفيلة بان تغير نهجها لكن الجني الذي خرج لن يسارع الى العودة. إسرائيل من شأنها ان يلقى بها من النادي الوحيد الذي يمكنها أن تعيش فيه.
ماذا يريد نتنياهو، هل يريد صفقة مخطوفين ام احتلال؟ جلسة الكابنت يوم الخميس انتهت بقرار ليس بقرار. لا نحتل غزة، “نسيطر” عليها. انا لا افهم المعنى العسكري لـ “السيطرة”. لست واثقا ان أحدا ما في الجيش يفهمه. في الماضي، عندما لم يريدوا بسبب الثمن بالخسائر احتلال ارض ما، مثل بلدة بن جبيل في حرب 2006، استولوا على ارض عالية وتمترسوا فيها. هذا ليس المقصود في قرار الكابنت. القرار يضمن لسموتريتش احتلال ولترامب تواجد مؤقت. الاصطلاح ذو معنيين، ذو وجهين: مثل المناطق المحتجزة؛ مثل الإدارة المدنية؛ مثل الإصلاح القضائي. تترافق معه سلسلة من المطالب، كلها جيدة لكن بعضها متعذر على نحو مقصود. ويوجد أيضا وجه إيجابي: اختفى مطلب النصر المطلق؛ اختفى مطلب التهجير؛ اختفى الترحيل؛ خطاب امس هو ممحاة اليوم.
رئيس الأركان ايال زمير أوضح لوزراء الكابنت ما يقفون امامه. في داخل عصبة وزراء بعضهم يتخيلون حربا ابدية وبعضهم يسيرون عميانا وراء الزعيم برز صوته، صوت مهني، مقنون، مسؤول. هو يمثل اذرع الامن كلها، بما في ذلك هيئة الامن القومي. في مؤتمره الصحفي امس رفض نتنياهو خطة الجيش بنصف جملة غير معللة. وعلى الطريق اته الجيش، دون ان يذكر اسمه، بالانبطاح وبالتنازل مسبقا عن المخطوفين. الرجل الذي احبط المرة تلو الأخرى صفقات مخطوفين، لم يدخل المخطوفين الى اهداف الحرب، يأخذ لنفسه الحظوة على أولئك الذين تحرروا ويتهم الجيش باولئك الذين تبقوا. من رجل فشل غير قليل كان ممكنا توقع ذرة تواضع.