يديعوت احرونوت: ليس لإيران مصلحة في الثأر، حاليا

يديعوت احرونوت 23/12/2025، يوآف زيتون: ليس لإيران مصلحة في الثأر، حاليا
هجمة التسريبات والاحاطات الصحفية التي تخرج أيضا من إسرائيل في الآونة الأخيرة عن توتر متزايد مع ايران والأسباب لماذا ينبغي المبادرة الى جولة أخرى ضد طهران، ستشتد في الأيام القريبة القادمة – حتى لقاء نتنياهو مع ترامب في واشنطن في نهاية الشهر. فضلا عن حرف الاهتمام عن مواضيع أخرى على جدول الاعمال، مثل لجنة التحقيق لـ 7 أكتوبر وتسويف المرحلة الثانية في الاتفاق مع حماس في غزة، فان العناوين الرئيسة هذه على لسان “مصدر سياسي رفيع المستوى” او “محافل استخبارية في الغرب” من شأنها أن تخلق اثرا يمكنه أن يؤدي الى تدهور امني حقيقي بسبب سوء فهم مع الإيرانيين. سوء فهم يشعل حربا شالة أخرى، لا يعتزم أي طرف حقا الانطلاق اليها في هذا الوقت. هذا وحذرت مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي هذه السنة غير مرة، واساسا في فترة ما بعد حملة الأسد الصاعد في شهر حزيران، من أن خطأ في السلوك مع الإيرانيين يمكنه أن يكون المحفز الأساس لاشعال متجدد للنار بين الطرفين – وليس نية حقيقية من إسرائيل او من ايران.
اليوم، تقديرات الوضع في ايران تقوم على أساس المنشورات الإسرائيلية. 34 محاولة تجسس من جانب ايران في أراضي إسرائيل أحبطت وسمح بالنشر عنها منذ بداية الحرب. “في حالة ان يأخذ الإيرانيون الانطباع بانه بالفعل تنشب من هنا مرة أخرى رياح حرب شرقا فانهم سينظرون هذه المرة في إمكانية أن يهاجموا أولا. وعليه، فاذا كنا نريد حقا ان نهاجمهم مرة أخرى او أن نحافظ على وقف النار، فمن الأفضل السكوت وعدم اغراق وسائل الاعلام بهذا الضجيج. يحتمل أن يكون النشاط الشاذ الذي لوحظ في ايران من وكالات الاستخبارات الغربية ينبع ضمن أمور أخرى بسبب موجات لا أساس لها من الشائعات انتشرت في التلغرام في إسرائيل عن الجاهزية للتصعيد”.
الترميم الإيراني يتقدم بلا عراقيل
بغياب آلية انفاذ اجنبية أو تسوية سياسية ما يقيد الإيرانيين، في طهران بدأوا في ترميم منظومة الصواريخ لديهم منذ الدقيقة الأولى لانتهاء المواجهة التاريخية مع إسرائيل في الصيف. علم متطور في انتاج الصواريخ ومال كثير لتمويل الإنتاج نقل بلا توقف أيضا الى فروع ايران في الأشهر الأخيرة، من اليمن وحتى لبنان. في هذا الجانب قدرت أوساط الجيش الإسرائيلي بانه اذا ما تواصل الميل، فاننا سندخل الى جولة أخرى مع الإيرانيين، لكنها اوصت بخطوط حد لمبادرة أخرى لا يمكن نشرها.
بقدر ما هو معروف، ايران ليست هناك بعد: في الجيش الإسرائيلي شككوا امس بوابل المنشورات التي صدرت عن المستوى السياسي في إسرائيل في الآونة الأخيرة. هكذا، مثلا، في أن هدف المناورة التي اجراها الجيش الإيراني هذا الشهر ليس بالضرورة الجاهزية لهجوم ضد إسرائيل.
تقدر مصادر امنية إسرائيلية بان ليس لإيران بعد مصلحة في الانتقام من إسرائيل الى أن تتحسن قدراتها، تستخلص الدروس من اخفاقاتها العسكرية في الصيف، تعزز جمعها للمعلومات الاستخبارية وتسلح حزب الله والحوثيين اكثر. في هذا الجانب يبدو أن نزعة بقاء النظام اقوى من نزعة الثأر الإيراني، لكن انطباعا مغلوطا عن الاستعدادات في إسرائيل من شأنه بالفعل أن يدفع الإيرانيين بان يعملوا لأول مرة على شن هجوم وقائي- يعطي للولايات المتحدة شرعية لان تمنح مرة أخرى دعما سياسيا ومساعدة عسكرية، وان كانت دفاعية، حين تسقط في إسرائيل عشرات الصواريخ الثقيلة كل يوم.
في قيادة الجيش الإسرائيلي ذكروا مؤخرا بان لجهاز الامن أيضا توجد دروس كثيرة لاستخلاصها من المعركة ضد ايران، التي كانت في أواخر الحرب الأطول، الأكثر تطلبا ومتعددة الساحات التي اجتذب اليها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. ويصف ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي الوضع فيقول: “احرقنا في الحرب مع ايران جملة قدرات احتياطية، خدع غير مسبوقة، وسائل قتالية خاصة، تكنولوجيا سرية وأساليب ابقيناها على مدى عقدين كي نستخدمها فقط ضد الإيرانيين في الدائرة الثالثة”.
مسألة انضمام حزب الله بقيت مفتوحة
مسألة أخرى لم تحل بعد نهائيا في اسرة الاستخبارات تتعلق بمسألة انضمام حزب الله. فهل هذه المرة سينضم جيش الإرهاب الشيعي فيهاجم إسرائيل من الشمال بالتوازي، ام كبديل هي ايران ستنضم الى حملة قد يشنها الجيش الإسرائيلي ضد التعاظم المتجدد لحزب الله.
حزب الله المضروب، كما يجدر بالذكر، لم يطلق حتى ولا رشقة واحدة في الـ 12 يوم حرب مع ايران في الصيف. في الجيش الإسرائيلي يستعدون لامكانية ان هذه المرة هذا لن يحصل، وانه ستكون وحدة ساحات حذرت منها شعبة الاستخبارات عندما حذرت في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر.
في الأيام القريبة القادمة سينتهي موعد اتفاق وقف النار تحت رقابة أمريكية لبنانية – والذي انهى الحرب في الساحة الشمالية قبل نحو سنة. الاتفاق لم يجدد بعد وضباط امريكيون يوصون الإدارة بتأييد إسرائيل في حملة كهذه، ضد حزب الله الذي لا يزال يعتبر أقوى واكبر من الجيش اللبناني. ولما كانت هذه الساحات الثلاثة المفتوحة في مركز محادثات ترامب مع نتنياهو، فليس مستبعدا ان يكون رئيس وزراء إسرائيل مطالبا بان يتنازل للرئيس الأمريكي اكثر في ساحة واحدة مثل غزة كي يحصل على اكثر في ساحة أخرى.



