يديعوت احرونوت: لا حلول للمُسيرات المتفجرة القادرة على تفادي الرادارات وصواريخ الاعتراض

يديعوت احرونوت 14/10/2024، رون بن يشاي: لا حلول للمُسيرات المتفجرة القادرة على تفادي الرادارات وصواريخ الاعتراض
أغلب الظن أصابت المُسيرة المتفجرة بدقة شديدة الهدف الذي وجهت اليه. فالجيش الإسرائيلي يحقق في الحدث، لكن من التفاصيل القليلة المعروفة حاليا يمكن التقدير بانها مُسيرة متفجرة من طراز “صياد 107″، من انتاج إيراني وفي خدمة واسعة لدى حزب الله الذي ينتجها بنفسه أيضا في لبنان بالعشرات.
يمكن تخطيط مسار صياد 107 بحيث تغير ارتفاعها واتجاهها في أحيان متواترة فيصعب كشفها ومتابعتها. وهي تصل الى مسافات مئة كيلو متر وهي صغيرة وتصدر صدى راداري ضعيف جدا بخلاف مُسيرات كبيرة مصنوعة من المعدن. ويتاح الكشف بالحرارة التي تصدر عن المحرك، وحتى هذه صعبة على الكشف بوسائل بصرية.
كل الإمكانيات ستفحص لكن واضح على نحو شبه تام منذ الان بان المُسيرة التي اصابت هدفا حساسا وأوقعت لنا إصابات عديدة جدا ليست فقط من نوع خاص بل أيضا نجح حزب الله في تشويش أجهزة الكشف لدى الجيش الإسرائيلي من خلال رشقة مختلطة من الصواريخ ومُسيرتين، اطلقت باتجاه الجليل الغربي. واصلت المُسيرات الى منطقة البحر امام شواطيء الشمال واحداها اعترضتها القبة الحديدية. اطلق الجيش طائرات ومروحيات قتالية لاحقت المُسيرة المتبقية لكنها فقدتها فجأة. يحقق الجيش الان كيف حصل ان طائرات ومروحيات قتالية التقطت المُسيرة لكنها فقدتها فجأة على هذا يجري الان تحقيق معمق. يحتمل ان تكون المسيرة برمجت مسبقا لان تكسر بحدة تجاه الأرض او تجاه مياه البحر وتواصل الطيران على ارتفاع منخفض، مستغلة مسار الأرض في الشاطيء وبعد ذلك التلال في الساحل لاجل التملص من وسائل الاعتراض.
لقد اكتسب حزب الله الكثير من التجربة في تفعيل المُسيرات في السنة الأخيرة ونجح في الحاق غير قليل من الخسائر في أوساط المدنيين واساسا في أوساط جنود الجيش الإسرائيلي في قواعد بعيدة. اكثر من نصف المُسيرات التي يطلقها حزب الله يتم اعتراضها من قبل طائرات قتالية للجيش ترسل نحوها ام من خلال القبة الحديدية ومقلاع داود. لكن لان المُسيرة هي هدف صغير وصداها الراداري ضعيف جدا يحصل في أحيان قريبة ان تفقدها رادارات الطائرات والمروحيات ولا سيما في منطقة التلال على الساحل حيث يكون الصدى الراداري العائد من مسارات الأرض هو سائد ومضلل.
في الصناعات الأمنية وفي الجيش الإسرائيلي يعملون على حلول لكن المُسيرات المتفجرة الذكية التي ينتجها الإيرانيون مزودة بأجهزة توجيه بالقصور الذاتي إضافة الى التوجيه بالقمر الصناعي وهي يمكنها أن تواصل مسارها وتضرب هدفها بدقة حتى لو كانت توجد مشوشات جي بي اس من كل الأنواع يفترض بها أن تشوش عليها وتضللها (توجد أجهزة توجيه خاصة بالاقمار الصناعية للروس وللصينيين واحيانا يستخدمها الإيرانيون وحزب الله لتجاوز تشويشات الـ جي بي اس التي تقوم على أساس منظومات أقمار صناعية وتوجيه أمريكية).
رغم أن الحرب في أوكرانيا تتواصل منذ ثلاث سنوات، لم ينجح لا الروس والا الاوكرانيون في إيجاد جواب ناجع حتى الان لمشكلة المُسيرات والحوامات المتفجرة، والطرفان في هذه الحرب لا ينجحان في اعتراض المُسيرات باعداد كبيرة. والأسباب معروفة. المُسيرات بل واكثر من ذلك الحوامات هي صغيرة، تطير ببطء وعلى ارتفاع منخفض، وحتى وسائل الكشف البصرية تستصعب ملاحظتها وكل الجساسات، الرادارت البصرية وغيرها لا تنجح في كشفها.
الجيش الإسرائيلي والصناعة الأمنية تحاول إيجاد حل للمشكلة، على الأقل من بداية الحرب الحالية، ولا يزال ليس لديها حل للكشف والاعتراض، واساسا حل كشف ومتابعة يتيح الاعتراض بنجاح للمُسيرات التي هي عمليا صواريخ جوالة صغيرة بكل معنى الكلمة.
يمكن التنبؤ والقول بانه عندما تُفعل إسرائيل أخيرا الاعتراض بالليزر من الأرض ومن الطائرات، الاعتراض نفسه سيكون اسهل واكثر نجاعة من الاعتراض بواسطة صواريخ القبة الحديدية، مقلاع داود او صواريخ الاعتراض من الطائرات. الليزر لن يكون فاعلا عملياتيا قبل منتصف 2025 رغم أنه تمت تجربته عدة مرات. لكن حتى عندها ستكون المشكلة المركزية الكشف والمتابعة للمُسيرات التي تطير على مسافات منخفضة جدا في ظل الاختباء في الاودية وفي مسارات طوبغرافية بارزة وعندها ترتفع وتتفجر على أهدافها. لهذه المشكلة لا يوجد حتى الان جواب جيد وهذا هو السبب على ما يبدو في أنه لم يكن اخطار والمُسيرة نجحت في الحاق إصابات كثيرة بهذا القدر عندما تحطمت على هدفها.