ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: قرارات الحكومة ليست ثمرة روح حكم جن جنونه بل نتاج مسيرة مخططة

يديعوت احرونوت 21/7/2025، ناحوم برنياع: قرارات الحكومة ليست ثمرة روح حكم جن جنونه بل نتاج مسيرة مخططة

“شؤون دولة إسرائيل تديرها اليوم حكومة غير سوية”، كتب في عامود نشره يوم الأربعاء الماضي في “يديعوت احرونوت” رون بن يشاي. هو كتب بدم قلبه: “هذا استنتاج لم اتوصل اليه في كل حياتي”، كشف في مستهل مقاله.

في نظري بن يشاي هو محلل عسكري متفوق، ذو شجاعة استثنائية، مهنية لا تعرف الهوادة ومعرفة وتجربة لا تقدر بالذهب. في منظور الآراء الإسرائيلي هو يعبر عن وسط سياسي آخذ في الاختفاء، ما سمي ذات مرة بالرسمي. اذا كان يدعو الى اسقاط حكومة منتخبة قانونيا، فهذا حدث. لا غرو أن صرخته عصفت بالشبكة.

“كل الاحترام”، كتبت له. واكشف هنا عن اننا أصدقاء.

لكن عندها ثار لدي تفكير مقلق: ماذا اذا كان رون مخطئا؟ ماذا اذا كانت القرارات الرهيبة التي يشير اليها ليست ثمرة روح حكم جن جنونه بل نتاج مسيرة مخطط لها، منهاجية، مرتبة تؤدي بنا بالاجمال، مثل جنود في مسيرة عسكرية، الى مكان نحن نرفض استيعاب طبيعته؟ ماذا اذا كانت قواعد اللعب تغيرت: ما كان يعتبر في المكان مجنونا اصبح طبيعيا، وما كان يعتبر طبيعيا اصبح مجنونا. نتنياهو، المتكيف المطلق عرف كيف يتعامل مع القواعد الجديدة ويستخدمها لخدمته. الاخرون: غالي بهرب ميارا، اسحق عميت، جادي آيزنكوت، المخطوفون وعائلاتهم وكثيرون آخرون – هم ديناصورات، هم لن ينجوا.

أمس قررت اللجنة الوزارية بالاجماع تنحية المستشارة القانونية للحكومة. ظاهرا، قرار غير سوي. ما معنى القرار، اذا كان معروفا مسبقا بان محكمة العدل العليا سترفضه ونصف الجمهور على الأقل لا يريده في ذروة حرب. لكن للقرار يوجد منطق خاص به: هو يسوغ مسيرة خصي مؤسسة المستشار القانوني للحكومة. تجاهل وزراء الحكومة فتوى المستشارة يصبح نمطا سائدا. ستكون التماسات الى محكمة العدل العليا، لكن قضاة العليا ملزمون بان يختاروا معاركهم. المستشارة تبقى – مؤسسة المستشار القانوني تنتهي.

تنتهي – وعندها تولد من جديد، تحت واحد من جماعتهم، أنماطهم، قواعدهم. بداية يخصون الجهاز، قوته، عزته. وعندما يكون مستلقيا على الظهر ينزعون الرأس. هذا ما حصل في الشرطة، في وزارة التعليم، في وزارة الاتصالات، في وزارة المواصلات وغيرها؛ هذا ما سيحصل في الشباك، ولاحقا في المحكمة العليا واذا كان بوسعهم، في الجيش الإسرائيلي أيضا. هذا الجنون سوي تماما.

نتنياهو مصر على استمرار الحرب وبالتوازي يضغط لاقرار قانون يسوغ تملص الجماعة الحريدية من الخدمة. هذا ليس منطقيا، هذا ليس سويا، يقول مقاتلون قضوا 400 و 500 يوم خدمة احتياط منذ أكتوبر 2023. هم مخطئون: استمرار الحرب يستهدف اعفاء نتنياهو من ضغط سموتريتش وبن غفير؛ استمرار التملص من الخدمة يستهدف اعفاءه من ضغط الحاخامين. الهدف واحد: ضمان استمرار ولايته كرئيس وزراء. لم يتولَ في إسرائيل رئيس وزراء تمسك بكرسيه مثل رئيس الوزراء الحالي. لم يتولَ رئيس وزراء كان منشغلا بهذا القدر بنفسه، بمصالحه، بخيره الشخصي.

الى ان يصل هذا الى سياسي آخر متهم بالخطأ بانعدام السواء: دونالد ترامب. بيبي خاصتنا يخاف من ترامب. المدينة الإنسانية بين موراغ وفيلادلفيا القيت الى الهواء لاجل تهدئة السموتريتشيين. بداية يقام المعسكر؛ بعد ذلك يهاجر الجميع الى اثيوبيا ودانييلا فايس تأتي بدلا منهم. MPS  و MPZ، حاكما السعودية والامارات، قالا لترامب لا، فاختفت المدينة؛ بعد ذلك كانت ضربة لكنيسة في غزة. نتنياهو هاتف ترامب للاعتذار، هاتف البابا أيضا. إسرائيل لا تضرب مواقع دينية، وعد من جيشه يدمر كل مسجد في غزة.

السفير الأمريكي هاكبي، ذاك من محاكمة نتنياهو، سافر حتى الطيبة، قرية مسيحية في سفوح من عوفرا الى أريحا كي يوضح كم هي قريبة الكنيسة في غزة من قلب رئيسه. السفير المحترم لم يعرف الى أين يسافر: الشهير من أبناء الطيبة، فخر الطيبة هو سرحان سرحان، الفلسطيني الذي قتل في 1968 روبرت كندي، مسيحي صالح. أجريت مع أبيه مقابلة صحفية في القرية، غداة الاغتيال.

بعد الحملة الناجحة في ايران كان نتنياهو مقتنعا بانه تلقى موافقة لمكانة أزعر إقليمي. هو سيضرب سوريا، سيضرب لبنان، سيضرب ايران. الاختبار الأول كان في سوريا. “جنوب سوريا سيجرد”، أعلن. “لن نسمح لاي قوة بالنزول جنوبا”. سلاح الجو ارسل لقصف رمزي.

لكن ترامب لم يكن راضيا. الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا، هو مرعيه؛ اردوغان، أيضا سيد الشرع، مرعيه. نتنياهو اضطر لان يسلم بنزول قوات الشرع جنوبا، لاستياء الدروز.

في ايران ايدي إسرائيل مكبلة. ترامب يصر على ان عمله (عمليا، عمل الجيش الإسرائيلي بمساعدة أمريكية) صفى تماما المشروع النووي الإيراني. وهو يقول “لم تكن عملية كهذه في الـخمسين سنة الأخيرة”. وهو لا يسمح لنتنياهو أن يقول ان ايران غير مصفية؛ هو لا يسمح له ان يقول انه يحتمل ان نضطر للعمل في ايران مرة أخرى. الرواية اهم من الحقائق، اهم من إسرائيل. نتنياهو سيحصل كتعويض على باغز باني. مع رؤساء سابقين عرف نتنياهو كيف يتخاصم، يجر الارجل، يرفض. لترامب هو يتملق ويطيع. ها هو برهان آخر على أنه في داخل بحر الجنون توجد وزيرة كبيرة من سواء العقل.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى