ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: فلنكمل فك الارتباط

يديعوت احرونوت – سيفر بلوتسكر – 8/7/2025 فلنكمل فك الارتباط

قبل 20 سنة، في الأيام الأولى من تموز 2005 استكملت الاستعدادات لتنفيذ “خطة فك الارتباط” لرئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون، الا وهي خطة خروج إسرائيل الكامل من قطاع غزة المحتل، بما في ذلك اخلاء كل الـ 22 مستوطنة يهودية. قرابة 60 في المئة من يهود إسرائيل ايدوا في حينه الخطوة التي تقرر موعد تنفيذها في 15 آب 2005. 

قبيل الانسحاب أعدت في البنك الدولي وفي منظمات إغاثة دولية مشاريع للاستثمار في شبكات اتصال، طاقة، مواصلات وتعليم عالي في القطاع. وتضمنت الخطط مناطق تجارة حرة، تصنيع متسارع، تنمية زراعية متطورة، بناء ميناء ومطار، وتطوير تعليم التكنولوجيا العليا. 

الاخلاء نفسه مر بقدر ملجوم جدا من العنف، بمفاجأة الجميع. لم يقع شرخ غير قابل للإصلاح في الشعب – لكن أيضا لم تتحقق اضغاث احلام عن سنغافورة في غزة”. فمنذ الأشهر الأولى بعد فك الارتباط سيطرت حماس على الدفيئات والمزارع وحولتها الى معسكرات تدريب للارهاب. السلطة الفلسطينية، التي كانت ظاهرا هي الحكومة السيادية في غزة، غرقت في نزاعات داخلية عظمت فقط قوة ونفوذ حماس. 

 بعد نحو خمسة اشهر من فك الارتباط تعرض شارون لنوبة دماغية ثانية خطيرة وكف عن أداء وظائفه الطبيعية. وبغياب شارون، الذي رأى بالسلام مع الفلسطينيين “مهمة حياته” مثلما قال في خطابه التاريخي في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، فان القيادة السياسية الإسرائيلية كفت عن الاهتمام بما يجري في قطاع غزة، وفي حزيران 2007 نظرت بلا مبالاة بل وحتى برضى ما الى احتلال حماس السريع والعنيف للقطاع.  ردت إسرائيل على الاحداث بفرض اغلاق مخادع؛ هناك ولد المفهوم المغلوط الذي يقضي بانه يمكن لجم وترويض منظمة الإرهاب من خلال تشديدات وتسهيلات في مدى الاغلاق وفي ادخال الأموال الى القطاع. 

رغم مذبحة 7 أكتوبر والاشهر الطويلة من قتال منهك، يواصل المفهوم إياه الوجود لدى أصحاب القرار. منه تنشأ الخطط لادارة إسرائيلية لحياة 2.2 مليون فلسطيني في غزة، إدارة معناها سيطرة امبريالية على إقليم هو الأكثر فقرا، اكتظاظا، يأسا وعنفا في العالم. فكرة مجنونة.

بعد 20 سنة من فك الارتباط، وهي فترة زمنية لجيل، ينبغي أن نستوعب من جديد الفكرة الأساس لارئيل شارون. إسرائيل لا يمكنها أن تفرض بقوة حضورها النظام المرغوب لها (أي بالضبط؟) على الغزيين. وعليه فلا يتبقى لنا غير الانسحاب من القطاع انسحابا كاملا مقابل تحرير كل المخطوفين وخلق منطقة فاصلة على طول الحدود بينه وبين إسرائيل. بلا خطط وهمية وخطيرة لنقل السكان وبلا إقامة حكم عسكري في قسم من القطاع. حماس تريد أن تسيطر فيه بعد انسحابنا؟ فلتجرب. حماس المهزومة والمخففة التي تختبىء في الانفاق تجلب ميزانيات لاعمار القطاع الخرب – مبلغ 25 مليار دولار. تحرص على الطعام، المبيت، التعليم العالي والصحة لمليون نازح وغيره وغيره.

لا يوجد احتمال أن تأخذ حماس في وضعها الحالي على عاتقها مهمة السيطرة والإدارة لقطاع غزة المدمر. ولن يكون لها مفر غير الاستجداء امام السلطة الفلسطينية وحكومات عربية معتدلة ليتفضلوا لادارته بدلا منها. بالمقابل سيطالبونها بهجر جوهرها الإرهابي.

قبل 20 سنة أمل رئيس الوزراء شارون في أن يؤدي فك ارتباط تام لإسرائيل عن غزة الى هذا التطور. هو لم يتمكن من شق الطريق الى هناك. هذا هو الوقت لانهائه: الخروج تماما من الجحيم على الأرض التي تسمى قطاع غزة، وتحرير كل المخطوفين وفك الارتباط. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى