يديعوت احرونوت: فقط هكذا يمكن احتلال غزة

يديعوت احرونوت – آري شافيت – 7/9/2025 فقط هكذا يمكن احتلال غزة
لا شك في ذلك. يجب حسم المعركة مع حماس. محظور أن تحكم منظمة الإرهاب البربرية قطاع غزة وتهدد غلاف غزة. وكما انتهت المانيا النازية من العالم على حماستان ان تنتهي من العالم. لكن بعد أن ضربت بشدة في السنتين الأخيرتين لم تعد حماس تشدد تهديدا وجوديا فوريا. الخطر الكامن فيها اصغر بلا قياس من المخاطر التي تنطوي عليها ايران، فقدان التحالف مع الولايات المتحدة، الانشقاق الداخلي والتدمير الذاتي في إسرائيل. اذا كان يوجد استراتيجيون في القدس – فيفترض بهم ان يفهموا بان التحدي الإيراني، التحدي الأمريكي والتحدي الإسرائيلي الداخلي هي التي يفترض بها أن تقف الان على رأس سلم الأولويات الوطنية. نصر في غزة يؤدي الى فشل في طهران، انهيار في واشنطن او اشتعال في القدس. لن يكون نصرا مطلقا بل نصر اشبه بالهزيمة.
هكذا بحيث أنهم اذا كانوا مع ذلك يريدون احتلال مدينة غزة وتحريك مليون من السكان امام كاميرات التلفزيون لعالم معادٍ – عليهم أن يتأكدوا بان الحرب المتجددة تستوفي بثلاثة شروط ضرورية.
شرط ضروري أول: المخطوفون. يقين بان المخطوفين العشرين الاحياء لن يقتلوا. اذا كان ثمن انجاز بري في ميدان فلسطين سيكون جثث إخواننا الاسرى – فان الصدمة النفسية لن يكون ممكنا احتواؤها. قيادة وطنية تضحي بالمخطوفين بعيون مفتوحة ستكون مكروهة، معزولة ومنبوذة. الشعب الذي سينظر كئيبا الى مشهد الرعب لن ينسى، لن يغفر – ولن يشفى.
شرط ضروري ثانٍ: شرعية داخلية. الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب. استئناف القتال سيؤدي الى سقوط العشرات وربما المئات من الأبناء المحبوبين. كما أنه سينطوي على تجنيد واستخدام لعشرات الاف جنود الاحتياط. اذا لم يكن للمقاتلين ذاك الايمان بعدالة الطريق الذي كان لهم بعد 7 أكتوبر، فان قسما منهم لن يمتثلوا، قسما لن يؤدوا مهامهم وقسما سيفقدون الامل. هم سيملون دولة تطالبهم دولة قيادتها غير الجديرة بان يضحوا بأنفسهم في حرب عديمة الغاية الواضحة. هكذا بحيث ان من يسعى لاحتلال غزة يجب أولا ان يوحد إسرائيل، يقنع اسرائيل ويبعث الالهام في إسرائيل. بدون مجتمع مرصوص الصفوف من خلف حرب موضع خلاف، سيحرم الجيش الإسرائيلي من الجبهة الداخلية القيمية والنفسية اللازمة لاجل النصر والحسم.
شرط ضروري ثالث: شرعية دولية. ما أتاح الانتصارات اللامعة في حرب الانبعاث، في حرب الأيام الستة وفي الانتفاضة الثانية كانت اعمال سياسية جريئة أدت الى انه قبل المعركة احتلت إسرائيل القمة الأخلاقية. في السنتين الأخيرتين – وفي العقد الاخير لم تقم إسرائيل باي عمل سياسي من هذا النوع، والعطف العالمي الذي منحها لها اعتداء 7 أكتوبر فقدته منذ زمن بعيد. كنتيجة لذلك نحن نعيش ازمة سياسية غير مسبوقة. صحيح: يوجد لنا ترامب. لكن ترامب هو زعيم غير مصداق وغير مستقر لن يقف في وجه الضغط عندما ستغرق صور الفظاعة من غزة شاشات التلفزيون. وترامب هو شخص واحد. عندما يكون ثلثا الأمريكيين وتقريبا كل دول العالم يقفون ضدنا، فانه سيبقينا على قمة الشجرة التي رفعنا اليها. هكذا بحيث ان من يسعى الى احتلال غزة ملزم قبل كل شيء بان يتلقى التزاما مكتوبا ومعلنا من الرئيس الأمريكي بانه سيقف الى جانبنا حتى اذا تعقدت الحملة العسكرية. بالتوازي، على إسرائيل أن تعرض افقا سياسيا يقنع قسما على الأقل من العالم بان الحرب تستهدف إحلال السلام. والا فان نتيجة الحرب في غزة قد تكون نصرا عسكريا قصير الأوان يجلب في اعقابه هزيمة سياسية كارثية.
سموتريتش وستروك محقان: من حق الحكومة أن تخرج الى حرب حتى لو كان المستوى العسكري يعارضها. لكن في الحياة، في السياسة وفي التاريخ لا يكفي ان تكون محقا – يجب أن تكون حكيما. خروج الى حرب اختيار بلا شرعية دولة ووطنية وفي ظل المخاطرة بحياة المخطوفين سيكون فعلا سخيفا. فهو سيحرم إسرائيل من النصر الحيوي على شر حماس.