يديعوت احرونوت: فخ بيت حانون
يديعوت احرونوت 9-7-2025، يوسي يهوشع: فخ بيت حانون
الحادثة الفتاكة التي وقعت في بيت حانون، وكلفتت حياة 5 مقاتلين واصابة 14 آخرين، هي نموذج واضح لكمين عصابات كلاسيكي لحماس، التي حتى في وضعها الحالي قادرة على أن تتعرف بشكل جذري على أنماط عمل الجيش الإسرائيلي وايقاع إصابات شديدة به.
من تفاصيل التحقيق يتضح انه عند الساعة 22:00 ليلا، اجتازت قوة من كتيبة “نيتسح يهودا” على الاقدام محورا سبق ان عملت فيه قبل ذلك دبابات وآليات هندسية. في لحظة الاجتياز فجرت ساحة العبوات، وفي اثناء محاولات الإنقاذ والاخلاء اصطدمت القوات بنار دقيقة. لاجل العمل لمثل هذا الشكل كانت حماس مطالبة بان تنفذ رفضا وتشخيصا لحركة الجنود، ومن هناك ان تستغل سيطرتها على طبيعة المنطقة وكذا قدرات القتال من مسافة قصيرة. في هذه الحالة التي تضمنت عددا من المخربين اكثر مما يواجهونه في القطاع كانت النتيجة فتاكة.
يجسد الحدث كم هي بيت حانون، المجاورة للجدار تبقى تشكل مجال إرهاب نشط رغم مرور 21 شهرا منذ بداية الحرب والمكان احتل ما لا يقل عن ثلاث مرات. سبب ذلك، حتى وان كان المخربون لم يعملوا هذه المرة من داخل النفق هو مثابة “مدينة تحتية” أقيمت تحت الأرض وتسمح للمخربين بالبقاء، الانتظام والقيام بالعمليات. الشبكة معروفة منذ عهد الجرف الصامد بسبب النفق الذي خرج منه المخربون الذين قتلوا المقدم دولب كيدار. الـ 11 سنة التي انقضت لم تجلب معها الا رفعا للمستوى. في منطقة خانيونس أيضا التي دمرت عمليا، ينكشف مزيد ومزيد من الانفاق الفاعلة. يتبين أن تدمير المباني لا يلغي الانفاق التي تحتها. عمليا، يوجد في ذلك أحيانا ما يجعل المعالجة الهندسية لها صعبة.
الاستنتاج هنا هو انه لا يمكن التفكيك التام لبنية الإرهاب بالحصار او بالقصف من الجو. لاجل الازالة التامة للتهديد على البلدات وعلى قوات الجيش مطلوب عمل مبادر مركز وعميق اكثر بكثير يحتاج الى وقت (لا يوجد للمخطوفين) واحتمال لمزيد من الخسائر في صفوف الجيش، حيث يصرخ النقص بالمقاتلين والانهاك لا يطاق. مشروع بالتأكيد، وهذا أيضا هو روح رئيس الأركان الفريق ايال زمير التفضيل في هذه المرحلة باتفاق وقف نار وإعادة مخطوفين وفقا لمنحى ويتكوف. الثمن، ولا ينبغي تجاهله، هو إبقاء تهديد بيت حانون، على كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى بالنسبة لبلدات الجدار.
يطرح السؤال ما الذي يميز بين الجبهة الشمالية والجنوبية: حزب الله أيضا تلقى ضربات على اليمين وعلى اليسار لكنه موجود كمنظمة وبقيت لديه وسائل لضرب بلدات الجدار. لماذا يمكن لإسرائيل هناك ان تدافع عن الحدود من خلال مهاجمة كل محاولات تعاظم القوة لحزب الله، فيما أن معارضي وقف النار في غزة في هذه المرحلة يدعون خلاف ذلك؟ الجواب يكمن في الفرق الجوهري بين حزب الله وحماس: حزب الله هو منظمة إرهاب هي جزء من دولة لبنان، التي يمكن الحديث معها بعد تصفية قيادة حزب الله وتحييد قسم هام من تهديد الصواريخ. على حزب الله تمارس رافعات، له معارضة شديدة من الداخل من جانب جهات عديدة وكحركة سياسية توجد له مصالح وهو أيضا يتأثر بالضغوط. اما في غزة بالمقابل فلا بديل لمنظمة الإرهاب وبالتالي لا توجد أيضا روافع يمكن ممارستها عليها في هذه اللحظة.
وعليه فلا ينبغي أيضا تجاهل تأثير المساعدات الإنسانية على مصاعب انهاء القصة: أول امس ادخل الى شمال القطاع 22 شاحنة مساعدات. المستوى السياسي هو الذي أمر الجيش بالسماح بادخالها، وبعض من البضاعة وصل أيضا الى بيت حانون. في هذا أيضا ما يعرض القوات للخطر إذ ان المساعدات تخلق الظروف لبقاء السكان المدنيين في منطقة قتالية نشطة بدلا من الاخلاء من هناك. حماس التي الاختباء بين السكان هو من الحجارة الأساس لبقائها، تستغل هذا كي تسحق قدرات المناورة للجيش الإسرائيلي. الاعتبارات الإنسانية لا بأس بها: سهل جدا الصراخ بانه محظور ادخال ملعقة ماء في الوقت الذي إدارة ترامب هي الأخرى تعرف كيف تصدم من الوضع في غزة بقدر لا يقل عن سابقتها. لكن يوجد لهذا ثمن عملياتي، وعلى المستوى السياسي ان يقول هذا بصدق للجمهور: هكذا جد صعب هزيمة العدو.
ضابط كبير، يعرف جيدا ساحة القتال، يقول ان بيت حانون يجب أن تمحى كمجال إرهاب نشط. “على الجيش الإسرائيلي أن يسيطر في المنطقة ويجب إقامة عائق من الجانب الغربي”، يقول. “اذا كنا نريد الدفاع عن البلدات، فيجب على المنطقة ان تكون بمسؤولية امنية دائمة”. هذه الاقوال، على أي حال، نسمعها في واشنطن وفي الدوحة أيضا.



