ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: عندما وعد نتنياهو بجلب السلام

يديعوت احرونوت 23/4/2025، سيفر بلوتسكر: عندما وعد نتنياهو بجلب السلام

40 مرة، 40 مرة، افاد من نيويورك زميلي ايتمار آيخنر، ظهرت في خطاب رئيس الوزراء نتنياهو في افتتاح الجمعية العمومية للأمم المتحدة كلمة “سلام”. بتواتر أقل، ولكنه يبقى عاليا، ظهرت كلمات “شرق أوسط جديد” و “فلسطينيين”. 

مثلما في دخول شعب إسرائيل الى أرض الميعاد، قال نتنياهو في مستهل خطابه للمشاركين في الجمعية، هكذا اليوم أيضا تقف إسرائيل أمام الاختيار بين جبل جرزيم وجبل عنبال، بين جبل براخا (البركة) وجبل كلالا (اللعنة). اللعنة، على حد قوله هي استمرار الحروب، البركة هي تحقق رؤيا السلام. وكوصية سيدنا موسى في سفر الاسفار، واجب علينا الان أيضا ان نختار جبل البركة. 

 في أقواله مجد نتنياهو “اتفاقات إبراهيم” – “أربعة اتفاقات سلام وتطبيع تحقق في غضون أربعة اشهر” بفضل مبادرة وعمل الرئيس ترامب. وعلى جدول الاعمال، بشر بيبي، “اختراق تاريخي لاتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية”. اتفاق يقرب ويسرع أيضا “السلام مع الفلسطينيين” الذي ذكره نتنياهو بضع مرات في اثناء خطابه.  من على منصة الأمم المتحدة عرض خريطة “شرق أوسط جديد” يقوم على أساس السلام، المشاركة، التفاهم وربط البنى التحتية عابرة الحدود. من جهته تعهد نتنياهو الا يفوت الفرصة: “لن أتوقف عن بذل اقصى الجهود كي أزيل العوائق الكثيرة في الطريق الى السلام وتحقيقه”، وعد.

خطاب السلام لنتنياهو في الأمم المتحدة القي في 22 أيلول 2023، قبل أسبوعين من السبت الأسود في 7 أكتوبر. بعده كل شيء تغير. عبثا نبحث في لحظات ظهوره وخطاباته الأخيرة أي تطرق للسلام، الكلمة النكراء التي يحظر ذكرها. التطلع لـ “السلام” استبدل بالتطلع لـ “السيطرة”. ليس فقط السيطرة العسكرية الكاملة في قطاع  غزة بل أيضا سيطرة عسكرية جزئية في لبنان وفي سوريا، الدولتين المجاورتين اللذين تحررتا من دائرة الخناق الإيراني ونظاماهما الجديدان (كانا) منفتحين على التطبيع بل وعلى السلام مع إسرائيل. لكن لحكومة إسرائيل الحالية لم يكن ولا يكون اهتمام بسلام حتى ولا مع لبنان وسوريا. والدليل هو ان الائتلاف لا يتحرك ميلمتر في اتجاه اتفاق معهما. رئيس الوزراء مقتنع الان بان فقط القوة العسكرية يمكنها أن تضمن أمن الإسرائيليين. القوة العسكرية وليس الاتفاقات السياسية التي بالغ بيبي إياه في تأييدها وتمجيدها في الأمم المتحدة. 

بالغ وعن حق. الواقع حولنا يثبت: اتفاق السلام هو الضمانة للامن الدائم. في اثناء السنة والنصف الماضيتين، بينما احتدمت حرب السيوف الحديدية الى حد قتل عشرات الالاف في غزة، كانت الحدود بين إسرائيل ومصر وبين إسرائيل والأردن هادئة وآمنة. ليس بسبب السيطرة الإسرائيلية العسكرية في قطاعات امنية خلف  الحدود (لا توجد كهذه) بل بسبب اتفاقات السلام التي وقعها مناحم بيغن مع الرئيس السادات واسحق رابين مع الملك حسين. سياح من إسرائيل واصلوا الزيارة بأمان من الامارات الإسلامية ليس لان جنودنا يرابطون في أراضيها (لا يرابطون) بل لان الامارات وقعت على اتفاقات سلام معنا. وزيرة المواصلات ميري ريغف اكثرت من سفرياتها الى المغرب، الدولة العربية ذات السكان الأكثر لاسامية، ليس بفضل تواجد الجيش الإسرائيلي في المكان (لا يتواجد)؛ بل بفضل اتفاقات أوسلو وبعدها اتفاقات إبراهيم. 

نتنياهو أيلول 2023 استند على نحو صائب الى التناخ” (الكتب المقدسة) حين ذكرنا وذكر العالم بان الاختيار المصيري لشعب إسرائيل هو مرة أخرى التوجه الى جبل البركة الذي هو جبل السلام وبين التوجه الى جبل اللعنة الذي هي جبل الحروب. الاختيار بين رؤية السلام كهدف اسمى للسياسة القومية وبين رؤية السيطرة العسكرية – الحربية كهدف اسمى كهذا. 

في ظروف متطرفة، كتلك التي نشأت بعد مذبحة أكتوبر. لا يوجد لامة محبة للحياة خيار غير الحرب العادلة ضد عدو وحشي وتصفيته. لكن: النصر العسكري، مهما حقق من إنجازات، ليس غاية القتال؛ التسوية السياسية هي الغاية، اتفاق السلام هو الهدف. نوصي بالتالي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يستمع الى اقواله هو نفسه في خطابه المبهر – والمنسي – في الأمم المتحدة في أيلول 2023: الشعب في إسرائيل يتمنى السلام الحقيقي… وانا نفسي اتمناه واسعى اليه، بعد أن جربت بنفسي الثمن الرهيب للحروب. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى