يديعوت احرونوت: طهران تركز على السلاح الباليستي وليس على السلاح النووي
يديعوت احرونوت 14/11/2025، رون بن يشاي: طهران تركز على السلاح الباليستي وليس على السلاح النووي
في ايران تتعاظم الأصوات التي تطالب ببدء مفاوضات مع الولايات المتحدة على تفكيك المشروع النووي والسلاح الباليستي لاجل التصدي للمشاكل الاقتصادية وعلى رأسها النقص في المياه مما يهدد بقاء النظام في طهران. من جهة أخرى يقف المحافظون الذين يطالبون بالثأر على الإهانة التي تعرضت لها الجمهورية الإسلامية في “حرب الـ 12 يوما”.
في المعسكرين يوجد تخوف شديد من أن تستغل إسرائيل حقيقة أنه دمرت في الحرب كل منظومة الدفاع الجوي ذات المغزى تقريبا والتي كانت تدافع استراتيجيا عن ايران من هجوم جوي، فتحاول “انهاء ما بدأته” – أي اسقاط النظام. عمليا، يبدو أن خامينئي يميل في هذه اللحظة لان يتبنى الخط المتطرف المحافظ بقيادة الحرس الثوري. ورغم أن إدارة ترامب تبذل جهودا واضحة، سرية وعلنية للشروع في مفاوضات مع ايران في موضوع النووي والصواريخ الباليستية، فان الزعيم الأعلى ليس مستعدا لان يبعث برجاله الى المحادثات، حتى وان كانت سرية، في دول وسيطة كعُمان، قطر أو دول أوروبية.
في إسرائيل ثمة من يعتقد بانه اذا لم تبدأ مفاوضات، واذا لم يتحقق اتفاق سياسي بعيد المدى يمنع تسلح ايران بسلاح نووي وباليستي عظيمين- لن يكون مفر من جولة حربية أخرى مع ايران. يقول مصدر امني في إسرائيل: “نحن نتابع بعناية ما يحصل في ايران ونفحص كل الوقت على أساس يومي اذا كان الإيرانيون يتجاوزون الخطوط الحمراء او يعدون شيئا ما سيتسبب بالتصعيد. اذا ما تجاوزوا الخطوط الحمراء التي رسمناها لانفسنا – فسنعمل بلا تردد لتصفية التهديد”.
تجدر الإشارة الى أنهم في واشنطن وفي القدس لا يلاحظون الان بانه ستكون حاجة للعمل في الوقت القريب، كما لا يلاحظون نوايا إيرانية محددة لايقاع ضربة ثأر على إسرائيل على إهانة “الأسد الصاعد”.
في المجال النووي، حسب التقارير في وسائل اعلام أمريكية وعربية، لم تستأنف ايران مساعيها لتخصيب اليورانيوم وفي هذه اللحظة في إسرائيل أيضا لا يلاحظون أي محاولة من جانب النظام في ايران لتطوير وإنتاج السلاح النووي نفسه، والاستخدام لهذا الغرض باليورانيوم المخصب الذي يوجد لديهم منذ الان. واساس جهودهم يوظفونه الان على محاولة شراء منظومات دفاع جوي استراتيجية بعيدة المدى، يكون ممكنا من خلالها إعادة بناء المنظومة التي تحمي سماء الدولة الفارسية، المكشوفة الان – على الأقل امام القدرات الهجومية للجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل.
تجري هذه المحاولات في قناتين: الأولى هي محاولة شراء منظومات دفاع جوي من الصين، من روسيا، من كوريا الشمالية ومن كل من هو مستعد لان يبيع. الثانية، والاساس، هي الجهد الإيراني لانتاج ذاتي للمنظومات، التي هي نسخ لمنظومة S-300 و S-400 الروسية. في هذا أيضا يواجه الإيرانيون مصاعب للحصول على عناصر المنظومة، قطع الغيار والمواد الخام من الغرب.
إضافة الى ذلك، تركز ايران على محاولة إعادة تأهيل منظومتها من الصواريخ وزيادة انتاجها كاستنتاج من “حرب الـ 12 يوما”. فقد توصلوا الى الاستنتاج بان هذا هو الامر الوحيد لديهم الذي عمل والحق ضررا بإسرائيل وهم يرون بكمياتها الأكبر بديلا عن السلاح البري. واضافة الى ذلك يريدون أن يردعوا إسرائيل من هجوم إضافي من شأنه أن يسقط النظام في طهران. ايران تحاول تجديد المنظومة أساسا من خلال جهات خارجية، بل وعرضت مؤخرا تطويرات جديدة لصواريخ بعيدة المدى قادرة، بزعم الإيرانيين، على التغلب على منظومات الدفاع الجوي لإسرائيل والولايات المتحدة. في إسرائيل لا يستخفون بالتصريحات الإيرانية، لكن حاليا يبدو أنه رغم الجهود – طهران لا تزال غير قادرة على انتاج صواريخ باليستية، صواريخ جوالة ومُسيرات بالحجوم التي كانت تنتجها قبل الحرب مع إسرائيل – وان هذه الجهود توجد في هذه اللحظة في مهدها.
كما ان ايران لم تهجر “قناة التآمر الإقليمي” وهي تجتهد لان تسلح، تعزز وتمول فروعها أيضا وعلى رأسهم حزب الله. هذه الجهود تصطدم هي الأخرى حاليا بالمصاعب. ومع ذلك ينبغي الانتباه الى التصريحات التي تنطلق في هذه اللحظة في طهران على لسان مسؤولين كبار في الحرس الثوري وأعضاء البرلمان الإيراني وتقضي بانه اذا هاجمت إسرائيل حزب الله او اذا هاجم حزب الله إسرائيل – فان ايران لن تقعد مكتوفة اليدين وستنضم الى التنظيم الشيعي في عمل فاعل ضد إسرائيل. ثمة من يتعاطى باستخفاف واستهتار مع هذه التصريحات، لكن في إسرائيل الاستخبارات في إسرائيل يتعاطون معها بجدية وبحذر من الوقوع في اللامبالاة.
هذه التحذيرات هي التي تدفع جهاز الامن في إسرائيل الان لان يدخل الى تطوير متسارع وباهظ الثمن، يكلف مليارات الشواكل لمنظومات اخطار، استخبارات، دفاع جوي وسلاح هجومي جديد ستضطر اليه إسرائيل في الجولة التالية مع ايران. في إسرائيل، في الحكومة وفي هيئة الأركان في الكريا في تل أبيب يأملون بان مجرد وجود هذه القدرات لدى إسرائيل، اذا كانت متوفرة في المدى الزمني القريب سيردع ايران من مبادرات هجومية. لكن التقدير هو ان الجولة التالية مع ايران، رغم أنها لن تحصل في الزمن القريب، فهي تكاد تكون محتمة.



