ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: رهان منفلت العقال

يديعوت احرونوت – نداف ايال – 27/8/2025 رهان منفلت العقال

كابنت ينهي مبكرا بحثا ما كي لا يفوت حدثا في مطعم، حكومة تعنى بهوس بالرحلة السنوية الى أومان، في الوقت الذي تدعو فيه الجماهير لتحرير مخطوفين. وزراء يسارعون الى التقاط الصور لهم مع رئيس مجلس، في الوقت الذي يقول فيه والد روم برسلفسكي للمتظاهرين ان ابنه ينازع الحياة في الاسر.

 هذه هي أيامنا في الزمن الأخير ولا يوجد له أكثر رمزية من ذلك. الحدث في المطعم كان لمجلس بنيامين مثال على أنه لا يوجد أي شيء اهم لنتنياهو ولشركائه من القاعدة الاستيطانية. الموقع كان في القدس، في حي “مشكنوت شئننيم” (مساكن اللامبالين). ومساكن اللامبالين هي الطريق الأفضل لتعريف الروح التي تسود في الحكومة.

البحث في الكابنت لم يعنى بموافقة حماس على الوصول الى وقف نار وإعادة 10 مخطوفين احياء. في الأيام الأخيرة سمعت ادعاءات وكأن هذه الموافقة ليست حقيقية؛ كأنه توجد جهات في حماس غير مستعدة لان توقع على صفقة الان. الوسطاء يصرون على ان الاقتراح جدي جدا، وعلى الطاولة. لكن الان، بعد أن حصلت حكومة إسرائيل على ما تريده وحماس نزلت عن الشجرة، بات نتنياهو يطرح منذ الان شروطا أخرى. وينبغي أن نمزق ستار الغموض: لا توجد على أي حال صفقة ليست صفقة انهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين. كما أن الخطوة التي وافقت عليها حماس هي فقط مرحلة أولى في الطريق الى انهاء القتال؛ في غضون ستين يوما يفترض أن تكون موافقة تامة على وقف نار دائم وتحرير باقي المخطوفين. إذن الشرط الذي يطرحه نتنياهو – ان من الان فصاعدا الصفقة ستكون لانهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين فقط – هو فارغ تماما. إذ ان الصفقة التي فجرتها إسرائيل قبل بضعة اشهر أيضا، زعما لانه اعتقدت ان حماس لن توافق على نزع سلاحها، كانت هي الأخرى صفقة لانهاء الحرب.

من خلف الكواليس توجد ثرثرة دائمة عن خطوات كبيرة لانهاء الحرب وعن مفاوضات في مسار آخر يخوضه شخصيا رون ديرمر. مسار يربط العناصر كلها بصفقة إقليمية. بعد لحظة سننهض جميعنا الى انباء عظيمة، كما يعد الواعدون. 

لاسفي الوسطاء لا يؤكدون بان هذا هو الوضع الحقيقي، ويبدون يائسين تماما من القدس. الضغط الداخلي على حماس للساحة الفلسطينية والعربية بلغ ذروته قبل نحو أسبوعين. هذا يرتبط بالوضع في غزة وكذا بتهديدات إسرائيل لاحتلال المدينة. كما نشر أور هيلر هذا الأسبوع أوضح رئيس الأركان زمير لرئيس الوزراء ولوزير الدفاع كاتس بان حملة عربات جدعون استوفت هدف تحقيق الظروف لصفقة مخطوفين. التوصية المهنية للجيش الإسرائيلي هي اخذ الصفقة التي توجد على الطاولة – في ضوء الخطر على حياة المخطوفين في احتلال مدينة غزة.

أمام هذا الوضع، فان رئيس الوزراء ووزير الدفاع ملزمان بتقديم تفسير للجمهور الإسرائيلي ولعائلات المخطوفين، قبل كل مناسبة وفرصة لالتقاط الصور. حتى قبل شهر، وفي واقع الحال أقل، أرادوا الصفقة لمنحى ويتكوف. اما الان فيصرون على أن تقبل حماس منذ الان نزع سلاحها وتجريد غزة أيضا وسلسلة أخرى من العناصر الأخرى – التي هي أيضا معروف انها ستستغرق زمنا طويلا للاتفاق حولها. ثمة من يقول ان من السذاجة على الاطلاق طلب شروحات كهذه: كل شيء سياسة صغيرة وتافهة على حساب الجيش والمخطوفين. حفظ الائتلاف هو القيمة الأكثر قدسية، وليس غيرها.

هيا نضع هذا جانبا للحظة. موضوعيا، من الأفضل بالطبع الانهاء الفوري للحرب، التأكد من أن حماس لن تحكم في غزة والحصول على كل المخطوفين. لكن أيا من المفاوضين لا يعتقد ان هذا ممكن في غضون وقت قصير. التقدير الأكثر عقلانية الذي سمعته هو أن نتنياهو يتجه الى سيناريو بيروت 1982: الضغط على حماس حتى المعاقل الأخيرة، وعندها اخراج الصفقة الأفضل الممكنة بما في ذلك النفي وتحرير المخطوفين. لكن لبنان قبل 40 سنة ليست غزة 2025. الازمة الإنسانية في القطاع، عدد المصابين الأبرياء في احتلال غزة، العزلة الدولية والضرر الهائل الذي يقع كل يوم، استعداد حماس لاقتحام الجيش الإسرائيلي، التآكل الرهيب في القوة البشرية في الاحتياط وكذا في العتاد، واساسا التخوف على حياة المخطوفين – كل هذا يجعل هذه الخطوة خطيرة جدا. رهان منفلت العقال لكابنت يسارع الى انهاء الجلسات كي يصل الى المطعم، في وقت حرب.

مرة أخرى، يجدر بنا أن نستمع الى والد روم برسلفسكي، اوفير. “سنتان ونحن ننتظر. شهر ونحن نراه ينازع الحياة، وشيئا لم يحصل وكأن هذا عن قصد. انا لا اصدق أحدا لا رئيس الوزراء ولا هذه الحكومة. الوحيد الذي يقول الحقيقة وبلا سياسة هو رئيس الأركان”. 

يجدر بنا أن نستمع الى رئيس الأركان زمير بالنسبة للقدرة على حماية حياة المخطوفين في حملة احتلال كهذه. نار القذائف هذا الأسبوع من قبل الجيش نحو مستشفى ناصر وقتل المسعفين هناك هو نموذج على ظاهرة عامة في القطاع تميزت أيضا بالقتل بالخطـأ للمخطوفين في الشجاعية الذين رفعوا علما ابيض وهتفوا “هتسيلو” (النجدة) في كانون الأول 2023. اذا كان احد ما يعتقد ان هذا سيكون مختلفا في احتلال الهدف المديني الأصعب في قطاع غزة، فانه يعيش في وهم فتاك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى