يديعوت احرونوت: رسالة اسرائيل لحماس في العملية في سماء الدوحة

يديعوت احرونوت 11/9/2025، عكيفا لام: رسالة اسرائيل لحماس في العملية في سماء الدوحة
مرت نحو سنتين منذ فكر وزير التراث الحاخام عميحاي الياهو في مقابلة إذاعية في إمكانية القاء قنبلة ذرية على قطاع غزة. رئيس الوزراء نتنياهو شجب في حينه تصريحاته وقال انها منقطعة عن الواقع. رغم ذلك، عندما أمر نتنياهو بتصفية ممثلي حماس في قطر، فانه جعل التصريحات اكثر واقعية من أي وقت مضى.
مرتان في التاريخ فقط استخدمت هذه القنبلة عسكريا. الطريق العلمي لتطويرها يعرض جيدا في فيلم نال الاوسكار “اوفنهايمر”. الفيلم، الذي يتابع العالم اليهودي، يصف باستطراد المعاضل الأخلاقية، الاجتماعية والسياسية التي كانت امام الطاقم الذي اعد القنبلة الذرية الأولى.
الخوف من القوة التي توضع في ايدي أصحاب القرار أدى بكثيرين من الطاقم لان يترددوا حين فهموا شدة اكتشافهم العلمي ورأوا حجم النار التي يمكن له أن يوقعها. بعد أن دفع الامريكيون السوفيات والبريطانيون المانيا الى الاستسلام بقيت اليابان العنيدة في قتالها. الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لان تقبل نتيجة أخرى غير الاستسلام المطلق.
حلقت طائرات أمريكية المرة تلو الأخرى، واخرقت طوكيو العاصمة ومدن أخرى باللهيب. مئات الالاف فقدوا حياتهم بنار القصف. عندما انتهت التجربة النووية في مشروع منهاتن بنجاح، كان للعلماء تردد بالنسبة لاستخدامها، لكن رغم أن أصحاب القرار ترددوا في الموضوع الأخلاقي للقصف المتكرر كان حول القنبلة الذرية توافق في الرأي: كان واضحا ان استسلام اليابان لا يمر الا عبر استخدام سلاح يوم الدين. بعد أن تصاعد الدخان فوق هيروشيما ونجازاكي اعلن الامبراطور الياباني عن الاستسلام.
المعاضل التي شغلت بال أصحاب القرار في حينه – كيف يمكن انهاء حرب مضرجة بالدماء. متى التخلي عن الاعتبارات الأخلاقية في صالح الحسم المطلق – ترافقنا اليوم أيضا. جرائم غزة تذكر في شيء ما خرائب اليابان. عدو مصمم، مواطنون يعانون وقلب الخلاف في مسألة ما هي الخطوة الخاصة التي ستؤدي الى انهاء تام للحرب. صحيح أن إسرائيل لا تفكر في استخدام سلاح نووي في غزة لكن المعضلة مشابهة: كيف نكسر حماس نهائيا دون أن نتركها عاملا قادرا على أن يرفع الرأس من جديد. بعد نحو سنتين من القتال بعد اكثر من عشرين مخطوفا تبقوا في غزة و 28 ضحية تحتجز جثثهم لدى المنظمة يتبين أن حماس تواصل عملها، تطلق الصواريخ، تنسق الخطوات حتى تحت القصف الشديد. وبالضبط مثلما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لان تنهي الحرب العالمية الثانية بتسوية جزئية تجاه اليابان، إسرائيل هي الأخرى لا يمكنها أن تسمح لنفسها “بتسوية دولية” تبقي حماس على حالها. الإعلانات الأخيرة لدول أوروبا عن الاعتراف بدولة فلسطينية تجسد جيدا بان طرفا واحدا فقط يعد دوما كمذنب في خرق التفاهمات – إسرائيل.
وهكذا مثلما ثبت على مدى أيام الحرب، طرف واحد فقط سيعد كمسؤول عن خرق الضمانات الدولية. فقط على طرف واحد ستفرض عقوبات سياسية اذا ما اجرم. تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون بانه سيعترف بدولة فلسطينية في الجمعة العمومية للأمم المتحدة تمثل هذا جيدا.
ليس عبثا قال نتنياهو بعد ساعات من الهجوم في قطر ان “أيا من منفذي المذبحة لن يخرج من هذا”. كما أوضح الامريكيون للامبراطور الياباني بان استمرار الحرب سيؤدي الى الإبادة التامة، هكذا أوضحت إسرائيل لحماس في العملية في سماء الدوحة: جر الارجل في الحرب لن يؤدي الى شيء غير الإبادة لمنظمة الإرهاب.