ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: ديرمر .. سنفرض السيادة في الضفة، السؤال على أي جزء

يديعوت احرونوت – أمير أتينغر – 28/8/2025 ديرمر: سنفرض السيادة في الضفة، السؤال على أي جزء

غير قليل من المرات في الماضي أطلقت الحكومة وعودا عابثة بفرض السيادة في المناطق. غير أن هذه المرة يحتمل أن يكون نشأ وضع سياسي سيسمح بذلك: ففي الأسبوع الماضي انعقد محفل وزاري ضيق برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحث في الموضوع في لقاء وان لم يبقَ سرا لكنه مر نسبيا من تحت الرادار. ووصلت الى “يديعوت احرونوت” تفاصيل جديدة من داخل المداولات تكشف خطوات المستوى السياسي من خلف الكواليس. 

ضم البحث الضيق، إضافة الى نتنياهو، مقربه الوزير رون ديرمر المسؤول عن العلاقة مع الولايات المتحدة ودول الخليج، وزير الخارجية جدعون ساعر ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وكذا رئيس هيئة الامن القومي تساحي هنغبي وسكرتير الحكومة يوسي فوكس. 

في اثناء المداولات اعرب ديرمر عن تأييده للخطوة، ومصادر تحدثت معه تروي انه يقول: “ستكون سيادة في المناطق، السؤال هو عن أي جزء من هذه المناطق”. واعرب ديرمر عن موقف مشابه منذ قبل أسبوعين، في مداولات أخرى في كابنت أوسع بعد أن طرح الوزراء ستروك، سموتريتش ولفين الموضوع ودفعوا نحو تقدم الخطوة منذ الان قبيل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول، والتي تعتزم فيها سلسلة من الدول بقيادة فرنسا الإعلان عن دولة فلسطينية. عمليا، ديرمر يؤيد الدفع قدما بالخطوة منذ الأسابيع القريبة القادمة والان لا يتبقى الا القرار بالتفاصيل. 

في المداولات الضيقة في الأسبوع الماضي بحث الوزراء في مسألة هل ينبغي فرض السيادة فقط على الكتل، على كل المستوطنات، على كل مناطق ج ام ربما فقط على الأراضي المفتوحة او في غور الأردن. معضلة إضافية ثارت هي هل ينبغي الدفع قدما بالخطوة كرد على الاعتراف بدولة فلسطينية ام قبل ذلك، كخطوة مانعة. وحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، فقبل اعلان الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون عن الاعتراف بدولة فلسطينية، نقلت ديرمر رسالة في حديث مع محافل فرنسية قال فيها: “انتم تدفعوننا نحو الرد، هذا لن يدفع قدما بدولة فلسطينية”. 

في اثناء المداولات حلل الوزير ساعر الوضع السياسي لإسرائيل في العالم، ولاحظ ان في أوروبا ستكون معارضة للخطوة، ما من شأنه أن يتسبب بمواصلة تدهور العلاقات بين إسرائيل ودول أوروبا. وكان قال هذا كموقف مهني دون صلة بموقفه المبدئي في موضوع السيادة. في الأشهر الأخيرة حذر وزراء خارجية دول مركزية في العالم من أن “خطوات من طرف واحد ضد إسرائيل ستلقى خطوات من جانب واحد من إسرائيل”. 

غني عن البيان ان الوزير سموتريتش يضغط من زمن بعيد في الموضوع، ورجاله في مديرية الاستيطان في وزارة الدفاع اعدوا البنية التحتية المهنية للخرائط ومسوح الأرض لغرض الخطوة. عمليا، عندما يفكر سموتريتش هل يهدد بتفكيك الحكومة مثلا على خلفية صفقة محتملة مع حماس، يأخذ بالحسبان أيضا نافذة الفرص للسيادة. 

في مجلس “يشع” للمستوطنين الذي يخوض حملة إعلامية وجماهيرية للضغط على نتنياهو للدفع قدما بالخطوة، يعارضون الاكتفاء بفرض السيادة فقط على غور الأردن او على الكتل بدعوى أنه “لا يحتمل ان يؤكد المعسكر الوطني عقيدة الكتل لليسار”. يشارك في هذا الموقف سموتريتش أيضا وطرحه في المداولات. نهج آخر تم التفكير فيه ويتبناه النائب افيحاي اورون من الليكود والذي يعمل مع لوبي الاستيطان للتقدم بالخطوة، يتضمن المناطق المفتوحة في مناطق أ و ب أيضا بدعوى أنه يجب كسر التواصل الفلسطيني وعدم فرض السيادة في شكل تواصل إقليمي بممرات في المنطقة. 

لكن رغم الدفعة من مقربي ديرمر، يبقي نتنياهو الأوراق قريبة من صدره. في لقاء مع رؤساء سلطات من المناطق طالبوه بفرض السيادة أجاب بانه “لا يفصل في غياهب الملاحة السياسية”. وتعتقد مصادر مطلعة بان رئيس الوزراء يخاف من الضغوط السياسية والتأثيرات في العالم، ويبدو أنه يرغب في الانتظار ليرى ما ستفعله فرنسا حقا في الأمم المتحدة. “واضح أنه لا يمكن الاكتفاء باغلاق قنصلية فرنسية على اعتراف بدولة فلسطينية”، قال احد الحاضرين في المداولات الضيقة. 

على مدى زمن طويل لم يعنى نتنياهو وديرمر في المسألة بدعوى أنه يجب استغلال الائتمان السياسي لاعمال الحرب فقط. ويروي وزراء بانهم يسمعون في اللقاءات مع مندوبي إدارة ترامب بان على إسرائيل تعبر عن موقف واضح وهم سيؤيدون مثل هذه الموقف. لهذا الغرض جرى العمل على القرارات الاعلانية في الكنيست عن المعارضة لدولة فلسطينية بشكل احادي الجانب والتي حظيت بأغلبية من الائتلاف والمعارضة، والقرار الإعلاني بتأييد ارض السيادة في المناطق والذي اتخذ باغلبية 71 نائبا ووقع عليه أيضا حزب “إسرائيل بيتنا” من المعارضة. 

من خلف الكواليس، كما هو الحال دوما، توجد أيضا قصة سياسية. صحيح أن نتنياهو لا يكشف خطواته لكن كان مهما له أن يصل في الأسابيع الأخيرة مرتين الى مناسبات للمستوطنات. مرة لاحياء 50 سنة على مستوطنة عوفرا ومرة أخرى كحدث امتنان مجلس بنيامين اول أول امس والذي من اجله قصر جلسة الكابنت التي انكشف مضمونها بانه غير مهم مسبقا، رغم المسائل المشتعلة التي على جدول الاعمال. 

تطرح مصادر في الليكود السؤال هل نتنياهو سيعمل على السيادة الان كي يكون له انجاز يحمله معه الى الانتخابات، هل سيبقي هذا بالذات كوعد انتخابي، ام سيبقى كما كان حتى الان مثابة مداولات واقاويل فقط.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى