ترجمات عبرية

 يديعوت احرونوت: خلاف في قيادة الجيش الإسرائيلي على احتلال مدينة غزة

 يديعوت احرونوت – رون بن يشاي 26-08-2025 خلاف في قيادة الجيش الإسرائيلي على احتلال مدينة غزة

ليس الجمهور فقط منقسم في مسألة استمرار القتال الإسرائيلي في القطاع: في أوساط القيادة العليا في الجيش أيضا يوجد خلاف مهني حاد بالنسبة لمسألة المخطوفين واحتلال مدينة غزة. 

عمليا، توجد مدرستان. الأولى، التي يقودها رئيس الأركان تفضل عقد صفقة مخطوفين جزئية الان – صفقة توافق عليها حماس منذ الان. صفقة كهذه ستعفي أو تؤجل الى موعد متأخر أكثر، حسب رئيس الأركان، الاحتلال الكامل لمدينة غزة، وذلك فقط حين تتضح نتائج المفاوضات الشاملة لتحرير المخطوفين ووقف الحرب بعد تنفيذ الصفقة الجزئية. 

المدرسة الأخرى، التي تضم بضعة الوية وعمداء في مناصب قيادة ميدانية عليا، تدعي بانه يجب التوجه مباشرة الى صفقة شاملة في اطارها يتفق مع حماس على تحرير كل المخطوفين وتتحدد شروط انهاء الحرب التي تكون مقبولة من حكومة إسرائيل، يوضع حد لحكم حماس في القطاع وبلدات الغلاف تحصل على أمن بعيد المدى.

خلاف مهني، وليس أيديولوجيا

ينبغي التشديد على أن هذا الخلاف ليس سياسيا – أيديولوجيا كذاك الذي يوجد في الكابنت بين الوزيرين سموتريتش وبن غفير اللذين يريدان إعادة الاستيطان في القطاع، وبين رئيس الوزراء نتنياهو، ديرمر ووزراء آخرين ممن يرفضون ذلك حاليا – بل عن خلاف مهني. 

بين المدرستين في هيئة الأركان توجد نقطتا توافق على الأقل: رئيس الأركان والالوية الذين يؤيدون مثله صفقة جزئية، لا يستبعدون على الاطلاق إمكانية أن يحتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة في نهاية الامر. لكنهم يسعون لان يعطوا بداية الحبل الأطول الممكن لاجل تحقيق تحرير كل المخطوفين واهداف الحرب بواسطة المفاوضات. فالمفاوضات، حسب نهج رئيس الأركان أيضا ستتم في ظل ممارسة ضغط عسكري مكثف على حماس من خلال اخلاء نحو مليون وربع من السكان، وبعد ذلك اعمال عنيفة تتعاظم بالتدريج. 

يعتقد رئيس الاركانه انه لا حاجة للإسراع في هذه الاعمال. برأيه ينبغي أولا فرض حصار على غزة، فقط بعد ذلك اخلاء السكان وبعده فقط سيأتي دور المناورة العنيفة في الأماكن التي، حسب المعلومات الاستخبارية المؤكدة لا يوجد فيها مخطوفون. كل هذا بالتدريج لاجل الحفاظ على حياة المخطوفين وتقليص عدد المصابين بين المقاتلين في الميدان. 

كما أن رئيس الاركان يريد أن يستخدم الحد الأدنى من الطواقم القتالية اللوائية في ظل تنفيذ الحصار والمناورة لاجل تقليص انهاك الأشخاص والعتاد في الجيش واساسا في منظومة الاحتياط. عنصر آخر في خطة رئيس الأركان هي المساعدات الإنسانية التي سيتم إدخالها لاجل إعادة بناء الشرعية الدولية التي كادت تفتقد تماما. 

النقيصة الأساس لخطة رئيس الأركان هي انها لا تسمح لممارسة ضغط متواصل على حماس وهي تتطلب وقتا طويلا، ربما حتى سنة، لاجل الوصول الى نتائج. المدرسة الثانية للالوية والعمداء تدعي بانه اذا ما سرنا نحو صفقة جزئية فاننا سنفقد الزخم ونخسر القدرة على استخدام الضغط الهائل الذي تعيشه حماس لصالحنا. من التقارير الاستخبارية وكذا من إعلانات حماس والوسطاء يفهم بوضوح بان حماس تأخذ بجدية التهديد لاحتلال القطاع، والى جانب الاستعداد العسكري للمواجهة مع قوات الجيش الإسرائيلي التي ستدخل الى المدينة، فانها تبحث عن كل سبيل الان كي تمنع الاحتلال الذي في حماس يعرفون، حسب مصادر استخبارية بان الجيش الإسرائيلي سينهيه بلا صعوبة خاصة.

وقف نار لستين يوما لغرض تحرير جزء من المخطوفين سيسمح لحماس بالانتعاش، يؤخر أو يحبط تماما اخلاء السكان من مدينة غزة، القليل من الشرعية التي لا تزال لإسرائيل في الساحة الدولية ستتآكل أكثر فأكثر والأكثر أهمية، لنتنياهو على الأقل، سينفد صبر ترامب وسيطلب من نتنياهو انهاء الحرب. القادة العسكريون الكبار الذين يطالبون باحتلال غزة يدعون بان النتيجة ستكون اننا سنضطر الى احتلال غزة في نهاية الامر لكن في هذه الاثناء، بسبب الجوع او الامراض سنفقد مخطوفين وشرعية دولية ولن نحقق كل اهداف الحرب. 

من الأفضل الضغط الان فيما تصرخ حماس طلبا للنجدة وعدم السماح لها بالانتعاش، يقول قائد كبير في الجيش الإسرائيلي. هو ورفاقه في الرأي يخشون من أنه اذا ما سرنا الى صفقة جزئية وتأخرنا، سنفقد إمكانية ان نأخذ من حماس معقلها الأهم في القطاع، مدينة غزة وحماس ستبقى في القطاع وستواصل العمل فيه كمنظمة عصابات والحرب ستتواصل لسنوات طويلة أخرى. إضافة الى ذلك يدعون بان نصف مدينة غزة باتت في أيدينا منذ الان – نحن في الزيتون، في الدرج، التفاح دبابات تتجول في حي صبرا. مسؤول كبير آخر يضيف انه في كل حال سيتعين علينا ان ندخل الى غزة كي ندمر منظومة الانفاق الأساسية التي تحتها. اذا لم تدمر منظومة الانفاق هذه – فان بلدات الغلاف لن تتمكن من النوم، بهدوء، يقول. 

وعليه، فان مدرسة كبار هيئة الأركان التي تعارض صفقة جزئية تطالب بان تنفذ فورا وبسرعة السيطرة على المدينة والتوقف فقط اذا ما وعندما توافق حماس على تحرير كل المخطوفين وتقبل شروط حكومة إسرائيل.

 اخلاء، حصار ومناورة

هذا الجدال داخل هيئة الأركان ليس جديدا وهو أحيانا يصل حتى الى علم الجمهور، مثل عندما علم في الجدال بين قائد سلاح الجو اللواء تومر بار وبين قائد المنطقة الجنوبية، اللواء ينيف عاشور، بشأن القواعد لاقرار الأهداف للهجوم الجوي. عمليا، هذا مثابة امتداد للجدال الأساسي هذا بين المدرستين في هيئة الأركان. 

المثير للاهتمام هو أن القرار الذي اتخذه الكابنت المصغر هذا الأسبوع، بتوصية وحث نتنياهو، يشكل عمليا حلا وسطا بين المدرستين المهنيتين العسكريتين. فقد تقرر التوجه الى المفاوضات على صفقة شاملة وليس جزئية. وان تجري المفاوضات تحت النار بما في ذلك احتلال غزة، اذا أصرت حماس على رفضها. المنحى العسكري هو الذي أوصى به رئيس الأركان – استعدادات إنسانية وعسكرية تجري منذ الان، بعد ذلك اخلاء السكان، بعده حصار ولاحقا مناورة الى مراكز المقاومة في داخل المدينة. ليس صدفة ان رئيس الأركان يسمي هذا المنحى “عربات جدعون 2”. فالاختلاف بين المنحى الذي اقترحه رئيس الأركان وما ينفذ الان هو أساسا في الجدول الزمني الذي يطلب نتنياهو تقصيره وبذلك يؤيد أناس المدرسة الكفاحية اكثر في هيئة الأركان. بالمناسبة، نتنياهو يفعل هذا ليس لاعتبارات عسكرية بل لانه يخاف من ترامب. 

الالوية الذي يطالبون باحتلال غزة الان، يعززون موقف نتنياهو في سعيه الى ذلك في انهم يدعون بان المعلومات الاستخبارية التي في أيدينا جيدة بما يكفي والوسائل الأخرى التي نتخذها هي أيضا ناجعة لاجل منع الإصابة بالمخطوفين الاحياء الذين يوجدون في غزة والذين على حد نهجهم ستحافظ حماس عليهم لانهم الذخر الوحيد المتبقي لها في الوضع الحالي. 

حسب العرف والقانون العسكريين فان رئيس الأركان هو صاحب القرار الأخير. قراره يلزم كل الجيش وموقفه، كما يعرضه على المستوى السياسي او على الجمهور هو موقف الجيش كله. لكن الالوية الذين يتبنون الرأي الاخر المختلف عن رأي رئيس الأركان حتى بعد قرار الكابنت، لا يتنازلون بسهولة ويضغطون بطرق مختلفة لتنفيذ نهجهم.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى