ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: حماس لا تسارع الى الصفقة

يديعوت احرونوت – آفي يسسخروف – 24/7/2025 حماس لا تسارع الى الصفقة

حسب التقارير المختلفة التي تأتي من جهة قطر ومصر يبدو أن قيادة حماس لا تسارع الى الصفقة، وبالتأكيد ليس في صيغتها الجزئية. حماس هي الان الجهة المركزية التي تعرقل الوصول الى صفقة تتضمن 10 مخطوفين احياء خلال 60 يوما من وقف النار.

فقد طرحت المنظمة جملة شروط تصعب جدا انهاء الصفقة وذلك رغم ان إسرائيل بثت في الأيام الأخيرة تفاؤلا عظيما، ولا سيما في ضوء حقيقة ان رئيس الوزراء نفسه شطب على ما يبدو بعضا من الشروط الإسرائيلية للصفقة، مثل استمرار السيطرة في محور موراغ. 

فضلا عن الفشل في الوصول الى اتفاق، في حماس يرون في النجاة كانجاز، انجاز يؤدي بإسرائيل الى مزيد من التنازلات. وذلك رغم أن غزة في الخرائب والجمهور الغزي يعاني ليس فقط من الدمار الهائل، القتلى والجرحى بل ومن الجوع أيضا. في إسرائيل ربما يحاولون التنكر لحقيقة أنه توجد مشكلة غذاء عسيرة في القطاع لكن الصور التي حتى الناطق العسكري اطلقها للنشر فان مئات الفلسطينيين يهاجمون شاحنات الغذاء، في ظل تعريض حياتهم للخطر، مما يدل على حجم الضائقة في غزة. وبالفعل هذه الضائقة تصبح اشد من يوم الى يوم. لكن حماس في موديل 2025 لا تعني ضائقة السكان الغزيين لها مشكلة، بل العكس – في نظر المنظمة المتطرفة، هذا يخلق لها ميزة ومجال مناورة. وهذا لان الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب يتزايد والكراهية بين الفلسطينيين تجاه إسرائيل ترتفع فقط وفي إسرائيل نفسها أيضا، الثمن الذي لا يطاق للقتال دون تحرير المخطوفين او تقويض حماس، جعل هذه الحرب في نظر الكثيرين حربا تجري الان من أجل استمرار البقاء السياسي لرجل واحد – هو بنيامين نتنياهو. 

وهكذا، تواصل حماس العمل كحماس، لا تتراجع، لا تستسلم، لا تساوم بل تواصل فقط استنزاف أبناء شعبها وتجويعهم. الصور الأخيرة لنشطاء حماس في الانفاق يأكلون كل ما تتناوله أيديهم، توضح كم حماس انقطعت عن شعبها ولم يعد يهمها موقف الجمهور. الجوع لا يهدد حماس بل العكس، المنظمة تسيطر على شاحنات المساعدات المختلفة التي تبعثها الأمم المتحدة الى قطاع غزة وتوفر الغذاء لنشطائها. كما ان المناورة العسكرية الحالية تتيح لحماس مواصلة العمل في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش، أي في مدينة غزة ومخيمات الوسط. بقدر كبير فان حماس تخلت عن نهجها كحركة شعبية ترغب في كسب ود الناس. حماس في واقع الحال تقول لجمهورها – اصبروا، هذا فقط سيجلب خير اكبر لنا جميعا. كما أن “الإنجازات” التي تسجلها حماس لنفسها، أي عدد المصابين العالي نسبيا بين جنود الجيش تشجعها على المواصلة. بين هذا وذاك يبدو واضحا النهج المتطرف لعز الدين الحداد رئيس الذراع العسكري، الذي يرفض الحلول الوسط من جانب قيادة حماس في الخارج.

لشدة الأسف، صورة مرآة القطيعة بين حماس والجمهور الغزي تنعكس جيدا في إسرائيل أيضا. حزب الليكود اتخذ امس خطوة أخرى تجسد كم هو منقطع عن الجمهور الإسرائيلي وحتى عن جمهور مصوتيه هو نفسه. فتنحية ادلشتاين وانتخاب بوعز بسموت يجسد كم بعيدا مستعد نتنياهو أن يسير كي يضمن استمرار حكم الليكود حتى بثمن فقدان الجمهور. 

لكن في ضوء الخسارة المتوقعة لنتنياهو والليكود في الانتخابات التالية في تشرين الثاني 2026 يثور الاشتباه فيما ا ذا كانت هذه الانتخابات ستجرى: مشكوك أن يسمح نتنياهو ورفاقه لهذه الانتخابات ان تجرى بانتظام، دون محاولة تأجيلها او تغيير قواعد الانتخابات (تخفيض نسبة الحسم كي يدخل سموتريتش الى الكنيست أو شطب الأحزاب العربية. قد يبدو هذا تآمريا جدا – لكن من كان يتصور ان يقيل نتنياهو رئيس لجنة من الليكود فقط كي يعفي مزيدا من الحريديم من الخدمة في زمن حرب لا تزال تعربد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى