ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: حماس تقف على أرجلها

يديعوت احرونوت 26/1/2025، آفي يسسخروف: حماس تقف على أرجلها

نوعاما، ليري، كارينا ودانييل، عدن امس في ساعة طيبة الى بيوتهن بصحة وعافية. هذه كانت لحظات مؤثرة دفعت كل من شاهد البنات يعدن الى إسرائيل الى البكاء وذرف الدموع. “ساحميكي”، وعد أبو نوعاما ليفي ويوني، ابنته بعد أن فشلت الدولة والجيش في ذلك. 477 يوما في الاسر، ولا يزال، حين صعدت البنات الى المنصة في مركز غزة نجحن في ان يرفعن الايادي ويظهرن بطولة وقوة. هذه لحظات كل إسرائيلي بصفته هذه يفرح لها، كل إسرائيلي شعر حتى بالعزة إذ فهم ما هو التكافل المتبادل. 

الحدث الذي نظمته حماس، اخراج استثنائي على مستوى غزي، قبيل تحرير المجندات الأربعة، يوضح أيضا الثمن الباهظ الذي تدفعه دولة إسرائيل في هذه الصفقة. فضلا عن ذلك يشهد على نية حماس البقاء في الحكم في غزة ونجاحها في ذلك. ليس فقط كمنظمة عسكرية بل كصاحب السيادة في القطاع. في كل اعمالها امس، جسدت حماس كم هي مصممة على أن تنتزع الحد الأقصى من صفقة المخطوفين كي تبقى في الحكم رغم أنها قالت في اثناء اشهر الحرب انها ستكون مستعدة للتخلي على الحكم المدني في القطاع. 

بدأ هذا في الفيلم المستثمر فيه الذي يوثق المجندات الأربعة يتكلمن العربية يشكرن زعما نشطاء عز الدين القسام الذين حموهن”. كل واحدة منهن تقول جملة بالعربية تثني على نشطاء حماس الذين حموا المجندات، ربما لاجل الاثبات للعالم العربي وللعالم كله بان حماس “إنسانية”. وتواصل هذا بالطبع في استعراض القوة المبهر، مع عشرات المسلحين مع الأشرطة الخضراء ممن يظهرون حوكمة وقوة. كل اعمال منظمة الإرهاب كانت لان تثبت لسكان القطاع وللفلسطينيين كلهم، بانه رغم الكارثة التي شهدها قطاع غزة حماس باقية.

الى هذا بالطبع ينبغي أن تضاف الصور الصعبة لكل عين إسرائيلية، صور سجناء امنيين فلسطينيين محررين في ارجاء الضفة الغربية الى جانب جمهور فرح وهاتف لحماس ولذراعها العسكري. في كل يوم يمر ستكسب المنظمة مزيدا من النقاط في الجمهور الفلسطيني، ولشدة المفارقة، بالذات في أوساط سكان الضفة الغربية، وبقدر اقل في اوساط الغزيين الذين يفهمون جيدا الثمن الذي دفعه كل واحد منهم في صالح هذه الاستعراضات.

ينبغي التشديد: نجاح المنظمة في البقاء السلطوي في غزة ليس دليلا على فشل الجيش الإسرائيلي بل على فشل من كان يفترض أن يترجم الانجازات العسكرية الى إنجازات سياسية – المستوى السياسي. فقد امتنعت الحكومة عن قصد عن البحث في مسألة اليوم التالي في غزة وإمكانية نشوء جسم يحل سلطويا محل حماس في القطاع.

في هذه الاثناء تواصل حماس السير على حبل رفيع على نحو خاص من حيث الإيفاء بدورها في الصفقة. فقد امتنعت عن تحرير أربيل يهود يوم امس لكنها تدعي بانها على قيد الحياة وستحررها الأسبوع القادم. هذا الخرق للاتفاق لا ينبغي أن تفاجيء أحدا. حماس ستواصل خرق الاتفاقات التي توصلت اليه الأطراف حيث تمدد وقف النار قدر الإمكان. الرد الإسرائيلي لم يتأخر والجيش منع تنقل السكان الفلسطينيين الى شمال القطاع الى ما بعد محور نتساريم. فهذه الخطوة المؤلمة جدا لحماس أخرت على ما يبدو تنفيذ تعهد حماس بان تنشر امس حتى منتصف الليل الاعداد الدقيقة للاحياء والاموات من بين المرشحين للتحرير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى