يديعوت احرونوت: حرية التعبير في إسرائيل في مهب الريح وهذه براعم الفاشية

يديعوت احرونوت 14/10/2024، عيناب شيف: حرية التعبير في إسرائيل في مهب الريح وهذه براعم الفاشية
بعد أربعة أيام فقط من مذبحة 7 أكتوبر شرع الوزير ايتمار بن غفير في حملة لاثارة الخواطر في المجتمع العربي. “وجهت تعليماتي للمفتش العام للاستعداد لسيناريو “حارس الاسوار 2″، قال الوزير في الوقت الذي كانت الدولة كلها ومنها كثيرون وكثيرات من الوسط العربي تعيش صدمة وقلق. بن غفير، كما هو معروف لا يخاف “السيناريو” الذي تعمل فيه عصابات من المشاغبين بعنف ضد اليهود في داخل المدن المختلطة مثلما حصل بالفعل لشدة الرعب في 2021: بل هو يتوق له ويحلم به.
بعد سنة باتت الشرطة خاضعة للعقل المشوه والظلامي لبن غفير وبالتوازي فاشلة تماما في المجتمع العربي – حيث يحتاجونها حقا: الحوكمة، كلمة السحر التي جلبت لبن غفير غير قليل من المقاعد؛ تخفيض معطيات الجريمة المعربدة؛ وإعادة إحساس الامن في الشوارع. بعد العملية في الخضيرة الأسبوع الماضي، اتهم المفتش العام الشباك بالفشل: “عندما يخرج مخرب من المناطق فهذا بالتأكيد ليس غطاءاً استخباريا لنا. انه الشباك الذي يفترض به أن يمنع هذا”. لعل الفريق داني ليفي لا يعرف ان ام الفحم، حيث خرج المخرب احمد جبارين، توجد في أراضي إسرائيل. لا بأس: من بين جملة بنود انعدام اهليته للمنصب، عدم معرفته بالجغرافيا هو أمر هامشي نسبيا.
ما تبقى لبن غفير وشرطة إسرائيل (المتقاعدة) هو ان تتنمر على من يمكن أن تتنمر عليه. مثلا المعلمة انتصار حجازي، التي نشر شريط رقصها على التيك توك في 7 أكتوبر 2023 من جديد واصبح قضية جنائية. اعتقالها المهين، بمن في ذلك نشر صورتها وهي مقيدة ومعصوبة العينين بقطعة قماش، ليس متوازنا باي شكل مع شبهات كل صوص رقمي مبتدىء كان سيشكك بها، ومن هنا كل هدفه كان لمتعاطي المخدرات بن غفير وعصبته المعيبة في وزارة التعليم حقنة المخدرات لهم: اعجابات من القاعدة السياسية في الشبكات، اهتمام اعلامي ونقل رسالة لكل عربي وعربية بصفتهم هذه بان حقوق المواطن الأساسية لديهم هي جثة هامدة.
بعد أن اطلق سراح حجازي من المعتقل في ظلمة الليل قبل الوقت الذي حددته المحكمة (بقرار غريب وجدير بالنقد بحد ذاته)، روت ما مر عليها هناك. من هذا أيضا يمكن لبن غفير والشرطة أن يكونوا راضين: احتمال أن يدفع افراد الشرطة الذين هزأوا بها ونقلوا بها عبثا ثمنا على ذلك يشبه احتمال ان تتوقف منظمات الجريمة في الوسط العربي عن الاحتفال بتعيين الوزير الأسوأ في تاريخ المؤسسة الوزارية. بالمقابل فان مواطنين ومواطنات هادئين فهموا بان الجهاز الذي يفترض به ان يحميهم لن يتخلى عن أي فرصة للتنكيل بهم اذا ما رغب الوزير في ذلك.
وعندما يضاف الى هذا أيضا الغاء بث الفيلم الوثائقي “اللد” في مسرح في يافا بناء على طلب وزير الثقافة في ظل استناد الشرطة الى مادة قانونية من العام 1927 (!) بل وتطالب بان تشاهده مسبقا كي تفحص اهليته. تنشأ صورة واضحة: حرية التعبير في إسرائيل التي بكل الأحوال مكانتها المتهالكة تستند الى قرارات محكمة العدل العليا، هي في أيدي الشرطة التي هي في ايدي السياسيين.
المتضررون الأوائل، كالمعتاد، هم العرب مواطنو إسرائيل ممن لا يستوفون مقاييس يوسف حداد. فاذا لم يكونوا وفروا بضاعة حارس الاسوار 2، فيمكن دفعهم الى هناك بواسطة تذكير من لابسي البزات الزرقاء بانهم لا شيء وبالتأكيد عندما تكون تدوي المدافع. التالون في الطابور على أي حال سيكونون اليهود الذين لا يجتازون اختبار القناة 14. وهكذا نرى أنه تزدهر في إسرائيل الفاشية أيضا.