ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: حرب نتنياهو

يديعوت احرونوت 27/8/2024، سيفر بلوتسكرحرب نتنياهو

“أريد أن أقول لكم ما الذي يشغلني. أنشغل في أمر هو انني أريد أن امنع إبادة هذه الدولة… الامر الأكبر الذي حصل لنا (مؤخرا): نحن نفهم ان لإيران خطة لابادتنا – لاحتلال الدولة، لالقاء نار لظى علينا وابادتنا. هذه ليست فكرة، هذه خطة. هم يريدون ان يجروا اجتياحات متناسقة من المناطق التي اخليناها، وسلمناهم إياها. الامر الإضافي، بالطبع هو امطارنا بنار لظى الصواريخ. الاف الصواريخ”. 

في هذه الفقرات، التي قيلت الأسبوع الماضي في لقاء بين رئيس الوزراء نتنياهو وبين الناجين من أسر حماس وعائلات المخطوفين واذيعت في القناة 12 انكشف فكره العميق. انكشف المفهوم الجديد الذي يشرح، بقدر كبير سلوكه في المراحل الأخيرة من حرب السيوف الحديدية. من ناحية نتنياهو هذه ليست جولة قتال أخرى – وحشية وطويلة – بيننا وبين الفلسطينيين، مثل الانتفاضات والحملات في غزة وبالتأكيد ليست مواجهة أخرى مع دول مجاورة معادية مثلما في 1967 و1973. السيوف الحديدية، يشرح نتنياهو للناجين ولعائلات المخطوفين، هي حرب الوجود المطلقة لإسرائيل، التي هدفها احباط الخطة الإيرانية لابادة إسرائيل وقتل سكانها اليهود. 

يدور الحديث عن خطة عملية، يشدد بيبي في أقواله، وليس عن فكرة مبسطة: “يوجد امر كهذا، خطة لابادة إسرائيل. هذا يتبين لنا ولم يكن واضحا من قبل. كل وجود الدولة، وجود نير عوز المتجدد، وجود بيري، وجود تل ابيب، وجود طبريا، وجود حيفا، كله موضع علامة استفهام. انا أقول لكم الحقيقة. الان نحن ملزمون بان نتعاطى مع هذا التهديد ونحتاج لان نقاتل ضده”. 

أمام التهديد الوجودي الملموس، تبدو الصفقة لتحرير المخطوفين كموضوع ثانوي. بيبي يصيغ هذه الرسالة بوضوح: “ايران تخطط لتصفيتنا، حزب الله يخطط لتصفيتنا، هذا طوق من حولنا. ونحن نتحدث فقط عن الصفقة. اذا عقدنا صفقة – كل شيء سيحل، ايران ستتوقف عن التهديد وما شابه وغيره. اقوال هاذية. ببساطة هاذية. لا توجد كلمة أخرى”.

نتنياهو لا يرد ردا باتا كل صفقة ممكنة. هو حتى مستعد لان يساوم ويلين في غير قليل من النقاط. لكنه نعم يرد صفقة يفسرها كهزيمة. “نحن لا نسير كالقطيع الى الذبح”، هو يعلن ويقول اننا “لا نسير الى صفقة مخطوفين على حساب هزيمة واسعة لإسرائيل”. هزيمة واسعة (وهو لا يفصل عناصرها) برأيه تعظم وتقرب تهديد الإبادة الذي يحوم فوق رؤوسنا. 

منع محرقة جديدة – هذا هو الهدف الأعلى للحرب. هدف لم يطرح لاقرار الحكومة ومع ذلك يحدد هكذا من قبل رئيس الوزراء استنادا – على حد قوله – الى وجود خطة إيرانية مفصلة لتصفية إسرائيل. مباشرة من خلال “عشرات الاف الصواريخ” وبشكل غير مباشر من خلال فروع الإرهاب التي تهاجم من مناطق “سلمتها” حكومات إسرائيل في الماضي (بغبائها وتسيبها). من قطاع غزة، مثلا.

أقوال نتنياهو تقشعر لها الابدان. فهي تكشف مزاجا متكدرا وخانقا ساد في منزل رئيس الوزراء وفي محيطه: الإبادة في الأفق. بأفضل علمي، هذا المفهوم للمحرقة رقم 2 في الطريق لا يقوم على أساس حقائق/ او مكتشفات جديدة؛ الموقف الأساس لنظام آيات الله في طهران لم يتغير منذ ما لا يقل عن عقدين في اتجاه حرب إبادة مبادرة ضد إسرائيل. هناك من يعتقد ان العكس هو الصحيح، على الأقل من موعد تغيير الرئاسة هناك في 2024. 

ان رؤية الحرب ليس كجهد إسرائيلي مركز وعادل لتقويض القوة العسكرية والسلطوية لمنظمة إرهاب فلسطينية إسلامية متطرفة بل كمعركة على مجرد وجود دولة إسرائيل الصهيونية، تغير الرواية الوطنية وجوهر الاستراتيجية السياسية – الأمنية لدينا. يجدر أن تكون بالتالي مسنودة الى حقائق صلبة وليس فقط على مشاعر وتحليلات. الاستناد الى احاسيس البطن سبق أن أدى الى كارثة 7 أكتوبر 2023. وهاكم مادة أخرى للتذكير: نتنياهو يشهد على نفسه كمن ينشغل ليل نهار في احباط خطة إبادة إيرانية. هو مقتنع بانه لا يوجد سياسي إسرائيلي يمكنه ان يحل محله في هذا المنصب المصيري، على كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى أيضا بالنسبة لاستمرار ولايته في رئاسة الوزراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى