يديعوت احرونوت: ثورة آخرين

يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع – 18/7/2025 ثورة آخرين
يوم الأربعاء الماضي التقيت في هضبة الجولان مع من درج على تسميته “مصدر عسكري كبير”. تحدثنا عن وضعنا في سوريا. ماذا يحصل مع الدروز، سألته. تنفس الصعداء وقال هذه ISSUE (قضية). وصف سلسلة من الاحداث بدايتها صدام بين دروز وجهاديين في جرمانة، ضاحية في دمشق مختلطة السكان. من تبادل الضربات انتقلوا الى اطلاق النار، من جرحى الى قتلى. شيء ما بين حرب عصابات وحرب ميليشيات. يتوصلون الى وقف نار وعلى الفور يخرقونه. الى الحرب الطائفية دخل عنصر دين، بعد أن نشر شريط ظهر فيه شيخ درزي يشتم محمد. الشريط على ما يبدو زائف. لكن المصلحة حقيقية.
ما قاله وما لم يقله عكس انعدام الراحة: لإسرائيل توجد مصلحة في حكم مستقر في سوريا، قوي في الداخل وضعيف في الخارج، في اتفاق على ترتيبات امنية، في تجريد الجنوب السوري من السلاح. ما لنا وللقصة الدرزية هذه. الواقع الجديد في لبنان وفي سوريا هو الإنجاز الأكبر للجيش الإسرائيلي في الحرب. لماذا التخريب.
ما بالك أيضا بان بؤرة الازمة، جبل الدروز، المحافظة التي يعيش فيها نحو نصف مليون من أبناء الطائفة، على مسافة 80 كيلو متر من هضبة الجولان: المسافة تضع في الشك الادعاء الإسرائيلي بضرورة التجريد؛ فما بالك ان الجيش الإسرائيلي متوتر حتى اقصى مدى: اول امس تقرر نقل لواء المظليين الى هضبة الجولان، مباشرة من غزة.
في غضون أربعة أيام كل شيء تشوش. بدو ذبحوا دروزا في السويداء، في جبل الدروز؛ الف شاب إسرائيلي من القرى الدرزية في الجليل اقتحموا الجدار الحدودي، في مظاهرة جسدت تضامنهم مع أبناء طائفتهم في سوريا وغياب الحوكمة بإسرائيل في الجولان؛ قافلة من الجهاديين نزلت من دمشق جنوبا، الى السويداء. سلاح الجو قصف 200 هدف في سوريا، معظمها اهداف عسكرية لا صلة لها بالشقاق السوري الداخلي. “إشارات”، اسمى هذا وزير الدفاع كاتس وعلى الفور حذر بانه لن يكون مزيد من الإشارات – ستكون حرب حقيقية. نتنياهو وكاتس نشرا بيانا مشتركا برر التدخل العسكري في سوريا بـ “حلف الاخوة العميق مع الدروز في إسرائيل”. عندما يلوح أولئك الذين اختلقوا قانون القومية بحلف الاخوة فان رائحة التزييف تصل بعيدا. لإسرائيل توجد مصالح امنية مشروعة في سوريا: من الأفضل التركيز عليها. العلاقات بين حكومة إسرائيل والدروز في سوريا تذكر بالعلاقات بين الحوثيين في اليمن والفلسطينيين في غزة: في افضل الأحوال هذا حلف اخوة باثر رجعي.
الخاسر الأكبر
لماذا يعودون ليقتلوا الواحد الاخر، سألت البروفيسور ايتمار رابينوفيتش. سوريا هي مجال تخصصه: ضمن أمور أخرى ترأس في التسعينيات المفاوضات مع سوريا الأسد. في الأسابيع القادمة ستنشر دار النشر عام عوفيد كتابه (الى جانب د. كرميت برنسي) “الهزة السورية” الذي يصف ما مر على الدولة من الحرب الاهلية حتى اليوم.
قال رابينوفيتش انه “في المستوى العميق فان السنة المحافظين والمتفرقين لا ينظرون الى الدروز والى العلويين كمسلمين. يرون فيهم طوائف خرجت عن الإسلام، كفار. هذا جانب واحد من المواجهة.
“الجانب الاخر سياسي: الشرع، الرئيس يريد أن يحكم سوريا واحدة، مركزية. يريد أن يدخل جنود الميليشيات الطائفية الى الجيش ويلحقهم بالدولة. الدروز والاكراد يريدون الإبقاء على قوتهم كحكم ذاتي مسلح.
“اقدر ان في جنوب سوريا يعمل عملاء ايران وحزب الله على افشال الشرع ونظامه. فهم يشجعون البدو في منطقة درعا على الصدام مع الدروز في السويداء، جبل الدروز”.
هل الشرع يتحكم برجاله، سألت.
“يتبين أن لا”، أجاب. “الامريكيون سمحوا له بان يدخل 3500 اجنبي الى جيشه، من خريجي ميليشيات جهادية. معظمهم من القوقاز. خليط عظيم. العنصر الذي وصل الى السويداء كان منفلتا على نحو خاص. قتلوا بل واهانوا. في هذه الاثناء فان الخاسر الأكبر هو الشرع”.
ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفعله، سألت.
“ان تساعد النظام والدروز على ترتيبات العلاقات بينهما”، قال. “كلما قصفنا اكثر، نبعد إمكانية ان نصل الى تسوية مع النظام. “حكومة إسرائيل تعمل بانعدام تفكر. رئيس الوزراء والوزراء يتحدثون اكثر مما ينبغي. هم يقعون في خطيئة تمزج جنون الاضطهاد في إحساس القوة: 7 أكتوبر تسبب بجنون اضطهاد؛ الإنجازات تجاه حزب الله وايران تتسبب لهم بالتفكير بان القوة هي الجواب وليس الدبلوماسية.
“لإسرائيل، للولايات المتحدة ولتركيا توجد مصلحة مشتركة – التهدئة. ترامب الذي اصبح مؤيدا للشرع، ينبغي أن يشعر بالحرج.
“هم يتخلون عنا”
مساء أول أمس دعي بعض من رؤساء الطائفة الدرزي الى لقاء عاجل مع نائب رئيس الأركان تمير يداعي، قائد المنطقة الشمالية اوري غوردن وكبار مسؤولي الشباك. رئيس مجلس دالية الكرمل رفيق حلبي خرج من اللقاء خائب الامل. هل صحيح أن الجيش انجر بخلاف ارادته الى هذه القصة، سألت. “انت دقيق”، قال حلبي. “الجيش لا يعرف ما يفعله. احد في الحكومة لا يعرف ما يفعله. احد المدعويين همس لي بالعربية في اثناء اللقاء، هم يتخلون عنا. هو محق”. اشرح لي، طلبت، ما الذي يدعو الدروز في إسرائيل لان يتدخلوا جسديا في حرب داخلية في سوريا. جوابه فاجأني.
“توجد الان يقظة للدروز في كل الشرق الأوسط”، قال. “يدور الحديث عن ثورة: أقلية تقرر رفع الرأس. دروز في إسرائيل يتحدثون كل الوقت مع دروز في لبنان وفي سوريا. هم مصدومون مما يفعلونه هناك”.
ما هو مكان موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، في هذه اليقظة، سألت.
“طريف يريد أن يكون زعيما درزيا إقليميا”، قال. “القصة معقدة: حكومة إسرائيل تستخدم طريف لتحقيق مصالحها، وهو يستخدمها لتحقيق مصلحته”.
قبل بضعة اشهر، قلت، جلب طريف اكثر من 100 شيخ درزي من كل سوريا الى النبي شعيب، الموقع المقدس للطائفة. جاءوا في زيارة مغطاة إعلاميا وبعد ذلك لزيارة أخرى. في القرى الدرزية في هضبة الجولان لم يستطيبوا الضجيج، لم يستطيبوا الرعاية التي يفرضها الدروز في الجليل على الدروز في سوريا.
“انت تدخل الى الخصام الداخلي في الطائفة”، قال حلبي. “هذا ليس الأساس. زيارات الشيوخ في إسرائيل كانت مناورة من جهة إسرائيلية لكسب معقل في سوريا”.
نحن كسبنا معقلا في سوريا وهم كسبوا معقلا فيها، فكرت. تذكرت قصة الغرام المأساوية التي ادارتها إسرائيل مع المسيحيين في لبنان. ماذا تطلب من إسرائيل ان تفعله، سألت.
“على مدى كل الأسبوع نتنياهو جر الارجل”، قال حلبي. “على الجيش الإسرائيلي ان يقصف اكثر. لا ان يدمر ثلاث دبابات – ان يدمر كل الدبابات. على الشرع ان يفهم بان الدروز أقوياء”.