ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت – بقلم عوفر شيلح – التصعيد في غزة ..!

يديعوت – بقلم  عوفر شيلح – 23/8/2021

” الحكومة الحالية مثل الحكومة السابقة تخلد الوضع في غزة، ومع أنها تعرف اين الحل الا انها تواصل دحرجة المسؤولية الى الامام دون أن تتخذ القرار الصائب “.

للامريكيين تعبير صائب، “ركل علبة الصفيح على الطريق”، ومعناه تأجيل المشكلة، بمعنى أن تأجيل المشكلة هو كعلبة الصفيح الفارغة التي تتكاسل عن رفعها والقائها في القمامة وتفضل دحرجتها الى الامام، على أن يعالج هذا الامر احد آخر. ينشأ انطباع ان هذه هي سياسة الحكومة الحالية في شؤون الامن، ابتداء من القرارات الاشكالية التي اتخذتها امس في مواضيع التجنيد والقوى البشرية والتي ستكلف الجيش والمجتمع الاسرائيلي باهظا، وحتى موضوع غزة. 

“تغيير السياسة” الموعود من حكومة التغيير في القطاع لم يصمد حتى ولا شهر. مرة اخرى يرشون حماس كي يشتروا بعض الهدوء (ولكنهم يستثمرون في المظاهر، حيث أن المال لن ينقل بالحقائب)؛ مرة اخرى يتحدثون عاليا عاليا عن “حكم البالون كحكم الصاروخ”، ولكن لا يخرجون ردا على النار على مقاتل من الجيش الاسرائيلي، ومرى اخرى يتعلقون بالخطاب الفارغ عن الاسرى والمفقودين لاجل تبرير تخليد الوضع.

 توجد ثلاثة طرق لمعالجة الدمل الغزي: 1. احتلال القطاع واسقاط حماس، الامر الذي قلة فقط يؤمنون به. وبالاساس لان ليس لاحد جواب ماذا سيكون في اليوم  التالي. 2. استمرار الوضع القائم والذي معناه ليس فقط أن حماس هي التي تقرر متى تطلق النار والى اين، بل وايضا يقين في التدهور مرى كل بضعة اشهر، يمارس في حينه مرة اخرى قوة لا غاية لها ونروي لانفسنا اننا انتصرنا. ويوجد طريق لم يجرب بعد: خلق ثمن خسارة حقيقية لسكان غزة الذين يعيشون في واقع لا يطاق من الفقر، مياه غير مناسبة للشرب وكهرباء فقط لبضع ساعات في اليوم. السماح باستثمارات حقيقية في القطاع ومكافحة تعاظم قوة حماس                      بطرق اكثر ذكاء من الضغط الاقتصادي العام الذي لم يجدِ في الماضي – وبالتأكيد لا يجدي اليوم حين تهرب عبر سيناء الى غزة وسائل قتالية ومواد الانتاج. هكذا يكون واضحا للغزيين بان ما يقف بينهم وبين الحياة الافضل هي عدوانية حماس تجاه اسرائيل، ولعله ينشأ اسفين بينهم وبين منظمة الارهاب التي تتحكم بحياتهم. 

باستثناء أن هذا يتطلب تعمقا وشجاعة، الامرين اللذين لا يوجدان لمعظم حكومات اسرائيل، وبالتأكيد ليس للحالية. يوجد فيها اناس عومر بارليف مثلا، ممن يعرفون الحقيقة بل ويقولونها، ولكن عندما يصل هذا الى القرارات تكون قصة اخرى تماما.

من المريح اكثر بكثير التعلق بالقول ان “كل تسوية هامة ستكون متعلقة بمسألة الاسرى والمفقودين” والذي هو سخافة تامة. اذا كان تحسين الحياة في غزة وخلق ثمن خسارة لحماس والسكان هو مصلحة اسرائيلية، فمحظور تعليقه بالمسألة الانسانية لاعادة جثماني الجنديي والمواطنين الحيين. اذا كان هذا لا يجدي مصلحتنا فمحظور عمله باي ثمن. ولكن هذا نوع من الكلام الذي يبدو جميلا وقيميا ولكنهم يقولونه عندما لا يكون هناك شيء افضل يقال.

حتى انه لركل علبة الصفيح يوجد ثمن، وليس فقط في ان حماس هي التي تتحكم عمليا بحياة سكان غلاف غزة. معنى السياسة القائمة، في عهد نتنياهو مثلما في عهد بينيت هي تعزيز حماس في مقابل السلطة الفلسطينية. وذلك لاننا مع من يطلقون النار علينا نجري اتصالات وننقل لهم المال، ومع من يعرضون الارهاب نحن لا نجري مفاوضات ونتحدث بالغرامات. لدى نتنياهو كانت هذه ايديولوجيا، غير معلنة لانه لم يرغب في أن يقول لسكان الغلاف بانهم رهائن لاجل تخليد السيطرة في المناطق ولكنها واضحة من افعاله. لدى هذه الحكومة هذه ايديولوجيا ايضا: ايديولوجيا ركل علبة الصفيح. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى