ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت – بقلم اليكس فيشمان – محور منسق ..!

يديعوت– بقلم  اليكس فيشمان – 1/11/2021

” لاسرائيل وروسيا مصلحة مشتركة مماثلة في سوريا وهي اضعاف النفوذ الايراني كشرط  لاعادة بناء سوريا “.

في الوقت الذي سقطت فيه حسب تقارير في سوريا صواريخ أرض أرض اسرائيلية قبل ظهر يوم السبت على ما وصفته محافل معارضة سورية كمخازن سلاح ايرانية في مناطق دمس وقصية جنوب شرق دمشق اطلقت طائرات قتالية روسية صواريخ نحو نشطاء معارضة في بلدة مجاورة من مدينة حلب. دولتان تهاجمان بالتوازي اهدافا تهدد مصالحهما على ارض دولة ثالثة. وكل هذا يحصل بعد نحو اسبوع من لقاء عقد بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اذا لم يكن هذا تنسيق وتعاون استراتيجي، فماذا هو؟ 

في الاشهر الاخيرة – حسب منشورات المعارضة السورية – شددت اسرائيل اعمالها في سوريا. فلئن كان بلغ في 2020 عن نحو 400 صاروخ وقذيفة ذكية اطلقتها اسرائيل نحو الدولة المجاورة ففي 2021 سجل حتى الان ارتفاع باكثر من 25 في المئة في حجم السلاح الذي سقط هناك، والسنة لم تنتهي بعد. 

أما حجم النشاط الايراني في سوريا، بالمقابل، فلم يتغير بشكل دراماتيكي، الامر الذي لم يلزم، ظاهرا، اسرائيل برفع الوتيرة. فكمية الاهداف الايرانية في سوريا هبطت بشكل جوهري منذ قبل سنة. التواجد الايراني في سوريا، بما في ذلك الميليشيات المؤيدة لايران هبطت بنحو 50 في المئة (وان كانت نوعية وكمية الوسائل القتالية التي ادخلتها طهران الى سوريا تغيرت في طالح اسرائيل).

بالمقابل، وزير الدفاع هو الشخص نفسه والاستراتيجية هي الاستراتيجية اياها– ادارة معركة ما بين الحروب تجاه التموضع الايراني دون حافة الحرب. ولكن عندما ترفع وتيرة الهجمات، فان الاحتمال للخطأ في أن يتم تجاوز حافة الحرب يزداد. وبالتالي لماذا رفعت اسرائيل الوتيرة؟

ان التغيير الذي طرأ في الاشهر الاخيرة  لم يكن في ايران او في  اسرائيل بل في السياسة الروسية في سوريا. فليس صدفة ان طلب  بوتين رؤية بينيت في نهاية الاسبوع الماضي. لقد توصل الروس الى الاستنتاج بانه من اجل تعزيز النظام في دمشق – ما سيضمن استمرار سيطرتهم في المنطقة – فانه يحتاجون لان يفتحوا سوريا للعالم الواسع ويحرروها من العزلة التي تمنع بدء اعادة بنائها. حتى الان قضت الاستراتيجية الروسية: بداية تحرير الاراضي وبعد ذلك اعادة البناء. اما الان فهم يسعون قبل كل شيء الى جني الثمار السياسية والاقتصادية لتواجدهم في سوريا. والشرط لذلك هو تعزيز مكانة الرئيس الاسد وبدء اعادة البناء.

قبل أربعة ايام من دخول بينيت الى فيلا بوتين في سوتشي نظم الروس لقاء سابقة وافق فيها مندوبو النظام السوري على ان يجلسوا لاول مرة امام مندوبي  المعارضة وان يجروا بحثا حول صياغة اصلاحات دستورية برعاية الامم المتحدة. لم يقع هذا اللقاء في فراغ. فبالمقابل تلقى النظام السوري تحسينا في علاقاته مع دول الخليج – اتحاد الامارات، البحرين وعُمان – التي اعادت فتح سفاراتها في دمشق. وفتح الاردنيون معابر الحدود مع سوريا دون أن يعارض الامريكيون الذين يفرضون عقوبات على سوريا. 

يمارس الروس ضغطا على الاسد كي يسمح  سلوكه بفتح ابواب اخرى الى العالم. واضعاف النفوذ الايراني على نظامه هو احد الشروط اللازمة لفتح هذه الابواب. وهنا توجد لاسرائيل وروسيا مصلحة مشتركة. فالروس يشرحون لنا ايضا بان الاسد بدأ يتعب من التعلق بايران التي تجعل ترميم سوريا صعبا وبالتالي فان اسرائيل ستضغط ليس فقط على الايرانيين بل وعلى الاسد ايضا، من خلال المس بسيادته كي تساعده على أن يقرر ان ليس مجديا له مواصلة الالتصاق بالايرانيين. 

هكذا تجد اسرائيل وروسيا نفسيهما في جانب المتراس ذاته – الى أن يقرر الروس خلاف ذلك. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى