ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت – بقلم أليكس فيشمان – ريبوتات بدلاً من الجنود

يديعوت احرونوت – بقلم أليكس فيشمان  – 28/3/3/2021

تراكتورون جاغوار ذاتي الحركة يقوم بأعمال الدورية وأطلاق النار من خلال التوجيه عن بعد . بالإضافة الي طائرات مسيرة من نوع تسور التي تقوم بفتح محاور الطرق القريبة من السياج المزدوج ومجسات أستشعار ذكية تقوم بجمع معلومات صوتية وعوائق هائلة على طول قرابة عشرات الكيلو مترات فوق الأرض وعميقا تحتها أكثر من 2 مليون كوب أسمنت و 120 طن من الحديد وقرابة 3.5 مليار شكل تم أستثمارها بمشروع – زوهر درومي ” شفق الجنوب ” كل ذلك من أجل هدف واحد بدء من الصيف القادم لن يستطيع أي شخص من التسلل من قطاع غزة نحو إسرائيل ”

هذا جزء من التاريخ يقول العقيد يؤاف برونر قائد الفرقة الشمالية بتشكيلة غزة حيث كان يمسك في يدية رصاصات فارغة جمعها من سد رملي موجود بين جانبي السياج الفاصل وتعود لطلقات رشاش المركبة الألية الجاغوار العقيد قام بتسليمهما الي قصاص الأثر الرائد أبراهيم الهواشلة . تلك الرصاصات هي الطلقات الأولي للجاغوار نحو هدف بالمنطقة القريبة من السياج الأمامي القريب من قطاع غزة .

واضح بالنسبة للضابطين أنه منذ الآن هناك عصر جديد بكل ما يتعلق بحماية حدود الدولة بشكل عام وحدود القطاع بشكل خاص .

الجاغوار هو بالفعل روبوت – تراكتورون الذي يحمل مجسات وكاميرات ومنظومة سلاح بمقدورة التعامل مع مقاومين وعبوات متفجرة ومعيقات موجودة على الجدار هو يمكنه فعل كل شيء بمفردة وبشكل ذاتي فقط الأوامر يتلقاها من غرفة العمليات . خلال عام وحتى عامل سيمتلئ المكان على الحدود بالعديد من مركبات الجاغوار والتي ستحيط بكافة المناطق القريبة من قطاع غزة والتي ستحل مكان الدوريات الراجلة والمتنقلة الخاصة بتنفيذ عمليات الأمن الجاري الذين يشكلون هدفا للعبوات الناسفة والقناصة والكمائن . وسيحلق فوق مركبة الجاغور حوامة مهمتها توفير صورة بوضع جيد لغرفة العمليات وتحديد صورة الخطر بالمنطقة وصورة عن نشاط المركبة سواء بشكل مباشر او عن طريق غرفة العمليات .

أيضا الأجراء المثير للمشاكل الخاص بفتح الطرق خلال ساعات الصباح الباكر والذي يكمن به الكثير من المخاطر والمفاجئات لن يتم تنفيذه بعد الأن عن طريق قصاصي الأثر . خلال عدة أشهر سيقوم بذلك الطائرة المسيرة ” تسور ” تلك الحوامة الكبيرة المزودة بكاميرات ذات جودة ونوعية متطورة وبمجسات حديثة تلك الطائرة ستحلق على طول السياج الفاصل حيث سترسل الي غرفة العمليات صورة مفصلة التي ستمح بتحليل المنطقة وتحليل المتغيرات التي حدثت به خلال الليلة . الصورة سيقوم بتحليلها قصاص اثر ومحلل صور الذي يعمل في سلاح الاستخبارات . . الجنود يمكنهم العمل علي طول الحدود فقط من أجل تنفيذ عمل غير اعتيادي مثال أحباط عماية تسلل ودوريات بعمق يصل الي عشرات الأمتار داخل قطاع غزة من أجل إخلاء عبوات متفجرة .

الروبوتات القاتلة الفتاكة التي ستحل مكان البشر هي قطع صغيرة في معادلة العائق الجديد المقام حول قطاع غزة والذي سيتم أستكمال بناءه خلال الصيف القادم . هذا العائق هو الاول من نوعه عالميا سيغلق غزة بشكل تام . لكن استكمال المشروع الوطني الكبير والذي يبلغ تكلفتة قرابة 3.5 مليار شيكل هو أعتراف من قبل إسرائيل بأنه لا يوجد بتطبيع العلاقات مع الفلسطينيين على الأقل بقطاع غزة خلال السنوات العشر القريبة .

بالرغم من ان الحديث يدور حول منظومة سلاح وهذا العائق هو ليس جدار بل منظومة سلاح دفاعي ولكن من المحتمل أن تكون له أثار سياسية بعيدة المدي أذا ما سارت الأمور وفق المخطط المتبع من الصيف القادم لن يستطيع أي شخص التسلل من القطاع الي إسرائيل من تحت الأرض أو من فوقها . عدا الدخول من خلال المعابر الرسمية التي تخضع للرقابة . غزة سيتم إغلاقها بشكل كامل . أذا ما قامت حكومة جديدة ورأت أغلاق جميع المعابر الي غزة والقاء المفاتيح. هي يمكنها فعل ذلك من خلال المستوي الفني.

تلفون عاجل من قائد الفرقة

مع استكمال بناء العائق والذي أستمر العمل به قرابة 4 سنوات ونصف ستمر الأيام التي كان بها أي عملية لمس للجدار التكنولوجي ” الاستقرائي” تدخل سكان البلدات القريبة الي حالة استنفار وتاهب داخل منازلهم وسيقي التهديد الوارد من إطلاق الصواريخ والقذائف فقط بالإضافة الي الحوامات التي تحمل القنابل . الي جانب اجتياز الحدود بالطائرات الشراعية أو طائرات غير مأهولة ومحاولة القيام بعملية من البحر . ولكن الكابوس الكبير هو نشر قوات خاصة او قيام العشرات الألاف من سكان القطاع بالاندفاع نحو الحدود بذلك لن يكون من المجدي وجود هذا الجدار.

الصور التي تم مشاهدتها بالضبط قبل ثلاث سنوات حينما أنقض جمهور غفير علي حدود القطاع في محاولة منه أختراق الحدود لن يتكرر.

مسيرات العودة التي قتل خلالها أكثر من 300 شخص وأصيب قرابة 27 ألف مواطن بدأت يوم الأرض 30 مارس 2018 في تلك الفترة قُتل بالحوادث التي وقعت حول القطاع 7 جنود ومواطنين واصيب المئات . حماس أنضمت الي الأحداث في مرحلة متأخرة حيث وجهها الي جانبه . هذه المسيرات تلاشت بعام 2019 وأختفت ببداية ظهور الكورونا .لكن الجهات لم تغض الطرف ولم تبق علي حالها والكورونا لم تحسن الحال في القطاع وستعود أعمال العنف الي سابق عهدها .

طائرة التسور ستساعد في تحليل الميدان

قبل شهر من ذكري يوم الارض ب 2018 يعيد الي الذهان العميد عيران أوفير رئيس دائرة الحدود ومنطقة التماس بوزارة الحرب وقال تلقيت محادثة عاجلة من قائد فرقة غزة يقول فيها هناك أحتمال تجمع الاف الفلسطينيين على المنطقة الحدودية شرق قطاع غزة وتحديدا بالقرب من معبر كارني شرق الشجاعية في محاولة منهم الدخول الي مناطق الخط الأخضر ما العمل ؟ الحل الوحيد هو الدخول في سباق مع الزمن وبناء العائق حول القطاع بمسافة تصل الي كيلومتر بمنطقة كارني مصنوع من ألواح فولاذية يبلغ سمكها 2.5 مليمتر ومن فوقه سياج . مصنع الفولاذ قدم الي المنطقة وعمل ليلا تهارا وأكمل بناء الجدار قبل يومين أو ثلاثة من يوم الرض . هذا السياج أنقذ دولة إسرائيل من كارثة كان من المحتمل أن يرافقها وقوع مجزرة .

أوفير كان العنوان الرئيسي والطبيعي الإدارة التي كان يراسها منذ عام 2002 بنت أكثر من 1000 كيلو متر من السياج الذكي حول دولة إسرائيل ” من بين 1500 كيلو متر من الحدود” ب 208 كانت إسرائيل منهمكة بإقامة العائق الفريد حول قطاع غزة ولكن كان هذا هو بداية الطريق .
جاءت فكرة إقامة العائق بعد تسبب الأنفاق في وقوع صدمات وذلك خلال عملية “الجرف الصامد” . وخلال نهاية عام 20
14 عرض “الجيش الإسرائيلي” مخطط للإقامة عائق ضد الأنفاق القادمة من غزة بتكلفة خيالية وصلت الي 22 مليار شاقل وكما هو متوقع لم يتم المصادقة علي المشروع وتم الطلب من الجيش بالبحث عن بديل أقل تكلفة . بنهاية عام 2016 تم أجراء اختبار بموديل عائق جديد الذي نشأ داخل دائرة الجدار ومناطق التماس . وتم الحديث عن تكلفة المشروع والتي قدرت بقرابة ثلاثة مليار شاقل وتستمر مدة إقامته قرابة ثلاث أو أربع سنوات . الي جانب صيانة السياج الرقمي والذي لم يكن كافيا لتوفير الحماية لسكان المنطقة . المخطط شمل أقامه عائق تحت الارض يصل عمقها قرابة عشرات الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية على طول ال 60 كيلو متر الحدودية الجدار هكذا لم إقراره سيتم تقسيمها لاثنان جدار تحت الأرض والتي أطلق عليها جدار أسمنتي ذكي وفوقها جدار فولاذي والذي يعتبر نسخة طبق الأصل عن الجدار المقام على الحدود المصرية ” ساعة الرمال” تلك الجدار التي اوقفت تسلل المتسللين من سيناء .

فن وتقنية الحفر تحت الأرض تم تعلمها منقبل المهندسين من خلال متابعة بناء أساسات المباني متعدد الطوابق في تل أبيب ولكن لا يدور الحديث حول صب باطون الجدار التحت أرضي يشتمل على مجسات بمقدورها كشف الحركات المتجهة نحو الحدود داخل أعماق الأرض وبعمق يصل الي عشرات الأمتار .

منذ أن بدأت الأعمال بعام2017 تم الكسف عن قرابة 21 نفق هجومى تم حفرها نحو إسرائيل هذه الأنفاق أصبحت جزء من سباق التسلح بين إسرائيل وحماس والذي من المتوقع أن يكتمل هذا العام مع أكتمال مشروع العائق الذي يسمي الشفق الجنوبي .

أغلب أجزاء السياج التحت أرضي مقام بالفعل وبدأ حماس بالأدراك أن شيئا ما قد تغير ويمكن الافتراض بان رجال حماس يفحصون كيف يمكنه اجتياز أو اقتحام الجدار الأسمنتي هذا . المجسات التحت أرضية تخبر غرفة العمليات بأي حركة مشبوهة تحت الأرض . عمل المجسات يشبه عمل السونار الموجود في الغواصات والذي يكشف عن صدي الصوت في المياه . يمكن للمجسات التميز بين كافة الأصوات علي سبيل المثال ضوضاء الحفر .

الجدار العلوية علي العكس من الجدار التكنولوجي الأستقرائي يمكن اجتيازها فقط من خلال عمليات تفجير يستخدم خلالها الكثير من المتفجرات ويبدو أن قوات النخبة التابعة لحماس يتدربون على عمليات من هذا النوع ، ولكن ليس هذا فقط ، هم سيحتاجون الي الكثير من المواد المتفجرة كما سيحتجون الي اجتياز جدار ذكي أستقرائي ومن ثم يحتاجون الي اجتياز منطقة الموت الموجود بين الجدران وفقط بعد ذلك يمكنهم التعامل مع الجدار العلوي . أغلب المواطنين الذين أجتازوا الجدار علقوا داخل هذه المنطقة . عندما يستكملون العمل بعد قرابة ثلاثة أشهر سيقوما بأغلاق الثغرة التي مازالت موجودة بالجدار العلوي في مقاطع معينة منها وخصوصا تلك القريبة من “البلدات الإسرائيلية” تم بناء جدار مانع لأطلاق النار من قبل القناصة نحو البلدات ولا تسمح للمدنيين من كلا جوانب الحدود ان يري كلا منهما الأخر . الجدار العلوي موجود به شبكة كاميرات ويوجد بها مواقع إطلاق نار من قبل رشاشات تعمل عن بعد بواسطة غرفة العمليات .

خارج الجدار داخل “الأراضي الإسرائيلية” توجد عدة رادارات مهمتها الكشف عن التحركات داخل حدود قطاع غزة المتجهة الي الجدار . على التلال الرملية الموجودة بمنطقة الفاصلة تم بناء مواقع محصنة للقناصة. استمرارا مع الحدود الشمالية تم بناء رصيف يبلغ طولة قرابة 200 متر وتم أقامه عائق كبير وهو مزود بكاميرات ومنظومات أستشعارية وسلاح ثقيل يعمل من علي بعد . داخل البحر تم نشر مجسات تحت الماء يمكنها الكشف عن الغواصين بالإضافة الي كل ذلك هناك مناطيد تقوم بمتابعة ما يجري في غزة . هذه الأنظمة مدعومة بغرف عمليات مصنوعة من الأسمنت المسلح ، تم بناءها علي طول الحدود مع قطاع غزة وعدد كبير من الأنتينات تم التركيب عليها منظومات ألكترونية والتي تخدم جميع الأطراف العاملة على الحدود والتي تعمل بمجال جمع المعلومات القتالية من قطاع غزة بدء من سلاح الجو وصولا الي الشاباك وبالاضافة الي الشرطة الإسرائيلية . على فكرة يوجد على مدي الحدود الإسرائيلي اكثر من 1.200 أنتينة كهذه ويعمل معها قرابة 80 غرفة عمليات المتجهة أنظارها الي خارج الحدود.

ينضم الي تلك الوسائل منظومة الروبوتات والتي تشمل الحوامات والجاغوار وغيرها التي تقوم بجزء من أنشطة الأمن الجاري بدلا من الجنود مع مرور الوقت يمكن لتلك المنظومات أن تتفاهم مع بعضها بذلك يمكن للجالسين بغرف العمليات من تلقي صورة وضع جديدة .

العائق المحيط بغزة علي كافة مكوناته يتغذي من مصدر طاقة مستقل منفصل عن التيار الخاص بشكة الكهرباء الإسرائيلية حتى في حالة تعرضت خطوط الشركة لضربة يمكن لهذة المنظومات العمل بشكل مستقل .

عملية إقامة العائق تمت من خلال نظام عمل أستمر قرابة 24 ساعة يوميا عدا أيام السبت وعمل بالمشروع قرابة 1.500 عامل غالبيتهم أجانب حيث عملوا وفق فترتين ليلا نهارا . أدارة المشروع شغلت قرابة 20 مقاول في المشروع بالإضافة الي عمل عدة مئات من المقاولين المساعدين . في المنطقة تم إنشاء 6 مصانع للباطون وجري العمل في قرابة 28 موقع بالوقت ذاته وتم حفر 75 حفرة عميقة من أجل فحص التربة .

بالمجمل أستثمرت الدولة في هذا العائق قرابة 2 مليون كوب باطون .هذا الكمية تكفي لبناء طريق من تل أبيب حتى أثينا .وتم استخدام 120 ألف طن من الحديد المسلح كمة تسمح ببناء 12 برج مثل برج أيفل هذا العائق لا يوجد له مثيل في العالم حتى لا يوجد مثيل بين الكوريتين.

تكلفت المشروع بلغت 3.5 مليار شاقل يمكن بها شاء 4 طائرات وقود.

“مرونة المستوي السياسي”

العائق عبارة عن منظومة سلاح استراتيجية وهكذا ينظر الية بالمنظومة الأمنية منذ اللحظة التي لا يوجد بها تهديد مباشر من خلال التسلل الي البلدات والخوف من وقوع عملية خطف والضغط العام الموجه والأنشطة العقابية والردع يمكنها أن تتم من الجو . وهذا يوفر جهد الدخول الرضي .ترك اللواء هيرتسي هليفي قائد المنطقة الجنوبية لأليعازر توليدانو الذي حل مكانه تركة مزدوجة خطة عملياتيه شاملة خاصة بتدمير القوى العسكرية لحماس بغزة والي جانبها مخطط خاص بتطوير مستوي الحياة في غزة من أجل أجتثاث الحافزية للعنف ضد الكيان . الجيش الإسرائيلي أعد بالفعل خطة للعمل ضد قطاع غزة والقيام بعملية واسعة ولكن العائق يسمح بالحفاظ علي تلك الخطط الي وقت أكثر تطرف وقتها يقرر المستوي السياسي بتغيير سلطة حماس وليس فقط ردعها وربح فترات هدوء جديدة

على الرغم من وجود التصريحات العنيفة من قبل القيادة الحمساوية فأن المنظمة تزداد قوة وبالخصوص في مجال الدفاعات وبالسلاح الخاص بالمدفعية والقذائف وذلك لكي يمنع وقوع هزيمة له وربما أيضا فقد السلطة نتيجة عن الفشل العسكري . اذا ما سمح العائق الجديد لإسرائيل بالقيام بعملية برية كبيرة في القطاع جميع الأستثمارات الباهضة التي قامت بها حماس بالمجال الدفاعي وأقامة مدينة تحت الأرض في غزة والمصائد الملغمة ومنظومة الدفاعات الجوية وغيرها ستتضع بأنها كانت لا جدوي منها في نهاية الأمر المواطنون في قطاع غزة سيطلب أيضاحات لماذا لم تذهب النقود في مجال تحسين مستوي المعيشة . العائق حول القطاع يمنح المستوي السياسي فرصة للمناورة ومساحة لأاتخاذ قرارات قبل قيامه بالحسم واتخاذ قرار بالقيام بعملية برية في القطاع .

الحكومة التي ستقرر الأنفصال نهائيا عن قطاع غزة يمكنها غلق البوابات والمنافذ وتتعامل مع حدود غزة كما تتعامل مع لبنان . او تقع بين الجانبين مرحلة من معارك الردع العسكري والتي ستصمد فترات ثم تعود جولة القتال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى