ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: بعد شهرين من انتهاء الحرب اتضح انه لا يوجد شيء “نصر مطلق”

يديعوت احرونوت 7/12/2025، ميخائيل ميلشتاين: بعد شهرين من انتهاء الحرب اتضح انه لا يوجد شيء “نصر مطلق”

بخلاف المفهوم الذي ساد حتى قبل شهرين وبموجبه حماس ستبقي في أيديها دوما مخطوفين كـ “أوراق”، فان المنظمة استكملت معظم التزاماتها للمرحلة الأولى من اتفاق انهاء القتال وليست مطالبة الان الا بإعادة المخطوف المتوفى الأخير، ران غوئيلي. حماس، التي فاجأت مرة أخرى وجسدت بذلك انعدام الفهم الإسرائيلي المتواصل وغير المدروس بالنسبة للمنظمة لم تعمل من ضغط او يأس بل على الأرجح في اعقاب ضمانة تلقتها من واشنطن حول انهاء الحرب تشجعها على السعي الى المرحلة الثانية من الاتفاق.

إسرائيل توجد في شرك. من جهة حماس تعيد تثبيت مكانتها كصاحبة السيادة في القطاع، تعيد الحياة الى مسارها في المنطقة (مؤخرا استؤنف فيها التعليم، بما في ذلك في الجامعة الإسلامية، احد معاقل المنظمة في القطاع)، تعارض بثبات نزع سلاحها، وعمليا تجسد عدم تحقق الهدف الأعلى المتمثل بشطب المنظمة او تحييدها المطلق من القدرات العسكرية. من الجهة الأخرى، إسرائيل لا يمكنها أن تعود الى قتال قوي، واساسا لان ترامب – الذي هو حقا من يقرر ما يحصل في غزة – يتطلع لان يعرض إنجازا استراتيجيا ولا يسمح بذلك، رغم خروقات حماس وبدلا من ذلك يطالب بالتقدم الى المرحلة الثانية.

المرحلة الثانية كفيلة بان تكون قريبة وستكشف فجوات هامة بينما تطالب، تخطط وتعد به الحكومة ان يتحقق في غزة وبين ما سيحصل بالفعل. أولا، معقول ان يتحقق منذ وقت قريب ضغط على إسرائيل للانسحاب من الخط الأصفر الذي عنونه كثيرون منذ الان كـ “سور برلين الذي سيكون على مدى سنوات طويلة وسيفضل بين نوعين متضاربين من غزة”. في هذه اللحظة المنطقتان خربتان: في واحدة يعيش معظم الغزيين تحت حكم حماس وفي الثانية الاف قليلة من أعضاء الميليشيات التي تتعاون مع إسرائيل وتعيش تحت رعايتها، ومثلما جسدت تصفية ياسر أبو شباب الأسبوع الماضي بعيدة عن أن تشكل بديلا لحماس.

ثلاث عقبات تقف امام المرحلة الثانية. الاولى والاصعب – مطلب نزع سلاح حماس. في ضوء الرفض المبدئي من جانب حماس للتخلي عن عنصر مركزي في هويتها يعمل الوسطاء على حلول وسط في شكل استعداد للتخلي فقط عن “السلاح الهجومي” (بالأساس الصواريخ التي بقي قليل منها لدى المنظمة). تطلع عميق من جانب ترامب لحفظ الاتفاق من شأنه أن يجعله يعلن ان هذا حل وسط كاف من ناحيته، مثلما أعلن قبل نحو شهرين بان جواب حماس على خطته المكونة من 20 نقطة تسمح بالتوقيع على اتفاق، رغم أن المنظمة لم تتعهد بكامل المطالب التي طرحتها الخطة وعلى رأسها نزع السلاح.

العقبة الثانية هي نشر القوة متعددة الجنسيات في القطاع. تلوح في هذه اللحظة صعوبة في تحقيق الفكرة في ضوء استجابة ضئيلة من الاسرة الدولية لارسال قوات حين تكون حماس تعارض المبادرة ومعقول أن تعمل ضدها في الميدان. هنا أيضا كفيل بان ينشأ حل وسط يتبناه ترامب لتواجد قوات بحجم محدود واساسا لأغراض الرقابة، يحتمل أن تنتشر بدلا من الجيش الإسرائيلي على طول الخط الأصفر.

عقبة بسيطة نسبيا هي فكرة إقامة حكم بديل لحماس، الامر الذي وافقت عليه المنظمة منذ بداية الحرب انطلاقا من الفهم بان هذا سيكون بغطاء تجميلي من خلفه يمكنها أن تواصل حفظ قوتها في غزة، فيما يشبه حزب الله في لبنان. نتنياهو سيعارض الصلة بين الحكم الجديد والسلطة، لكن يبدو ان من ناحية ترامب، الذي بات يتحدث منذ الان عن دولة فلسطينية، لا توجد هنا مشكلة مبدئية. السيناريوهات الموصوفة صادمة وعن حق لكل إسرائيلي اعتاد على أن يسمع بان الحرب لن تنتهي الا مع اختفاء حماس ويكتشف الان بان المنظمة تواصل الوجود بل وتشكل لاعبا سائدا في غزة، وانه لا يوجد بديل في مكانها وبالتأكيد ليس جمع من الميليشيات التي ربتها إسرائيل. مثلما هو الحال دوما يفضل قول الحقيقة على تنمية خيالات واطلاق شعارات فارغة. في غزة على الارجح سيتثبت في الزمن القريب القادم حكم رسمي يكون محدودا في قدرته فيما من خلف الكواليس ستوجد حماس كقوة خارج سلطوية لكن ذات نفوذ. في هذه اللحظة قدرة إسرائيل على العودة الى القتال القوي محدودة، وإذا ما منح ترامب ضوء اخضر لذلك فمطلوب أن تعرض على الشعب الحقيقة التي تقول ان ضربة عميقة لحماس تستوجب احتلالا لكل القطاع وبقاء غير محدود فيه وشرح الثمن الواجب وعلى رأسه العناية بمليوني غزي مفعمين بالعداء.

بعد شهرين من انتهاء الحرب واضح لمعظم الجمهور بانه لا يوجد شيء يسمى نصر مطلق: لا في لبنان، حيث يتعزز الاحتمال للتصعيد؛ لا حيال ايران حيث تحتدم المعضلة على الحاجة لجولة أخرى؛ ويتبين ان لا في غزة أيضا، التي اشعلت الحرب وفيها مدى الضرر، ولكن أيضا التأثير لإسرائيل، عاليين جدا. على خلفية الدخول المتوقع الى المرحلة الثانية، مطلوب من إسرائيل أن تركز على ثلاثة مصالح مركزية: حفظ قدرة العمل ضد كل تهديد ينشأ في القطاع، مثلما يجري الامر في لبنان؛ رقابة ناجع ومصممة بقيادة أمريكية على محور فيلادلفيا ومعبر رفح؛ وقدرة على استخدام الفيتو على تركيبة الحكم المستقبلي الذي سيقوم في القطاع، بخاصة اذا تبين انه يتضمن عناصر تتماثل مع حماس. كل هذا بالتوازي مع تخطيط معركة مستقبلية واسعة للقضاء على حماس تكون هذه المرة مخططة، واعية وبمبادرة إسرائيل.

هذا سيناريو جذري من ناحية الإسرائيليين وبالاساس بعيد عن الهدف الذي طرح منذ بداية الحرب، ولا يزال يجري الحديث عن اهون الشرور مقارنة بباقي البدائل القائمة، وعن سيناريو يتناسب وحاجة إسرائيل للتركيز في الوقت الحالي على ساحات أخرى وعلى رأسها لبنان وايران.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى