يديعوت احرونوت: المفتاح للنصر.. الاستيلاء على الارض

يديعوت احرونوت – بوعز هعتسني – 18/9/2025 المفتاح للنصر.. الاستيلاء على الارض
لقد كان لشلومو باوم، نائب أريك شارون في الوحدة 101، سيماء ازعر مخيف، لكنه بالتوازي كان مثقفا لامعا. فقد فهم بانه بخلاف الادعاء بان الإرهاب ليس مشكلة وجودية الا انها أداة للاستنزاف والتآكل الدائم في المناعة الوطنية – وبالتالي فان من الواجب اقتلاعه من الجذور. حكومة “المعراخ” عينت شارون كقائد المنطقة الجنوبية لقمع موجة إرهاب كبيرة نشبت في قطاع غزة في 1969، وحتى 1971 فعل هو هذا بوسائل مختلفة. احد الأمور الهامة التي قام بها كان جلب باوم الى الجبهة، وعلى لسانه سمعت كيف أنه اخذ قائمة مئات المطلوبين وقتلهم حتى آخر واحد منهم، بابداعية لامعة. الهدوء الذي ساد بعد ذلك أتاح لشعب إسرائيل ان يتسوق في غزة وان يتذوق الحمص في مطاعمها.
الدرس الذي استخلصته الحكومة كان ان من الواجب إقامة استيطان في غزة، وكلف موشيه دايان، إسرائيل غليلي ويغئال الون شارون بتخطيط استيطان كهذا ورأوا فيه ذخرا أمنيا وليس عبئا. ووضع شارون “خطة الأصابع الخمسة” التي بسطت تواجدا مدنيا وعسكريا على عرض القطاع. وجودها منع نشوء وحش ونتيجتها المخيفة بينما ازالتها اتاحت ذلك.
مذبحة 7 أكتوبر ليست امرا صغيرا، وكل الشرق الأوسط يرى كيف ستتصرف إسرائيل – اذ أن كل انجازاتنا ستكون عديمة المعنى اذا لم نحقق نصرا واضحا، ووحدها النهاية هي التي ستقرر اذا كنا سنكون أزعر ام ولد الصفعات في الحارة.
وعليه، فالرد يجب أن يتناسب وحجم الفظاعة التي ارتكبت بحقنا. تحرير المخطوفين واسقاط حماس هما هدفان مسلم بهما لكنهما متواضعان جدا بالنسبة لحجوم المذبحة التي تملي اهدف الطرفين. من ناحية حماس، بقاؤها هو انتصارها. على إسرائيل عبء اثبات النصر اكبر بكثير: تصفية حماس، سيطرة امنية في القطاع، اخلاء معظم عرب غزة الى العالم الواسع والاهم – اخذ الأرض. خسائر الأرواح لا تلعب دورا لدى اعدائنا، رغم الحملة الدعائية عن إبادة الشعب والتجويع الكاذبة ومزدوجة الاخلاق التي تستهدف آذان اللاساميين في العالم – لكن فقدان الأرض هو هزيمة واضحة.
عندنا توجد حملة دعائية متواصلة عن كراهية السيطرة على الأرض وخلق خوف من “المناطق”، “الاحتلال”، “الحكم العسكري”، الامر الذي جلب هذه الأفكار الى مستوى التقزز. قلب الوطن وصف في مفهوم فني جيومتري “المناطق”. ان جعل الوطن مجرد “منطقة” هو جعل “الام” “امرأة ما”، وهكذا تضخم مفهوم “الدولة” الى اكثر من تعريفه الأصلي كهيئة قانونية وحل محل مفهوم “البلاد”، الذي اصبح مدنسا حتى السخافة مثل التقارير عن حالة الطقس (ماطر وعاصف في شمال الدولة).
بشكل رائع يسري حتى الان مفعول “المحطة الأخيرة” الملزمة في القانون الدولي لقرار الانتداب في 1922 الذي منحت فيه عصبة الأمم بلاد إسرائيل الغربية للشعب اليهودي على أساس حقوقه التاريخية. حتى يومنا هذا فان مناطق يهودا والسامرة وغزة هي عديمة أي سيادة، مع ادعاء ملكية مفضلة لإسرائيل. قطاع غزة ليس سوى شاطيء النقب، جزء صارخ من بلاد إسرائيل، سلبه منا الاحتلال المصري في حرب التحرير بالتوازي مع الاحتلال الأردني ليهودا والسامرة والقدس.
ان حل الكارثة الأمنية لا يبقي لنا خيارا غير هدم المباني التي تغطي على الكون من الانفاق الذي بني تحتها، ابعاد السكان لغرض حمايتهم، والهدم المطلق كنتيجة لاصرار العدو الذي لم يضع سلاحه ويحرر المخطوفين. هذا وضع يسهل على هدف اخلاء السكان والاستيلاء على الأرض. وهكذا تتكتل اهدافنا الأمنية والتكتيكية الى حسم عسكري والاستراتيجية لتصفية الإرهاب على المدى البعيد، مع الهدف الوطني لاعادة شاطيء النقب الى سيطرتنا والذي صممته حرب التحرير في شكل قطاع.