ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: المبرر والخطير في المعركة في لبنان

يديعوت احرونوت 10/10/2024، أسا كيشر *: المبرر والخطير في المعركة في لبنان

الأنباء الأولية التي لفتت الانتباه، بعد أن بدأت المناورة البرية في لبنان، كانت البشائر المريرة عن سقوط تسعة جنود، والتي وصلت عشية رأس السنة. قصة كل واحد منهم تمزق القلب.

سقوط جنود في الحرب يثير السؤال الواجب بشأن المبرر الأخلاقي للقرار بارسالهم للقتال، والذي هو القرار بفرض واجب العمل عليهم في أوضاع يوجد فيها خطر كبير على حياتهم وسلامتهم. 

ان مجرد حقيقة أنه اتخذ قرار كهذا في محفل حكومي ما لا تعطيه مكانة أخلاقية. منذ فترة طويلة، لا يوجد مفعول أخلاقي لرئيس الحكومة ووزرائها ممن اعفوا انفسهم من المهمة العليا لاعادة المخطوفين والمخطوفات لدى حماس في غزة ومن مباديء النظام الديمقراطي أيضا. لو كانت اعتباراتهم تستوفي الاختبارات الأخلاقية لما كان لديهم أي اعفاء كهذا. وعليه فان التقدير الأخلاقي لاستخدام الجنود يقف على المبررات التي يطلقها الناطق العسكري والتي تعبر عن مواقف جهاز الامن، كما يديره وزير الدفاع. 

المبررات الأولية لاستخدام الجنود مقنع. منذ اشهر طويلة وحزب الله يهاجم الدولة ومواطنيها، واساسا في شمال الجليل. ومنذ زمن طويل وهو يجري استعدادات عملية لاحتلال الجليل في صيغة احتلال حماس لغلاف غزة. استخدام الجنود ضد حزب الله هو عمل صريح للدفاع عن النفس وكذا في جهود الإحباط المتواصلة للهجمات الكثيرة التي تجري وفي التدمير المنهاجي لبنية اعمال حزب الله، من الانفاق وحتى القيادة. هذه الجهود مبررة واستخدام الجنود في مهام خطيرة لتنفيذها مبرر بشكل أخلاقي. 

هنا يجب ان نذكر موقف قادة الجنود من المهام الخطيرة الملقاة عليهم. لا شك لدي في الجودة الأخلاقية الواضحة لهذا الموقف. فكل قائد يعرف جيدا قيمة “حياة الانسان” التي في “روح الجيش الإسرائيلي” ويعرف بان مهمته مزدوجة دوما: تنفيذ المهمة التي كلف بها بواسطة جنوده واستخدام افضل قدراته المهنية لاعادتهم الى الديار بسلام. في هذا انا مستعد لان اثق بالقادة وبقادة القادمة. 

لو كنا دولة ديمقراطية سليمة، طبيعية هنا يمكن أن ينتهي التقدير الأخلاقي الاولي بشأن مجرد استخدام الجنود في حرب مفعمة باوضاع خطيرة. غير أننا لسنا دولة كهذه، لا ديمقراطية، لا سليمة ولا طبيعية، وعلينا أن نتصدى لمخاطر محتملة من غير الجدير وضع حياة الجنود وسلامتهم فيها. 

هاكم مثال. في فترة أخرى في تاريخ الدولة كانت مثابة خطر بعيد، هامشي، تافه. في الفترة الحالية، في حكم الحكومة الفئوية، التي تخضع لتأثير قوى سياسية مسيحانية مليئة بالهذيان وانعدام المسؤولية بلا حدود، فان هذا خطر حقيقي وفوري. هكذا كتب الحاخام اسحق غينزبرغ في فتواه الاخيره: “لبنان هو جزء من بلاد إسرائيل يعود لشعب إسرائيل، هدية الرب كما كتب في التوراة، “بلاد كنعان ولبنان حتى النهر الكبير نهر الفرات”. في جيلنا، الرب تعالى اسمه يعطينا القدرة على ان نتلقى الهدية من جديد: “بعد احتلال وطرد السكان المعادين، يجب إقامة استيطان يهودي وهكذا استكمال النصر”. هذا الحاخام صاغ كراس “تبارك البطل”، في الثناء على باروخ غولدشتاين، قاتل الـ 29 مسلما في صلاة رمضان في مذبحة “مغارة الماكفيلا” في شباط 1994. في كتاباته “قومي اوري” و “وليمة المسيح”، “امر الساعة – معالجة جذرية” وفي ختام كتاب “توراة الملك” اعطى تعبيرا عن عنصرية متطرفة وخطيرة.

في العام 2019 عندما منحته جمعية في جفعات شموئيل جائزة هنأه وزير التعليم بيرتس ووزير المواصلات سموتريتش بالفوز. في نفس الساعة بدا الحدث كاندلاع لهذيان نبت في أصص اليمين المتطرف وحظي بمباركة سياسيين يجمعون التأييد في صنادق الاقتراع. اليوم حدث كهذا يعكس موقفا بارزا في الحكومة الفئوية. اليوم “فتوى غينزبرغ” من أنها ان تدخل الخطط السياسية التي توجه جهودا عمليا. 

ليس واردا ارسال جندي الى مهمة خطيرة هدفها هي تتحقيق خطة لاحتلال لبنان، طرد سكانه وإقامة استيطان يهودي. بلغة كاتب امريكي شهير، كل جندي يسقط في مثل هذه الحرب سيكون حجة مظفرة ضد الحرب. فحرب من اجل تحقيق خطة غينزبرغ وشركائه هي حرب مرفوضة من ناحية أخلاقية، حرب “خيار” صريحة. كل حرب كهذه مرفوضة، في غزة، في لبنان، في مناطق يهودا والسامرة. محظور السماح للحرب الحالية بالانزلاق الى ما وراء حدود حرب “الخيار”، الأخلاقية بالتأكيد والتي هي حرب لحماية المواطنين ودولتهم. 

* بروفيسور في الاخلاقيات المهنية والفلسفة وباحث كبير في معهد بحوث الامن القومي وحاصل على جائزة إسرائيل في الفلسفة وجائزة اسحق سديه في الادبيات العسكرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى