ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الصفقة المؤقتة هي الخيار الوحيد

يديعوت احرونوت 16/7/2025، نداف ايالالصفقة المؤقتة هي الخيار الوحيد

بعد يوم صعب آخر في غزة حان الوقت لقول بضعة حقائق. بما في ذلك الاعتراف بامور رئيس الوزراء نتنياهو محق فيها، وبالتوازي لماذا يجعل إسرائيل تعلق في ازمة بلا حل.

فكرة الا تحكم حماس غزة هي اضطرارية. فقد بدأت حماس هذه الكارثة بقتل جماعي، حماس ملتزمة بمواصلة الكارثة وهي تنظيم إبادة جماعية. كل هذا لم يتغير ولن يتغير. مبدئيا، أعلنت حماس منذ الان بانها مستعدة لان تتخلى عن الحكم لكنها لا تفعل هذا بجدية، وهذه الأمور تقولها أيضا الدول العربية المعتدلة مثل مصر، التي تطالب بان تتخلى حماس عن كل سلاحها، حتى آخر كلاشينكوف على حد تعبيرهم. الموضوع كالتالي: استمرار الحرب في هذه اللحظة لا يضغط على حماس للتخلي عن الحكم. العكس هو الصحيح. فهو يصورها كبطال المقاومة. يعظمها.  طرد سكان غزة الى معسكر خيام بادارة إسرائيلية من غير المتوقع أن يحسن هذا. وعليه، توجد هنا مشكلة معقدة، استراتيجية، تتطلب معالجة طويلة المدى مع حيلة وتفكير مسبق. الحكومة لا تفعل هذا بالطبع. ليس لها أي فكرة ان كيف يمكن الوصول الى الهدف، بخاصة اذا ما أخذنا بالحسبان وضع الجيش بعد نحو سنتين.

يقول لبيد وبينيت، تعالوا وفروا خسائر وانجازات، توصلوا الى اتفاق شامل، اعيدوا المخطوفين وعندها نعالج حماس على مدى الزمن. الجواب الذي يأتي من الائتلاف هو “انتم لن تعالجوا. فقط سنشتري مرة أخرى هدوء والمؤقت يصبح دائما. هذه الحجة ذات مفعول، وعلى كل هذا ينبغي أن تضاف طبقة: الفجوة التي نوجد فيها هي بين اتفاق تتنازل فيه حماس لكن لا تتنازل حقا، وبين وضع تكون فيه “حماس تنازلت حقا بل ونزعت سلاحها. على هذا، بزعم نتنياهو، نقاتل. لكن هل يصدق احد ما بان حماس، الحركة الأقوى في الجمهور الفلسطيني (لكارثتنا، لكارثتهم)، ستتنازل حقا؟ من سيشرف على اخراج السلاح؟ اذا لم يكن هذا الجيش الإسرائيلي، فهذا لن يحصل. وبالتالي عما يتحدث نتنياهو؟ فهل يشتري سيارة مستعملة من حماس؟ كي يكون الجيش الإسرائيلي هو من يشرف على الا تحكم حماس غزة هناك حاجة لحكم عسكري. المعنى هو الانقضاض على كل القطاع ووضع حياة المخطوفين المتبقين في خطر جسيم. لكن عندها أيضا حماس لن تتبخر. حكم عسكري كهذا سيتطلب سيطرة حقيقية على إقليم خرب تماما حاليا، وحرص على سلامة، صحة وتعليم مليوني فلسطيني، فيما ستواصل حماس ارهابها بالتوازي.

فلنجمل الامر. الفجوة هي بين اتفاق غير كامل على نحو ظاهر تتخلى فيه حماس عن الحكم لكنها تواصل استخدام القوة من خلف الكواليس؛ اتفاق آخر؛ أفضل، يكون أيضا نوعا من الخدعة التي يكون فيها نزع ما للسلاح لكن محدود، وتكون حماس ظاهرا محيدة اكثر؛ وحكم عسكري. في كل هذه الحالات، ستوجد حماس كاطار إرهاب في غزة: في الحالتين الأوليين كقوة سياسية مضافة، وفي الحالة الثالثة أيضا كحرب عصابات ضد الحكم العسكري. مشكلة عسيرة جدا. هذا بالضبط هو السبب الذي من اللحظة الأولى سأل فيها الكثيرون في العالم (وأنا الصغير أيضا)، ما هي خطة اليوم التالي. فهذا هو السؤال. لا نصر بدون كهذا. والحقيقة هي ان الحكومة لم تخطط شيئا والان الثمن. والا ما كنا نصل الى احاديث “المعسكري” في رفح.

بالتوازي توجد اعتبارات أوسع. أساسا بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، وضع المجتمع الإسرائيلي. ثمن الجنود القتلى لدينا. العائلات. الصدمة طويلة المدى. مزيد ومزيد من الإسرائيليين يعترفون بمأساة الضحايا المدنيين في غزة. إذ في غزة – مثلما كتبت هنا لعدد لا يحصى من المرات – يوجد أبرياء، يوجد مدنيون، يوجد أطفال. كل طفل هو بريء. فلئن كانت المأساة الإنسانية تمر من فوقكم فكروا استراتيجيا: عدد الموتى في غزة يؤثر ليس فقط على مستقبل المجتمع الفلسطيني بل علينا أيضا. سيكون هناك من سيقولون الردع: في غزة سيعرفون كيف لا يقومون بـ 7 أكتوبر آخر. انا افكر بالالم. الحزن. الغضب. حساب الأجيال. اذا بقيت غزة هناك، وهي ستبقى، فلمن سيرفع الحساب. لنا، لابنائنا. محق، غير محق، هذا لا يهم. هذا هو الواقع. الاعتراف بذلك هو عقلاني: مثل تأبين موشيه دايان لروعي روتبرغ، فقط الف ضعف. لم انسَ ما فعلته لنا حماس في 7اكتوبر. لكن لا يحتمل ان يكون التفكير الإسرائيلي اصبح منتشيا من القوة بهذا القدر، بهذه الصبيانية بحيث أننا نفشل انفسنا. “النصر” ليس مفهوما غامضا، الا اذا توجه الخصم في اتجاه آخر تماما. الا يحاول، لانه لا يريد. المانيا هزمت. اليابان أيضا فقدتا الإرادة للقتال وطلبتا ان تكونا جزءا من القوة العظمى التي انتصرت. هذا نصر.

هناك من سيقولون ان هذا بسبب الدمار الهائل الذي كان في المانيا واليابان. ربما. لكن غزة منذ الان دمرت، قصفت، سويت بالأرض. هي لم تهزم. بسببين: لان إسرائيل تقاتل جهاديين، ومنطقهم مختلف. هم مستعدون للتضحية بالجميع، بما في ذلك أنفسهم. ولأنه لاجل هزيمة الخصم مطلوب ليس فقط بسطامة بندقية بل أيضا استراتيجية استعداد لمد اليد.

لقد حاولت إسرائيل الانتصار على حماس في غزة دون اتصال بالمجتمع الفلسطيني. استغرقها سنة ونصف لتفهم شيئا ما كل محتل في التاريخ، بما في ذلك إسرائيل في 1967، فهمه فورا. بان السكان يجب نقلهم الى جانبك والا ماذا؟ كانت أيديولوجيا الائتلاف بان كل الغزيين مذنبون. لا غذاء، لا سلطة فلسطينية، لا فرق تسد. لا غرو اننا وصلنا الى حيث سرنا.

إذن ماذا الان؟ الان إسرائيل عديمة الكثير من الخيارات الجيدة، باستثناء صفقة مؤقتة. يمكن التقدير بان نتنياهو يفهم هذا. لكن مرة أخرى، بلا استراتيجية بعيدة المدى، مرتبة، وكذا، إنسانية أيضا، ستعلق إسرائيل مرة أخرى في حائط الواقع، مع صفقة او بدونها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى