ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: الدرس من المذبحة

يديعوت احرونوت – غادي عزرا – 16/12/2025 الدرس من المذبحة

بعد لحظة من جفاف الدموع على المذبحة في سدني، نعود الى روتين الحياة. الى عبء الحياة، الى الجدول الزمني الخانق في العمل، الى أزمات السير، الى لقاء الأصدقاء، الى الاجازة باهظة الثمن، الى الهرب نحو السعادة مع الأطفال في الصالون المليء بالفوضى. الواقع ببساطة لا يسمح بشيء آخر. في الخلفية بالطبع نتذكر بان اللاسامية موجودة. انها في ارتفاع دائم. ان هذا لا يرتبط بالضرورة باعمال إسرائيل بل بوجودنا كيهود. وان هذا سيحصل مرة أخرى. لان موقع العملية التالية هو فقط مسألة إمام محلي يحرض اكثر مما ينبغي، للمجنون الدوري، او للنوايا الإيرانية. دون أن ننتبه، ستصبح مذبحة الحانوكا نموذجا آخر نطرحه كي نجسد حقيقة أن الكراهية تجاه اليهود تقتل. 

والحقيقة هي ان هذه ستكون مأساة بحد ذاتها. لانه اذا ما سنأخذه من هذه الكارثة هو فقط حقيقة اننا لنا شعبيين وان اعداءنا متعطشي دماء، فان شيئا ما فوتناه. هذا درس واضح جدا. معروف جدا. 15 روحا غادرت العالم بسبب يهوديتها تنير لنا شيئا ما اعمق. هذه دعوة صحوى لاعادة تقييم علاقاتنا مع يهود الشتات. أولئك الذين كانوا يوجدون دوما هناك في الخلفية. يدعمون، يصلون، يتبرعون ويتحدثون الينا بلهجة غريبة، يحبوننا أحيانا اكثر مما نحب انفسنا. أولئك الذين منظومة علاقاتنا معهم ليس معرفة تماما، ببساطة لانهم لم يشرحوا لنا حقا ما هو مكانهم في حياتنا. هم هناك، وليس هنا. والنتيجة هي انه بالنسبة لبعضنا هم مؤيدو إسرائيل في المنفى وبالنسبة للاخرين – شيك يسير على الاقدام يأتي في لحظات الازمة ويؤدي واجبا أخلاقيا. لكن كم منا يرى فيهم جزءً حقيقيا من القصة الصهيونية هنا. كم من الناس يعتقدون انه حتى بدون حق الاقتراع، يجدر بنا أن نسمع رأيهم في مسائل ذات مغزى يهودي يؤثر عليهم أيضا.

ان الجالية اليهودية في استراليا في حالة اختبار هامة في هذا السياق. عدد الجنود الافراد الذي يأتي منها يساوي 80 الف جندي فرد من الولايات المتحدة، اذا ما قارنا حجم الجاليتين. في السنة الأولى للحرب تبرع أعضاؤها بنحو 100 مليون دولار امريكي لمبادرات مختلفة في إسرائيل. في استطلاع اجري بعد وقت قصير من 7 أكتوبر، اكثر من 90 في المئة من أعضائها اعربوا عن تأييد غير متحفظ لاعمال الجيش الإسرائيلي. عدد مشابه اعلن بانه حين تكون إسرائيل في خطر، فانهم هم انفسهم يشعرون بخطر شخصي. وعيوننا التي ترى هذه ليست فقط احاسيس. لكن هل كل هذا يكسبهم الحق في الاعراب عن موقف عن قرارات تتخذ هنا؟ هل إسرائيل هي، بمعنى ما، لاهم أيضا. 

يمنح قانون العودة كل يهودي الحق في المواطنة والهجرة الى البلاد. هذا احد معاني كوننا دولة يهودية. لكن منذ اكثر من يوبيل ونصف من قيام الدولة، حان الوقت لان نفهم بان حق العودة ليس هو الحق الوحيد لليهود على إسرائيل. ارتباطهم اقوى من هذا. واجبنا أوسع من هذا. واذا كان ثمة شيء ما تعلمنا إياه موجة اللاسامية في السنتين الأخيرتين فهو ان مصيرنا مشترك. ولهذا السبب فان مسألة الوجود اليهودي لا تقل في أهميتها عن مسائل أخرى محملة بالمصير تبحث هنا منذ بداية الحرب. منذ اكثر من سنتين من اليوم الذي غير حياتنا حان الوقت لان تجتمع إسرائيل، مؤسساتها والقيادة اليهودية العالمية لبلورة رؤيا للشعب اليهود للأجيال القادمة. رؤيا تعيد تعريف منظومة العلاقات بين يهود الشتات والجالية اليهودية الأكبر – تلك الإسرائيلية. هي لم تتضمن حق التأثير على الكنيست، لكن تعطي تمثيلا لواجبنا المتبادل وتعطيه تعبيرا عمليا في جهاز التعليم، في الحراسة، في الروتين اليومي. فليس فقط في زمن الازمة. المذبحة في شاطيء بوندي هي تذكير لهذا أيضا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى