يديعوت احرونوت: الاحتجاج هو واجبنا اليهودي

يديعوت احرونوت – ميراف بطيطو – 13/8/2025 الاحتجاج هو واجبنا اليهودي
لو كان الاحتجاج دولة، لكانت عيناف تسنغاوكر رئيسة الوزراء، ايلي الباغ وزير الامن الداخلي، ريتشل غولدبرغ بولين وزيرة الخارجية وايريس حاييم وزيرة التعليم. كانوا سيخرجون الى الشعب ويشرحون لماذا الان، بعد 677 يوما من بداية الحرب، كل شيء منوط بنا فقط. كانوا سيجيبون على أسئلة مثل لماذا لا يوجد شيء كهذا واسمه النصر المطلق، او هل يوجد معنى للخروج الى حرب أخرى وتعريض المخطوفين للخطر، ويقدمون معطيات أخيرة عن وضعهم، ويستخدمون الإنجازات العسكرية لاتفاقات سياسية.
ويوجد اكثر من سبب واحد للافتراض باننا كنا سننصت اليهم. لا لاسباب الابهة او القوة، بل للأسباب الصحيحة المتمثلة بالتضامن مع وضعهم، التكافل والمقت للحرب المتواصلة. لو كان بوسعنا أن نختار بين حكومة الظلال الحزينة وعائلات المخطوفين وبين حكومة إسرائيل المعتدة بنفسها لوزراء اليمين، لكنا حصلنا على اغلبية مطلقة في أوساط الجمهور الإسرائيلي في صالح امتان وأبو ليري. لو كانت تقررت انتخابات للشهر القادم لكنا نفضل ان نبعث واحد مثل رئيس مجلس ديمونا بني بيتون ونستجديه لان يبقى معنا مزيدا من الوقت.
هذا لا يزال عجيبا بعض الشيء، لكننا نعزف باشارة العصا المرتعدة للمايسترو نتنياهو، ننجح في انتاج معزوفة وطنية متماسكة حين يرسل وزير الدفاع لتنفيذ مهام تطهير في هيئة الأركان، وزراء ينفخون معزوفات بطولة واستيطان ويتحدثون بجدية غريبة عن حجوم قوات يتم إدخالها الى غزة. مذهل بقدر لا يقل كيف نتميز نحن بتجاهل إمكانيات احتجاج منظم كان يمكنه أن يشل الدولة حتى بدون مساعدة موظفين كبار في الهستدروت. لكن الأكثر مفاجأة هو الجمهور التصدي لتمرين بسيط في حساب الأغلبية والأقلية وهضم بشرى حقنا الطبيعي في الاحتجاج ضد الحكومة وسحبها من غزة في صالح إعادة تأهيل ذاتي.
القائمة طويلة والمنظمات كثيرة: رجال الاحتياط الذين وقعوا على عريضة تدعو الى انهاء الحرب وإعادة المخطوفين؛ مصدومو المعركة الذين تظاهروا امام الكريا مطالبين بتشريع ينص على مكانتهم. الفنانون الذين نشروا عريضة مطالبين بوقف الفظاعة في غزة؛ مصممون، معماريون وفنانون وقعوا هم أيضا على عريضة. الاكاديميون الذين وقعوا على كتاب يدعو الى انهاء الحرب وإعادة المخطوفين؛ خريجو وحدات السايبر الهجومي، جنود وضباط يخدمون في منظومة الاحتياط في الجيش، في الشباك وفي الموساد، ممن نشروا منذ شهر نيسان كتابا استثنائيا في حدته ضد رئيس الوزراء، حذروا فيه من أن “جرائم نتنياهو اكثر من أن تعد، لكن السطر الأخير واضح: نتنياهو هو خطر على اخوتنا المخطوفين، على امن الدولة وعلى الديمقراطية”؛ وخريجو وحدات العمليات الخاصة في شعبة الاستخبارات في الجيش الذين نشروا هم أيضا كتابا بروح مشابهة. واناس سلاح الجو الذين يدعون الى إعادة المخطوفين حتى بثمن وقف الحرب؛ مئات الاف الحريديم الذين يعارضون استمرار القتال، عشرات الاف الطلاب التي اضطروا لان يقطعوا المرة تلو الأخرى دراستهم ويعرضوا مستقبلهم للخطر في صالح مئات أيام الاحتياط؛ شركات التكنولوجيا العليا بعامليها؛ اخوة السلاح وقوة كابلان؛ وملايين الإسرائيليين الذين يوشكون ابتداء من الشهر القادم ان يدفعوا ضرائب زيادة كي يجسدوا أحلام ايتمار بن غفير. الأهالي الذين يدفعون اكثر على رياض الأطفال؛ أصحاب الاعمال التجارية؛ تلاميذ الثانوية الذين يوشكون على أن يدفعوا الثمن بحياتهم وباجسادهم على هذيانات مسيحانية؛ عاملو النظام الذين قلصت اجورهم في صالح ميزانيات الامن؛ المقالون الجدد الذين ضاعوا في سوق العمل؛ والعاملون وأبناء عائلاتهم الذين يعالجون في منظومة العلاج النفسي المنهارة. مفتشو الشرطة والالوية في الاحتياط؛ أصدقاء رئيس الأركان في اختبار ايال زمير؛ رؤساء الحزب ومصوتو المعارضة؛ والطوائف الدرزية والإسلامية وباقي الأقليات الذين يعيشون في البلاد.
قد تبدو لكم هذه كاللحظة الأضعف لتحريك احتجاج شعبي وغاضب غير عنيف، لكن الحقيقة هي انه منذ بداية الحرب لم يكن توقيت ادق مثل يوم الاحد. واجبنا اليهودي الإمساك بنقطة اللاعودة في الوعد لفداء الاسرى، لاداء مهمة اجتياز الروبيكون الديمقراطي للوصول الى المخطوفين، لدفع اجر يوم الاجازة الذي سنأخذه على حسابنا كي نتمكن من أن ننظر الى عيون أبنائنا ونعدهم باننا فعلنا كل شيء ونكون هناك من اجل أهالي المخطوفين الذي ليس لهم أي شيء باستثناء الدعم الجماهيري الواسع لملايين الاسرائيليين.
من يتوقع بعض المعونة من المؤسسة الرسمية عند الاحتجاج ضد حكومة الدمار يبدو أن ليس له أي فكرة عن الديمقراطية. لا منظمة بار – دافيد، لا رؤساء اللجان الكبرى وبالتأكيد لا أصحاب المناصب العليا في الشرطة سيقومون نيابة عنا في المهمة المدنية البسيطة المتمثلة باستعراض قوة تثني الحكومة عن نواياها. من يتجاهل إرادة الشعب سيضطر لان يتلقى عينة تمثل نتائج الانتخابات ويفهم بالطريقة الأكثر مناسبة بان من شأنه أن يخسرها.