يديعوت احرونوت: إما تسوية أو استنزاف
يديعوت احرونوت 30/10/2024، يوسي يهوشع: إما تسوية أو استنزاف
النقاش الحاسم حول تسوية لانهاء الحرب في الشمال والذي اجري أمس لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جاء لترسيم إمكانيات الخروج من المعركة – انطلاقا من الفهم بان الجيش الإسرائيلي يقترب من انهاء اعمال التطهير في قرى الاحتشاد لحزب الله، التي توجد على مسافة بصقة عن بلدات الجليل.
وسع الجيش الإسرائيلي أول أمس العملية البرية الى منطقة هامة من ناحية إعادة الامن، توسيعا ينبع من اطار الخطة الاصلية. “كلما مر الوقت”، قال مسؤول كبير في هيئة الأركان، “افهم ان حزب الله لم يخطط لاحتلال الجليل لزمن قصير بل للبقاء فيه لاشهر. انت ترى كميات السلاح، هذا ببساطة لا ينتهي. كيف غفونا في الحراسة؟”.
أسئلة قاسية تثور عن سلوك دولة إسرائيل وجهاز الامن. لكن الى جانب الأسئلة يوضح المسؤول الكبير إياه بان نقطة النهاية لن تتأثر بـ “قرية أخرى الى الامام”. فمجرد وضع الهدف للجيش الإسرائيلي لا يضمن انهاء القتال بنار الطائرات والمدفعية، ولا عمليا بالمناورة البرية: طالما لم يتحقق اتفاق دائم، سيتعين على الجيش الإسرائيلي ان يعمق الإنجازات العملياتية كي يحمل حزب الله، حكومة لبنان والدول الوسيطة (من الولايات المتحدة وحتى روسيا، كما كشف النقاب عنه في “يديعوت احرونوت”) الى وضع نهاية بشروط مريحة لإسرائيل.
الهدف الان، على حد قول المسؤول الكبير إياه، هو “تغيير الوضع الاستراتيجي. ضابط كبير في هيئة الأركان قال ان الهدف الان هو الانهاء في الوقت المناسب لاجل رفع الإنجازات الى الحد الأقصى. “بقدر ما يبتعد الاتفاق السياسي سيتعين علينا أن نعمق العملية”، قالوا في الجيش الإسرائيلي، “ولهذا توجد إمكانية لنتلقى تعليمات بمواصلة عملية المناورة حتى الى ما وراء الخطة الاصلية القائمة. فهذه إما تسوية أو حرب استنزاف، واذا وصلنا الى حرب استنزاف فسيتعين علينا أن نخلق شريطا امنيا يضمن إعادة السكان الى بيوتهم”.
مثلما في كل يوم منذ انطلقت العملية على الدرب، في الجيش الإسرائيلي يشددون بان الاتفاق هام – لكن ما هو اهم هو القدرة على الانفاذ بالنار لكل انتهاك له. “نحن سنطرح الشروط”، قال المسؤول الكبير في هيئة الأركان، “نقرر خطا لا يصل اليه احد ويمنع قوات الرضوان من العودة الى القرى”.
وأضاف ضابط في الجيش بانه “حتى اليوم كنا في فترات هدوء تام، تعاظمت فيها قوة العدو وكل بضع سنوات خرجنا الى حرب. هذا يجب أن ينتهي. وهذا ما نقوله لرؤساء السلطات في الشمال. لا مجال لمزيد من كسب الهدوء للسياح او المستجمين في الاكواخ بثمن تعاظم قوة العدو. سيتعين علينا أن نعمل بشكل متواصل، سواء بالنار ام باجتياحات برية اذا ما عاد حزب الله الى خط الحدود. هذا سيكون الواقع كي لا يعود الوحش ليكون هنا من جديد”. وعليه ففي الجيش سيعملون أيضا ضد تعاظم قوة حزب الله.
بناء على كل هذا، يقولون في الجيش، في الجمهور يجب أن يفهموا بان هذه السنة هي لست 2006: يجب الاستعداد لروتين جولات قتالية لاجل السماح بامن السكان في حدود الشمال.
في الجهاز يتابعون أيضا تعيين نعيم قاسم زعيما لحزب الله بدلا من حسن نصرالله الذي صفي. وزير الدفاع يوآف غالنت اعلن منذ الان بان “التعيين مؤقت” وساعة رمل الأمين العام الجديد انقلبت. لكن يجدر بالتذكير بان نصرالله أيضا كان ممكنا تصفيته في كل مناسبة تقريبا. وكل ما تبقى هو ان تتخذ إسرائيل القرار.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook



