يديعوت: إنذار «ساعر»..!

يديعوت: بقلم يوفال كارني – 3/6/2022
ائتلاف التغيير لن يتفكك بسبب المعارضة. فرغم تصميم رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو والكفاءة السياسية لرئيس كتلة الليكود يريف لفين فليسا هما من سيسحبان البساط من تحت اقدام حكومة بينيت – لابيد.
نتنياهو، لفين والحريديم يمكنهم أن يرفعوا كل اسبوع مشاريع لحجب الثقة لاحراج الائتلاف في التصويت في الهيئة العامة او محاولة تجنيد فارين اضافيين، المشروع الذي فشل حتى الآن. لكن ليس هذا ما سيمنحهم الاغلبية لحل الكنيست او يسمح لهم بأن يقيموا حكومة بديلة في الكنيست الحالية.
من سيسقط هذا الائتلاف – هو نفسه. فقد بدا رئيس الوزراء بينيت في الايام الاخيرة محبطاً على نحو خاص. ومن يتحدث معه عن الساحة السياسية ومستقبل الائتلاف والحكومة فهم ايضا لماذا: توجد فجوة هائلة، على حد قوله، بين الحكومة الجيدة والمؤدية لمهامها وبين الائتلاف الذي يقف على ارجل دجاجة ويكون بقاؤه كل اسبوع متعلقا بنزوة شخصية أو سياسية لهذا النائب او ذاك.
يمكن أن يقال في صالح الائتلاف ان جناحيه يتشاركان في انعدام الوضوح السياسي في الكنيست: مرة تكون عيدت سيلمان من اليمين ومرة غيداء ريناوي الزعبي من اليسار. مرة يكون هذا رئيس لجنة الكنيست ميخائيل بيتون من أزرق أبيض ومرة اخرى آلام بطن نير اورباخ من يمينا. كل واحد يقدم مساهمته المتواضعة او الكبيرة في حالة سيلمان لاجل تفكيك الائتلاف من الداخل. وكل ذلك بالطبع انطلاقا من نوايا طيبة.
اما حالة رئيس أمل جديد ووزير العدل جدعون ساعر فهي مختلفة تماما عن بوادر التمرد لدى نائب مجهول الى هذا الحد او ذاك من الائتلاف. فيكاد يكون مثل الجملة الشكسبيرية الشهيرة «ان نكون أو لا نكون» يمكن لساعر أن يحسم اذا كان الائتلاف سيتلقى هواء للتنفس او ينتحر سياسيا. فالاتصالات السرية بينه وبين نتنياهو بشكل مباشر وغير مباشر، والتي كشفت النقاب عنها «يديعوت احرونوت» امس هزت الساحة السياسية ذات مستوى الاعصاب المتدني على اي حال. فالمحور الذي نسج بين ساعر ونتنياهو من خلال مقربيه من شأنه ان يؤثر على مستقبل الائتلاف اكثر من أي خطوة سياسية أخرى.
توجد بينات سياسية ظرفية أدت بمسؤولي الائتلاف لأن يتساءلوا بصمت ما الذي يمر على ساعر: فالانذار المفاجئ الذي القى به على الائتلاف الذي هو عضو فيه؛ تعليمات نتنياهو لمسؤولي حزبه للبقاء في الظل وعدم مهاجمة ساعر شخصيا، والمنشورات عن الاتصالات مع الليكود.
قصة وزير العدل، هي كما اسلفنا، ذات مغزى. لقد كان ساعر محدث التغيير الذي أدى الى إقامة حكومة بينيت – لبيد. هو الذي اعلن مسبقا بان من يريد نتنياهو كرئيس للوزراء – الا يصوت له. مقاعده الستة – معظمهم انتقلوا من كتلة نتنياهو الى كتلة التغيير – هم الذين سمحوا بتغيير رئيس الوزراء بعد 12 سنة وإقامة حكومة التغيير. فهل هذه المقاعد الستة، او معظمها ستكون هي التي ستتوج نتنياهو مرة أخرى كرئيس الوزراء؟
من ناحية ساعر الأفضلية واضحة: فهو يفضل بلا قياس حكومة بينيت لابيد في صيغتها الحالية بكل مشاكلها. نتنياهو لن يعود ليكون شريكاً مثالياً بالنسبة له. لكن هنا تأتي لكن كبرى: اذا كان ساعر يقدر بان أيام الائتلاف معدودة، فسيتعين عليه أن يتخذ قرارات. سيكون فظيعاً من ناحيته ان يجلس في حكومة مع نتنياهو، لكن سيكون اكثر فظاعة ان يسير الى الانتخابات مع مستقبل سياسي يلفه الغموض. إذن صحيح، سيتعين عليه أن يشرح خطوة متطرفة جدا من ناحيته، لكنه بالتأكيد لن يكون أول من يفعل ذلك.
بخلاف التقدير السائد سيكون لهذا الائتلاف فرصة للصمود حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست، في نهاية شهر تموز. فقد اجتاز أربعة أسابيع صعبة منذ بداية الدورة. لكنه لم يكن قريبا من السقوط رغم الأجواء السياسية لنهاية الدورة والاستعداد للانتخابات.
في كل حال، سيكون يوم الاثنين اختبارا مهما في اعقاب الإنذار الذي طرحه ساعر على الائتلاف: ماذا سيحصل اذا لم يتم إجازة قانون المناطق، قانون يميني – استيطاني، بسبب معارضة «الموحدة»؟ هل سيرى ساعر في ذلك نهاية الائتلاف الذي أراد جداً وجوده وأعاد النظر في مسار سياسي جديد؟ قريباً كل الأجوبة.



