ترجمات عبرية

يديعوت: إسرائيل لن تنتصر في الحروب في ظل سياسة سموتريتش

يديعوت 2022-12-29، بقلم: عوفر شيلحإسرائيل لن تنتصر في الحروب في ظل سياسة سموتريتش

رئيس الأركان، أفيف كوخافي، هو الذي بادر إلى المكالمة الهاتفية بينه وبين رئيس الوزراء المرشح، بنيامين نتنياهو، في نهاية الأسبوع الماضي، لكنه لم يكن هو الذي سربها إلى وسائل الإعلام. من فعل هذا جاء من محيط نتنياهو، الذي وقعت المكالمة في يديه ثمرة ناضجة. وهي تسمح له بأن يعرقل تحقق البنود الإشكالية في الاتفاقات الائتلافية المتعلقة بإخضاع الإدارة المدنية لبتسلئيل سموتريتش أو لسرايا حرس الحدود لإيتمار بن غفير، بطريقة بيبي المعروفة: يحتاج الجيش لأن يقوم بالدراسة، وسيتأخر النقاش؛ لأن هذا هو حكم المناقشات، وفي هذه الأثناء سيكون بن غفير وسموتريتش وزيرين مشغولين بوزارتيهما وشيئا ما سيصرف الانتباه لأن شيئا ما يحصل دوما.

انقسمت ردود الفعل في الساحة السياسية، كما هو متوقع، وفقا لخطوط الانقسام بين الائتلاف والمعارضة وليس فيها أي أهمية. هكذا أيضا معظم الأقوال عن «تسييس الجيش». تناول كوخافي، أول من امس، في خطابه في معهد بحوث الأمن القومي المكانة الخاصة للجيش في إسرائيل بالنسبة لجيوش العالم وبالنسبة للمجتمع الإسرائيلي، وكان محقا بالطبع: من عهد بن غوريون وحتى عهدنا الحالي، الجيش الإسرائيلي هو ليس فقط الجهاز الذي يحمي حدود الدولة وسلامتها. هو جيش الشعب بكل المعاني، ولا شيء يمر على الشعب المقيم في صهيون يتجاوزه، بما في ذلك الاضطرابات السياسية. وللتفكير فقط، فإن بعضا من السياسيين الذين دافعوا، أول من امس، ببسالة عن كوخافي، هاجموا سلفه في المنصب في قضية اليئور ازاريا.

هجمة سموتريتش أيضا، وهو رجل مصمم ومركز اكثر من معظم خصومه السياسيين، تستهدف غاية اكبر بكثير. فهو يعرف جيدا بأن تأييد رجال الجيش يشكل في إسرائيل ختما حلالا لكل شيء تقريبا، من خطوات سياسية وحتى أمور يفترض أن تكون من حسم الساحة المدنية ومنها فقط. كمثال على ذلك فقط، عندما جلب أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع، قانون التجنيد في 2018 هو ومؤيدون آخرون عللوا أهليته بالقول، إن هذا «قانون الجيش»، وكأن السؤال من وكم يخدم في الجيش ليس شأنا مدنيا صرفا.

فما بالك بالخطوات السياسية التي يعمل سموتريتش وأمثاله في السياسة ليمنعوا احتمال حصولها. أعطت قيادة الجيش شرعية لاتفاقات أوسلو، لاتفاق لم يحصل في النهاية مع سورية ولفك الارتباط. يفترض سموتريتش أن هكذا ستتصرف أيضا في حالة الاتفاق مع الفلسطينيين، ويعرف أن شرعية كهذه ستقنع معظم الاسرائيليين بأنه يمكن الصمود في وجه المخاطر الأمنية التي في مثل هذا الاتفاق، وتبقي في موقع المعارض اليمين الأيديولوجي فقط، وهو مجموعة صغيرة نسبيا.

لهذا السبب فإنه مع زملائه يخوضون منذ سنوات هجمة منظمة ضد قيادة الجيش بهدف عرضها ضعيفة، مستسلمة لرياح غريبة من الخارج (خدمة نساء، أخلاق قتالية)، و»يسارية» والعياذ بالله. ينضم نتنياهو إلى هذه الهجمة بين الحين والآخر، سواء لاعتبارات انتهازية شعبوية (قضية ازاريا) أو في إطار الحملة التي يلوِن فيها حتى مرشحين لرئاسة العليا بألوان «منا» أو «ليس منا». الجانب الآخر من الخريطة السياسية مشغول بالاختباء من خلف ظهر لابسي البزات و»إعطائهم إسنادا»، ما يعزز بالذات الإحساس بأنه بالفعل توجد صلة بين قادة الجيش وبين جانب معين في السياسة الهاذية الإسرائيلية.

وأين الجيش في كل هذا؟ الخيار الوحيد الذي يوجد له هو الالتصاق بقيمه، والتصرف بموجبها بتشدد وبشكل ذي مصداقية، وتطبيقها على نفسه، وليس فقط عندما تتهدد مصالحه. خط مباشر يمر بين الثقة الجماهيرية في أن الجيش الإسرائيلي هو جيش ناجع، يحقق ويوجه النقد قبل كل شيء تجاه نفسه، وبين الثقة بأنه هو أيضا عندما يكافح اتفاقات ائتلافية فإنه يفعل هذا من اعتبارات موضوعية ومسؤولية وطنية.

تحدث كوخافي، أول من أمس، عن أن الحرص على العمل القيمي يخلق للجيش ولإسرائيل حرية عمل دولية. هو لم يقل – رغم أني اعرف بأنه يؤمن بذلك بكل قلبه – بأن الأخلاقيات القتالية هي أساس قوتنا، وانه إذا لم نكن أخلاقيين فإن المشكلة لن تكون إذا كان العالم سيساندنا بل ببساطة لن ننتصر في الحرب. هذا هو الجواب الحقيقي على هجمات سموتريتش، وهو الذي يجب أن يقال بصوت عالٍ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى