ترجمات عبرية

يديعوت: إسرائيل تصفّي الحساب مع عرين الأسود

يديعوت: إسرائيل تصفّي الحساب مع عرين الأسود 2022-10-27، بقلم: يوسي يهوشع

كانت العملية في نابلس تصفية وليست اعتقالاً. كانت ناجحة جداً مع قدرة استخبارية مبهرة لـ”الشاباك” ولوحدة “8200” ليس فقط في جمع المعلومات الاستخبارية، بل أيضاً في أعمال السايبر، ومع عمل مهني لـ”اليمام”، الوحدة التنفيذية لـ”الشاباك” ولوحدات خاصة مثل قناصة “سييرت متكال” و”يهلم” في قلب القصبة، والذين أتموا جميعهم مهمة الإصابة الشديدة لشبكة التنظيم والخروج دون اصابة. سبق هذا تسلل استخباري إلى شبكة التنظيم، ضمن أمور أخرى، في وسائل سايبر متطورة مثل بيغاسوس التابع لشركة NSO التي تساعد “الشاباك” على جلب المعلومات الدقيقة، وعلى إحباط “العمليات” وإنقاذ الحياة.

عندما نربط كل هذا بتصفية تامر الكيلاني، التي كانت مبهرة هي أيضاً، ينبغي التساؤل لماذا لم ينفذ هذا حتى اليوم حيال تنظيم هزيل القدرات، لكنه نفذ عمليات في منطقة نابلس ضد قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين؟ عملية مسبقة ضد التنظيم كان يمكنها أن تدخله في إحساس المطاردة والتصعيب عليه في تنفيذ العمليات الأخيرة التي قام بها.

لم يفعل الجيش الإسرائيلي ذلك حتى هذا الأسبوع، في أعقاب قرار اتخذ في القيادة الأمنية في إسرائيل – بإسناد من القيادة السياسية – للسماح لأجهزة الأمن الفلسطينية بالعمل ضد تنظيم “عرين الأسود”.

أول من أمس، كما أسلفنا وجهت ضربة قاسية للتنظيم، الثانية في غضون أسبوع، ويمكن التقدير بأنها ليست الأخيرة في الفترة القريبة القادمة. الهدف هو تفكيك هذا التنظيم، ويخطط الجيش الإسرائيلي لتشديد الضغط بعمليات هجومية أخرى.

فجر أول من أمس، كانت هذه عملية بمخاطرة حياة عالية، لكن ينبغي أن نتذكر أن عمليات مشابهة أجريت غير مرة في نابلس على مستوى قيادة اللواء أو فرقة الضفة الغربية.

أديرت هذه العملية، هذه المرة، من غرفة حرب في مركز البلاد، وهذا لا يبشر بالخير عن الوضع في الميدان حين تصبح عملية تصفية اعتيادية مركبة بهذا القدر. ليس مؤكداً أيضاً أن الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي، والتي بدا فيها رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس “الشاباك رونين بار، ورئيس قسم العمليات اللواء عوديد باسيوك، تخدم الردع الإسرائيلي حين يبث أن قيادة بهذا المستوى أدارت حدثاً كهذا حيال تنظيم صغير. بالعكس هذا يعظم “عرين الأسود” أكثر فأكثر. صور كهذه تصدر حين يصفى محمد ضيف، فالقوات في الميدان كما أسلفنا تصرفت بشكل استثنائي، واعتمدت على معلومات استخبارية ممتازة جلبها “الشاباك” حول شقة الاختباء التي شعر فيها رجال التنظيم بالأمان، وتواجدوا فيها في الأيام الأخيرة. وحدة “8200” هي التي وفرت المعلومات في الزمن الحقيقي، وقد أطلق المقاتلون صواريخ مضادة للدروع، وخاضوا معارك في مسافة قصيرة، وقتلوا خمسة مقاتلين، بينهم وديع الحوح، الذي يعتبر أحد مؤسسي التنظيم. هو ابن 31 عاماً ويعتبر الأكبر سناً وتجربة مقارنة بالنشطاء الشبان أبناء الـ 18.

ستستمر مطاردة أعضاء التنظيم، ومثلما كتبنا، هذا الأسبوع، فإن الجيش الإسرائيلي يريد أن يصفي الحساب مع “المقاتل” الذي قتل مقاتل كتيبة “جفعاتي” العريف أول عيدو بروخ في منطقة شافيه شمرون.

إضافة إلى ذلك يوجد قلق كبير في جهاز الأمن في إسرائيل من تصريحات كبار مسؤولي السلطة إلى جانب “العمليات”. في بداية الأسبوع كانت هذه وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، حيث مدحت في جلسة الحكومة الفلسطينية مجموعة “عرين الأسود”، التي تنفذ عمليات إطلاق نار وعبوات ناسفة ضد أهداف إسرائيلية. كان الحديث يدور لأول مرة عن عضو في الحكومة الفلسطينية يمدح ويرحب بالعمليات.

يضاف هذا القول إلى زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد إشتية، الذي وصل إلى مخيم اللاجئين جنين، والتقى بفتحي خازم، والد “المقاتل” الذي نفذ العملية في شارع ديزنغوف في تل أبيب. بحكم منصبه يتحمل إشتية المسؤولية عن أجهزة الأمن الفلسطينية، وزيارته إلى المخيم في هذا الوقت فاجأت المسؤولين الكبار في إسرائيل الذين يمتدحون التنسيق الأمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى