ترجمات عبرية

يديعوت – إسرائيل ترقب المؤشر الروسي في سوريا وإيران تقتنص الفرص

يديعوت 3/3/202 – بقلم أليكس فيشمان

منذ نشوب الحرب في أوكرانيا وإسرائيل تسير برقة في سوريا على ألا تثير غضب الدب الروسي. صحيح أن إسرائيل لم تتخل عن الهجوم على أهداف إيرانية في سوريا، ولكنها تأخذ هذه الأيام هوامش أمنية أوسع وكل هدف يفحص بأكثر من 7 عيون، قبل اتخاذ قرار بالهجوم. فحساسية الروس وتأهبهم العسكري عالية في هذا الوقت، ومدى تسامحهم لما قد يعتبرونه عرقلة إسرائيلية أو مساً بالمصلحة الروسية أقل وضوحاً.
تتابع إسرائيل المؤشرات التي تشهد على تغيير النهج الروسي تجاه عملها في سوريا. وعندما يسمع طيارو سلاح الجو أنهم تعرضوا لبطاريات صواريخ مضادة لطائرات روسية في سوريا –بينما هم في سماء تل أبيب– فستكون الإشارة واضحة. عندما تكتشف إسرائيل بأن الروس ينقلون معلومات مسبقة إلى السوريين عن طلعات سلاح الجو، ومنظومة الدفاع السورية ترد في وقت مبكر أكثر، فثمة إشارة دالة.
حالياً، لم يتغير السلوك الروسي حيال إسرائيل في سوريا، لكن قد ينقلب هذا في لحظة واحدة. فقد وقف الإيرانيون إلى جانب الروس في الحرب في أوكرانيا، وسيطلبون من الروس الثمن. ومن شأن هذا أن يجد تعبيره، سريعاً جداً، في سوريا. ينبغي الافتراض بأن الإيرانيين سيفحصون السلوك الروسي حيال إسرائيل في سوريا، بل وحتى في الأيام القريبة القادمة. هكذا مثلاً يمكنهم أن ينفذوا عملية تشكل اجتيازاً لخط أحمر من ناحية إسرائيل، مثل نصب أدوات طائرة غير مأهولة في سوريا، الأمر الذي يضع الروس في معضلة. فإسرائيل ستهاجم، ولكن كيف سيرد الروس هذه المرة؟
يرى الإيرانيون الأزمة في أوكرانيا فرصة لتحقيق إنجازات استراتيجية. في بداية الأسبوع، خرجوا من الخزانة، وهم الآن يتحدثون صراحة عن “دروس أوكرانيا” – أي، دولة ليس لها سلاح نووي تكون سائبة لمصيرها لم يساعدها أحد. لا مجال للتفسير. لم يعد الإيرانيون يتحدثون عن أن القرآن يحظر استخدام سلاح الدمار الشامل. ولن يتنازلوا عن تحقيق سلاح نووي، سواء وقع اتفاق في فيينا أم لا.
بالتوازي، ورغم أنها كانت على شفا التوقيع على اتفاق مع الأمريكيين على العودة إلى اتفاقات النووي مقابل رفع العقوبات، اتخذت إيران قراراً استراتيجياً: تشديد المواقف وعرقلة المحادثات. وحسب “واشنطن بوست” يسعى الإيرانيون لاستغلال حقيقة أن الغرب علق في مصاعب في مجال الطاقة، كي يرفعوا المطالب سواء في مجال العقوبات أم في مجال الرقابة. هذا وغيره، يأخذ الإيرانيون بالحسبان إمكانية أن تحرير النفط الإيراني إلى السوق العالمية سيخفض أسعار النفط بـ 10 في المئة – كي يفتحوا الاتفاق الذي كان يفترض أن يوقع، وفقاً لكل الشركاء، بمن فيهم الإيرانيون – منذ نهاية الأسبوع الماضي.
في هذه الأثناء، المحادثات عالقة. والقراءة الإسرائيلية هي: إيران تواصل تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، وليس هناك من يوقفها. وقبل أزمة أوكرانيا، اعتبرت المسألة الإيرانية في نظر الأمريكيين والأوروبيين مصدر إزعاج ينبغي إزالته عن الطاولة. أما اليوم فدحرت إلى الزاوية.
وثمة قرار استراتيجي مهم آخر للإيرانيين، وهو تحيزهم للروس. من ناحية إيران، ثمة مزايا للمدى القريب والبعيد؛ ففي المدى القريب تتوقع إيران من روسيا تقييد حرية العمل الإسرائيلية في سوريا. حتى اليوم، أتيحت حرية العمل هذه بسبب المصلحة الروسية في إضعاف الإيرانيين. أما التأييد الإيراني المتحمس لروسيا فقد يغير الوضع، وستبدأ إسرائيل بتلقي القيود بهذا الشكل أو ذاك. أما في المدى البعيد، فيرى الإيرانيون في التعاون الاقتصادي مع روسيا، ولا سيما في مجال المشتريات العسكرية، اختراقاً للطريق يتجاوز العقوبات. هكذا فإن روسيا وإيران الدولتين “المنبوذتين” ستدعم إحداهما الأخرى، وستتعاونان عسكرياً واقتصادياً، بينما في الخلفية اتفاق اقتصادي لثلاثين سنة بين إيران والصين.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى