ترجمات عبرية

يديعوت: إستراتيجية بايدن الجديدة تجاه الشرق الأوسط

يديعوت 2022-07-15، بقلم: ناحوم برنياع

ضرب التضخم المالي بايدن بينما كان لا يزال في الطريق الى مطار بن غوريون، عندما سجلت الأسعار ارتفاعاً بأكثر من 9 في المئة، من تموز الماضي وحتى تموز هذه السنة. ليس للرئيس الأميركي ما يواسي نفسه به، فالتوقعات الاقتصادية سوداوية، والبورصات تنخفض، والناخبون يفرون، أساسا الناخبون من الطبقة الوسطى – المتدنية. وهم جمهور المصوتين التقليدي للحزب الديمقراطي.

يوجد الشرق الأوسط وتحدياته في هذه اللحظة في المكان السادس او السابع في جدول أعمال بايدن. فالتضخم المالي يحتل المكان الأول، وبعده ضعف القانون والنظام داخل الولايات المتحدة، ثم الهجرة غير القانونية من حدود المكسيك، ثم الحرب الروسية – الأوكرانية، والصراع الاقتصادي مع الصين. هذا لا يعني أن بايدن غير مكترث بمخاوف إسرائيل ودول النفط من إيران. في قلبه هو معنا. لكن إيران مجرد سحابة قاتمة واحدة في ما يبدو في هذه اللحظة كعاصفة كاملة الأوصاف. لن يأتي الخلاص من إيران.

نحن معتادون على أن نعزو لأميركا دور الزعيم: عندما تقع مواجهة دولية تكون هي المتصدرة، السيدة، الوسيطة وفي حالات معينة ايضا من تحاول ان تفرض رأيها او تستخدم قوتها العسكرية كي تحسم. حتى لو لم يحصل هذا دوما في الواقع، فان هذه هي فرضية العمل؛ هذه هي الاستراتيجية.

يعرض بايدن على أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة، وإسرائيل على رأسها، استراتيجية أميركية اخرى. ليس زعيماً بل مساعد؛ ليس وسيطاً بل موفق؛ ليس عريساً، بل اشبين. إذا كانت إسرائيل، السعودية، الإمارات، مصر، الأردن والبحرين مستعدة لتتعاون في الجهد لكبح إيران، فان أميركا ستعطي المشروع رعايتها.

صحيح أن التقارب بين إسرائيل ودول النفط ولد من ضعف أميركا. هذه المسيرة، التي مصدرها سلسلة حروب زائدة، فاشلة، تورطت أميركا فيها، وسلسلة مشاكل داخلية تفاقمت، لا تبشر بالخير للغرب، بمن فيه إسرائيل. لكن هذا الواقع الصعب يحمل داخله بشرى أيضا: الفراغ الذي نشأ يحتاج إلى الامتلاء. هكذا ولدت اتفاقات ابراهيم، وهكذا نشأ احتمال للتعاون العسكري بين إسرائيل والسعودية. عندما سيهبط بايدن في الرياض سيبذل كل ما في وسعه لتحقيق هذا الاحتمال.

ان التوفيق بين إسرائيل والسعودية هو البند الثاني في رحلته. بند محترم لكنه ليس الأول. الاول هو زيادة انتاج النفط. بدون انخفاض كبير في اسعار النفط في الخريف فان انتخابات التجديد النصفي في أميركا ستنتهي على ما يبدو بهزيمة الديمقراطيين التي ستجعل النصف الثاني من ولاية بايدن عديم المعنى. مع كل الاحترام للبيد، فان المصير السياسي لبايدن متعلق بمحمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية.

كل شيء مرتبط ببعضه: ارتفاع الاسعار بالحرب في اوكرانيا؛ التقارب بين روسيا وإيران بالحرب في أوكرانيا؛ تبييض جرائم ابن سلمان بارتفاع الأسعار، وبالحرب في اوكرانيا.

«أخونا يوسف»، دعا الرئيس هرتسوغ جو بايدن. بالفعل، بايدن يشعر بأنه ابن عائلة في إسرائيل منذ قرابة خمسين سنة. لكن مثلما أنشدت فرقة «كفيرت» أنشودة البقالة، هذا ليس يوسف: هذا هو التضخم المالي المرتفع، الحرب في اوروبا، والانتخابات المقتربة. يسكن الرئيس داخل مشاكله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى