ترجمات عبرية

يديعوت: إدخال موضوع الاحتلال إلى التظاهرات سيُفشل الاحتجاج

يديبعوت 2023-01-18، بقلم: بن – درور يميني: إدخال موضوع الاحتلال إلى التظاهرات سيُفشل الاحتجاج

هذه ساعة الزعماء، السياسيين وغيرهم أيضا. فهم يفترض بهم أن يوجهوا الاحتجاج. يفترض بهم ان يعرضوا بديلاً، وحتى هذه اللحظة لم يعرضوه. والمهمة صعبة. فحتى اليوم لم يكن هناك اقتراح واحد قالت له الطغمة القضائية نعم. ورغم ذلك يأخذ في التبلور إجماع على الحاجة للتغيير. اي تغيير؟ ماذا يعني هذا؟ مر نحو أسبوعين منذ عرض الإصلاح، ونحن لا نسمع اي شيء يمكن أن يضيف للاحتجاج بضع اناس آخرين وبخاصة من الوسط ومن اليمين المعتدل، ممن يجلسون في هذه اللحظة على الجدار.

وعندما يفتح الزعماء أفواههم يخلقون أحياناً الكثير من التشويش. هكذا مثلا نشر يئير لابيد، الاسبوع الماضي، مقالاً يصف فيه “آلة السم” التي كانت تحت تصرف بنيامين نتنياهو. كانت هناك “آلة سم”، لا جدال في ذلك. أكاذيب بثت دون تردد. كان لابيد نفسه ضحية بارزة لتلك الآلة. حتى هنا هذا على ما يرام. غير أنه ادخل الى القائمة “دار نشر سيلع مئير” ومعهد “كهيلت”. قرأت وفركت عينيّ. ما المشكلة مع دار نشر كتب تختص بالكتب المحافظة؟ ما المشكلة مع معهد تفكير يميني؟ قرأت قسما لا بأس به من الكتب التي أصدرتها دار النشر ومنشورات عديدة للمعهد. هنا وهناك اتفقت. هنا وهناك غضبت. لكنهم، هل هم ايضا جزء من السم؟ أي كتاب بالضبط نشر اكاذيب؟ واي مقال؟ حجة جيدة تنقلب على ذاتها بسبب حلقة ضعيفة فيها. إذاً، نعم، توجد للابيد حجج ممتازة، لكن لماذا يحرص على ان يمس بها؟

في إسرائيل نما في العقد الأخير يمين مثقف، كل من يتابعه يعرف انه توجد خلافات بينه وبين قسم من ابواق نتنياهو. اساس الحجج موجهة لمعهد “كهيلت”. يدور الحديث عن يمين ليبرالي، هكذا هي الادعاءات، يجرنا الى هوات ايديولوجية واقتصادية بتمويل من رأسمال اميركي يرغب في التأثير على إسرائيل. هذا مشوق؛ لأن عشرات ملايين الدولارات تصل الى إسرائيل لغرض تمويل منظمات اليسار، التي أصبحت رأس حربة في حملة الشيطنة ضد إسرائيل. هم يحاولون التأثير داخل إسرائيل. يؤثرون من الخارج على إسرائيل. وهم كثيرو المال. يحاول بعض تلك الجهات تحطيم الهوية اليهودية لإسرائيل. ويحاول بعض آخر العمل على تصفية الدولة من خلال الترويج لفكرة “حق العودة”.

لابيد، الذي أعرفه بالذات، خرج ضدها. حتى انه قال في 2018: “سنتصدر خطوة تشريع هدفها منع منظمات الـ BDS من تمويل جمعيات في دولة إسرائيل تساعد في التشهير بدولة إسرائيل”. برافو. لا توجد دولة سوية العقل تسمح لجهات تعارض مجرد وجودها بتمويل منظمات داخلها. قريباً، حسب معلومات وصلتني سيكون هناك تشريع في هذا الشأن. اين سيكون لابيد؟ مع أم ضد؟

عندما كان في الوسط، نال لابيد سلسلة مقالات تشهير في صحيفة “هآرتس” بسبب توسطه، وكلما خرجت ابواق اليسار ضده اكثر هكذا اصبح اقوى. في تلك الأيام، استطلاعات 2016 وبداية 2017 منحته 27 مقعدا، ولـ “الليكود” فقط 24. إذاً، ماذا حصل فجأة؟ لأجل ان يعود ليكون رئيس وزراء يتعين على لابيد أن يعمل بكد في أوساط اليمين المعتدل، الليبرالي الذي يريد اصلاحا للإصلاح القضائي. لكن تكرار شعارات تعود لليسار سيخلد حكم نتنياهو. خسارة، ليس هذا هو الطريق.

تبلور في العقد الأخير في إسرائيل وسط سياسي. هذه بشرى طيبة، لا تروق لقسم من اليسار. فهو يريد أن يجذب الاحتجاج الى اليسار اكثر. احتلال ومرة أخرى احتلال. صحيح أنهم حاولوا هذا في الانتخابات، ولم يجتازوا نسبة الحسم. لكن هذا شعار لا يمكنهم أن يشفوا منه. فقد غرقوا فيه. والآن يريدون أن يغرقوا الاحتجاج أيضا.

عوفر شيلح، في مقال نشره، أول من امس، يحاول هو أيضا أن يدفع الاحتجاج باتجاه الاحتلال. أشاركه تماما قلقه من خلق واقع ثنائي القومية. هذا كفاح مهم، لكنه كفاح آخر. كما أنه قلق من مسألة المساواة. هذا مشوق، لأن العقد الأخير بالذات تميز بتقليص الفوارق. يواصل شيلح الاندفاع يساراً. لن تكون ديمقراطية، كتب يقول، في مكان يقصى فيه العرب عن المنصة. فمن يريد أن يدعو الى المنصة؟ محمد بركة، الذي حج الى “القاتل” كريم يونس؟ ايمن عودة، الذي دعا رجال قوات الامن العرب الى ترك الخدمة؟ باختصار، يريد للاحتجاج أن يتموضع بين “ميرتس” و”المشتركة”. وماذا عن آلاف المتدينين القوميين المعارضين للإصلاح؟ وماذا عن الوسط؟ وماذا عن اليسار الصهيوني؟ يمكن الافتراض بأن نتنياهو ولفين يصليان لينتصر شيلح، وان ترفرف اعلام فلسطين بفخار، وأن يقف على منصة الاحتجاج احمد الطيبي ويتحدث عن الاحتلال. وهما سيتطوعان بالمساهمة بتوفير المنصة والاعلام.

منذ الأزل استخف اليسار بالوسط الصهيوني والقومي. هذا هو اليسار الذي فشل والآن يريد أن يُفشل الآخرين. هذا بالضبط هو السبب الذي نحتاج فيه الى احتجاج جدي ومسؤول، مع قيادة صهيونية. والقيادة ملزمة بان تعرض بديلاً للإصلاح، يحظى بتأييد واسع قدر الإمكان. الكرة في يدي لابيد. هو زعيم المعارضة، شريطة ألا يسير في مسار شيلح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى